بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
وبعد :
للمرأة في التاريخ الاسلامي دور بطولي رائع تشهد له سوح القتال حيناً، وساحات المواجهة مع الباطل أحياناً أخرى. فابتداء من مريم العذراء وانتهاء بالمرأة المجاهدة في تونس والجزائر وفلسطين والسودان وإيران… ومروراً بخديجة وفاطمة وعائشة ونسيبة وأم عمار… وغيرهن، فإن للمرأة بالأضافة إلى دورها العادي دور السبق وتحمل المسؤولية، فكم من امرأة مؤمنة أسقطت عرش طاغوت، وكم من امرأة ثائرة عرت حكم ظالم وأسقطت عنه القناع. ولذلك فإنه ليس غريباً أن أقوى كلمة قيلت في حق الملك والملكية وحكم الطاغوت هي كلمة امرأة كما يقول القرآن الكريم >إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة< وصدقها الله بقوله : >وكذلك يفعلون ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفواإن أكرمكم عند الله أتقاكمقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم…. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهنوالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيمومن يعمل الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً< >فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثىوالذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً< >إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق<.
أيتها المرأة المؤمنة
1- كوني نصيرة الله ولاتتخذي دون الله حبيباً، فإنه تعالى حبيب من يتقرب إليه. وأغلقي الأبواب على الأرض لتتفتح أبواب السماء، ارتفعي عن السفاسف، ارتفعي عن الشهوات واعلمي أنه ليس دون الله من منجي.. اقطعي علاقاتك التي تقوم على التوافه وأقيمي علاقات الجهاد مع الفتيات الرساليات المجاهدات.
2- اعتزي بالحجاب واجعليه تحدياً للطاغوت (السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي…) الذي يريد لك دور لعب الأطفال. ومع الحجاب تحولي إلى كتلة للنشاط والحيوية فليس الحجاب سجناً للمرأة ومقبرة لكفاءاتها، بل هو وسيلة للتحرر والانطلاق والعمل، فلا تحاولي أن تكوني شيئاً ثميناً ولا حتى شخصاً ثميناً، بل كوني صاحبة الدور الثمين. 3- تفهمي طريقة الطاغوت في سحق شخصية المرأة، فإن طريقته خبيثة وماكرة، فهو يستخدم الاساليب المبغضة. إن الطاغوت كسيدة إبليس -يتوسل بالمكر والخداع، فيقوم بدغدغة الشهوات لكي يسحق الفضيلة، ويستخدم الترف لقتل الشرف والرقص والموسيقى لسرقة الايمان والتقوى. ولكي تستردي كرامتك، قاومي وسيلة الطاغوت وهي النفس الأمارة بالسوء وكوني من شهواتك في حذر واسألي نفسك : أية امرأة هي التي يخاف منها الطاغوت؟ هل هي تلك التي تفتح عينيها في الصباح بحثاً عن أدوات الزينة والفساتين، وحينما تخرج إلى الشارع تبحث عن العيون الجائعة إلى مفاتنها وحين تذهب إلى المكتبة تطلب مجلات العري والفضائح و “الحب” ولا تقرأ غير قصص الغرام الكاذبة، وفي الحفلات تحاول أن تكون مثل الطاووس تَخْتَال بألوان ثيابها وطريقة تسريح شعرها، وحدود اهتماماتها لا تتعدى جغرافية جسدها، أم هي المرأة المجاهدة التي تبحث عن أية ساحة للنضال، كالفراشة التي تبحث عن أي شمع وتعيش كالمجندة تحت الإنذار.
4- لا تعبدي أدوات “المكياج” ووسائل الزينة فأنت أكبر من قارورة عطر أو قطعة قماش، واعلمي أن مجال الروح وليس جمال الجسد هوالذي يشد الانسان إلى الانسان تزيني بحب المساكين وغذي وجدانك بالعطف على العوائل الفقيرة. فإن الضمير كالنَّبات إن لم يرعه الانسان بالرحمة والعطف فإنه يموت.
5- إياك أن تنهزمي، فإن أقوى أسلحة الاستعمار لهزيمة الشعوب هو “هزيمة المرأة” فإذا كانت المرأة مهزومة، فأي جيل ستربينه غير جيل من المهزومين؟
6- كوني صانعة المستقبل وادخلي المعترك النضالي، فإن الجهاد واجب أساسي من واجباتك، والعصر الذي تعيشينه هو عصر الهجمة الكافرة على الاسلام.
