الدور المطلوب للمرأة المسلمة


يكاد دور المرأة المسلمة ينحسر عن مجالات حيوية بسبب من الواقع الذي تعيشه والذي يكاد في مجمله يخضع لعادات وتقاليد وقيم ليست من الاسلام على كل حال حتى أصبحت مشكلات المرأة المسلمة عند كثير منا تكاد تقتصر على بحث أمور هامشية محدودة الأبعاد، لاتخدم المجتمع الإسلامي ولا تعينه على تحقيق أهدافه… وأخشى ما يخشاه الانسان : أن يكون عنوان المرأة المسلمة لم يحقق الكثير من المضمون لأن الحقيقة التي ماتزال تحكم بيوتنا. وطباعنا وسلوكنا وتعاملنا هي مجموعة وراثات من التقاليد التي تجعل منها دينا وليست من الدين في شيء وكثيرا ما يكون إسلامنا لخارج بيوتنا إن هذه الوراثات التي تتحكم فينا لم تنتج المرأة المسلمة التي نتحدث عنها إلا في مساحات قليلة وقليلة جدا تكاد لا ترى اللهم إلا إذا كان اللباس وحده يصنع المرأة المسلمة.
وكم يتألم الانسان عندما يقلب صفحات الكتب والمجلات فتقع عينه على الكاتبة والباحثة والمؤلفة والروائية والناقدة والمدرسة، ويرى نصيب المسلمة من ذلك أقل من القليل فهل الاسلام هوالمانع أم التشبت بالوراثات غير الاسلامية هو الحاجز؟
ولا ندري كيف يمكن للمرأة المسلمة أن تؤدي وظيفتها دون أن تدري ما الحياة وما مشكلاتها؟! إذْ كيف يمكن أن تعدّ ابناءها لحياة لا تبصرها؟!…
لانريد أن نقلل من أهمية ومساحة الوعي الذي تحقق في إطار المرأة المسلمة على مختلف الأصعدة ذلك أن الصحوة الاسلامية أخذت طريقها بثبات وثقة إلى المرأة والاسرة المسلمة بشكل عام. وبدأت المرأة تسترد دورها الذي شرعه الله تعالى وبينته سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لكن لابد أن نعترف أيضا أَنَّ إهمال شأن المرأة وعدم التنبه إلى أهمية دورها وبنائها العقلي والعلمي، والتربوي، وإعطائها ما أعطاها الاسلام وَهَّنَ هذا الحصن وأضعف المرابطة فيه فكان أن حاءنا الخرق من قبله.
ولعل المطلوب من المرأة المسلمة اليوم استرداد دورها المفقود والسير بخطوات واسعة وسريعة لرَدْمِ الفجوة الكبيرة التي حفرها أعداء الاسلام، وجَهْلُ بعض أبنائه بواقعنا الاجتماعي، وانتهت بالمرأة إلى ما هي عليه اليوم، واسترداد الدور يتطلب نوعاً جديداً من الممارسة الاسلامية، فليس الالتزام باللباس الاسلامي هو نهاية المطاف وغاية المقصود إذا بقيت مضموناتنا على ما هي عليه وانما المطلوب والمقصود بدء الطريق بوعي للدخول إلى الحياة والممارسة الاسلامية في مختلف المواقع التي شرعها الله تعالى.
فلو حاولنا استقراء دور المرأة في فجر الدعوة الاسلامية لوجدنا أنها كانت تمارس دورا ذا فاعلية وتأثير فهي قد آمنت برسالة السماء كالرجل وتحملت في سبيل الله تلك المشاق، ولم تغب عن بيعة العقبة الثانية التي شكلت منعطفا كبيرا في مسيرة الدعوة الاسلامية ونُقلتها النوعية، وكانت مرتكزا أساسيا في الهجرة إلى المدينة المنورة : كما أنها شاركت بعد ذلك في بيعة الرسول على الالتزام بالاسلام والجهاد في سبيله.
ولم يكن دورها عن طريق الهجرة أقل أثرا من الرجال. حيث أمنت الطعام للمهاجريْن وهما في غار ثور دون أن تثير فضول أحد المشركين، وحفظت السر ولم تبح به رغم التعذيب، وبعد الهجرة وقيام الدولة المسلمة في المدينة المنورة، كان للمرأة دورها الرئيسي في توطيد أركانها وإرساء دعائمها، فهي إلى جانب قيامها بمهمتها الاساسية تربية الجيل وتنشئته على حب الله ورسوله، وحسن رعايتها لزوجها وبيتها ساهمت في صد عدوان المعتدين ووقفت في ساحات المعارك تسقي الماء، وتعدّ الطعام، وتتعهد الخيل، وتراقب الأسرى وتسعف الجرحى وتوقظ الحمية والغيرة في المجاهدين، وإذا دعت الضرورة حملت السلاح وقاتلت في سبيل الله تعالى.
لقد غابت صورة المرأة المسلمة التي صاغتها النبوة : المرأة العالمة والمحدثة والكاتبة والمفكرة والباحثة والمبايعة والمشاركة في الغزوات…
أما آن للمرأة المسلمة أن تمارس دورها المشروع في المجتمع المسلم وتحقيق ولايتها التي ناطها الله بها بقوله : >والمُومِنُونَ والمومِنَاتُ بَعْضُهُم أولياءُ بَعْض، يأمُرُونَ بالمَعْرُوفِ وينْهَوْنَ عن المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ويُوتُونَ الزَّكَاةَ ويُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ<(التوبة : 71). أم مجاهد.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>