للمغرب فضل كبير في نشر الإسلام والمحافظة عليه في غرب إفريقيا، كما أنه لمصر والسودان واليمن مكانة هامة في نشر هذا الدين وتنميته والمحافظة عليه فيما يتصل ببلادهم من إفريقيا السمراء، لقد انتشر الاسلام في جزر القمر وزنجبار وغيرها بجهود الدعاة اليمنيين البسطاء.
واذا كان الأزهر ما يزال يضطلع بمهماته التاريخية وكذلك السودان فإن المغرب مطالب بأن يستعيد قيادته الاسلامية في هذا الجانب من افريقيا المسلمة، ولا يتأتى له ذلك الا اذا أعاد بناء القرويين ومثيلاتها في المغرب وبعث الحياة العلمية فيها بشكل اوسع وأقوى وفتح الابواب على مصراعيها لاستقبال طلاب افريقيا للدراسة فيها واعداد الدعاة المؤهلين وارسالهم لتلك الاقطار المتعطشة.
أقول ذلك لأنني كثيراً ما سمعت من اخواننا الافارقة عتابا لطيفا أو عنيفا عن تخلينا عنهم في هذه الظروف العصبية التي اصبحت الكنائس والنحل والمذاهب المنحرفة تغزوهم في عقر ديارهم.. وقد حدثني من اتصل ببعض قادة المسلمين وطلابهم بساحل العاج فأوقفوه على حقائق مذهلة عن نشاط التنصير والمذاهب المنحرفة والهدامة بين المسلمين في بلادهم في حين لم يشاهدوا من اخوانهم المغاربة الا زيارة واعظ واحد كل رمضان يزور غالباً الجالية المغربية في حين بدأت تنتشر دعاية خبيثة عن المغرب بسبب دور الدعارة التي تديرها بعض المغربيات اللواتي حللن محل العاهرات الفرنسيات اللاتي فررن بانفسهن وبعن تلك المواخير للمغربيات.
أما العتاب الآخر فقد سمعته -مصادفة- من شاب تاجر ونحن في الطائرة متجهون لامريكا وكندا، فقد سألني هذا الشاب ورفاقه عن الصلاة في الطائرة بلغة عربية سليمة، فأعجبت به وسألته عنه بلده فأخبرني أنه من ساحل العاج وأنه تعلم العربية في بلده لأنه مسلم يحب العربية ويحب المغرب والسعودية وقد راسل الجامعات والمدارس والوزارات ليتابع دراسة العربية والاسلام فلم يجبه أحد وقال : انكم مقصرون كثيرا في حقنا وستسألون يوم القيامة عنا فأنتم قدوتنا فبكم نأتم فلماذا تهملوننا في حين يهتم النصارى بأتباعهم وقال لي آخرون : اننا نرفض غير الاسلام الذي عليه أهل السنة والجماعة ولو كنا نطلب الدنيا لاستجبنا لدعوات منحرفة مثل البهائية والقديانية وغيرهما فهم يغروننا كثيراً…
فأين أنتم أيها المغاربة.. إننا في انتظار جحافلكم العلمية التي عهدناها في اسلافكم الكرام..
هل سمعتم يا مغاربة؟
الدكتور عبد السلام الهراس