7- انخرطي في الأعمال الجهادية مع الرجال.
8- كوني رمز الرفض ومشعل التغيير، وتأكدي أنه سقط كثير من الطغاة حينما واجهوا رفض كثير من المؤمنات الصادقات وقبضاتهن الحديدية.
9- اخرجي من الدوائر الضيقة التي أرادها لك عملاء الاستحمار مثل دائرة الخوف أو دائرة الانتحار على السرير أو الطواف حول المطبخ.
10- مارسي دورك الذي أراده الله لك في خلافة الأرض وعمارة الحياة ولا تنتظري أن يقدم لك الرجال دوراً تؤدينه، بل انتزعي احترام الرجال بعزيمة الرجال واكتسبي قوة الرجال بصمود الرجال، وامنعي ظلم الرجال بإرادة الرجال، واعلمي أن المرأة تستطيع أن تعمل الشيء الكثير، وأن تساهم في العمل الخلاق، وأن المرأة تكون عظيمة حينما تعرف أنها عظيمة حقاً.
11- تمردي على العادات الاجتماعية البالية التي لم ينزل الله بها من سلطان، وكوني رائدة خَرْق العادات السيئة خاصة في المجالات الاجتماعية مثل الزواج، حيث تستلم المرأة أحياناً للمساومة الرخيصة، أو تبيع نفسها للمباهج فتفكر في أموال الزوج بدل أحواله وفي سيارته بدل سيرته وفي عشيرته بدل انتمائه… للاسلام.
12- ليس واجبك مجرد تربية الاولاد -كما يقولون- فإن التربية مسؤولية مشتركة بينك وبين الرجال، بل واجبك هو واجب الرجل في كل ميدان.. فلا تقبلي بدور هامشي أو ثانوي، وانزعي روح التبعية والتقليد والبسي ثوب الريادة والاقدام، ولا تستوحشي في طريق الهدى لقلة سالكيه.
13- اقتدي بامرأة ما في التاريخ، اقتدي بمريم ابنة عمران أم عيسى، الرافضة الثائرة، الصارخة في وجوه الاسرائليين، أو اقتدي بآسية ابنة مزاحم زوجة الطاغوت فرعون، المؤمنة بالنبي موسى عليه السلام، الشهيدة في سبيل الحق الرافضة لحياة البدخ والترف والذات الخسيسة، أو اقتدي بخديجة التي أعطت ما لله لله وما لقيصر لله أيضا وضحت بمالها وحياتها من أجل المستضعفين او اقتدي بفاطمة التي جاهدت و… أو اقتدي بزينب صوت الثورة التي رفضت أن تستسلم لليأس والحزن والإرهاب، وانشغلت عن النفس بالناس وعن الاولاد بالعباد.
14- لا تستجيبي لتثبيط الأهل والأقرباء والصديقات عن المضي في طريق الجهاد والنضال ومقاومة كل أشكال الطاغوت بما فيها الطاعوت الديني فإن رضى الله فوق رضى المخلوقات وليس لأحد عليك ولاية حينما تتعارض مع حكم الله.
15- سجلي حضورك في الساحة مع الرجال ومن دون الرجال وليكن دورك أساسيا فيها، فإن الله لوْ لم يكن يريد للمرأة دوراً أساسيا لما خلق الرجال عن طريقها.
16- كوني رجلاً حين لا رجال، فإن الرجولة ليست رجولة الجسد بل رجولة الوعي والموقف، فكم من امرأة هي أقوى من ألف رجل ذوي لحي طويلة وشوارب ملتوية وكم من رجال هم أضعف من النساء كما يقول علي رضي الله عنه : “أشباه الرجال وعقول ربات الحجال”
17- كوني كما قلت سابقاً… كوني… كوني كوني أي شيء…
18- ولكن اياك أن تكوني ديكوراً في مطبخ، أو فراشاً على سرير، أو لوحة على جدار أو صوتاً في أغنية أو بطانا في رقص أو صورة على غلاف مجلة أو…
19- طالعي كثيراً، انقدي كثيراً… لكن فكري أكثر. فإن تفكير ساعة خير من عبادة سبعين عاماً كم يقال.
20- نمي وعيك السياسي بمطالعة الكتب السياسية ومتابعة الأحداث اليومية وربط علاقات بالواقع، لأن العارفة بزمانها، الواعية لظروفها لا تهجم عليها الغوائل ولا تفاجأ بالأحداث.
ب. محمد