تعود المشاهد المغربي لشاشات التلفزة أن تصك آذانه وتطمس بصيرته فضلا عن بصره، كلما حل شر رمضان المبارك أو اقترب من الحلول. فلا يكاد يشاهد إلا الإعلانات عن البرامج الجديدة التي تحمل كل ما ل\ وطاب من الميوعة والخلاعة ومن كل ما يبعد عن جوهر رمضان الحقيقي ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة. فمن الإعلان عن الأفلام والمسلسلات الساقطة إلى تقديم أغان ماجنة، إلى نقل المشاهد في عالم روبورتاجات مادية، إلى غير ذلك من المحن والإحن التي تدمي قلب كل له من كان له قلب. ويمكن تقديم النماذج التالية كصورة مصغرة عن هذه الطامة.
- الربط بين رمضان وبين السهر : حينما يحين شهر رمضان المبارك تتغير ساعات الإرسال، وتتأخر إلى وقت متأخر من الليل، وكان الهدف من رمضان هو السهر مع التلفزة، والانتقال من برنامج إلى برنامج ومن قناة إلى قناة. أما أن يسهر الانسان من أجل التعبد والابتهال إلى الله في التراويح والتهجد وقراءة القرآن، فهذا لا وجود له في قاموس التلفزة وخاصة الوطنية منها.
- الربط بين رمضان والبرامج المثيرة : يلحظ المشاهد العادي أنه يقع اختيار برامج خاصة له\ا الشهر الكريم، أغلبها مثيرة تشد المشاهد إليها شدا، والإثارة هنا في أغلب الأمر يكون بما هو سخيف أو ساقط، أما أن تكون هناك برامج عن فحوى ه\ا الشهر الكريم وما يرتبط به من تقوى وإيمان فهذا غائب أو مغيب.
- الربط بين رمضان والأكل : تجمع معظم الروبورتاجات، على أن المسؤولين قد أعدوا كل ما يلزم لهذا الشهر من مواد استهلاكية وأن ربات البيوت قد هيأن كل ما لذ وطاب، وان أرباب المعامل أنتجوا كل ما هو جديد ومصبر، وكأن شهر رمضان هو شهر الأكل والتلذذ.
المأكولات والمشروبات، أما أن يكون شهر رمضان عند التلفزة هو شهر الصوم والاكتفاء بما قل، والتفكر في المساكين والفقراء، وأخذ العبرة، فهذا لا وجود له.
قد يقال على رسلك يا كاتب فهناك برامج دينية، وهناك برامج تاريخية، فلماذا لم تتحدث عنها؟ أقول نعم هناك ما يشبه هذه البرامج ولكنها مع قلتها وضحالتها وسطحيتها وتشوهها، تمحى وتلغى من جانبين، من جانب الوقت المخصص لهذه البرامج فهي لا تذاع في أوقات تجمع العائلة على مائدة الافطار مثلا، ولكن في أوقات مختارة يكون فيها المشاهدون منشغلين بأمور أخرى مما يفوت الفرصة على الناس لمشاهدتها وتلغى أيضا من جانب ما يتبعها من برامج خليعة فيجعلها في خبر كان وكأنها صيحة في واد