قضايا المرأة بين التقاليد
الراكدة والوافدة
الاسلام يحمي الأسرة
شكا المعْنيُّون بسلامة المجتمع في انجلترا من تفاحش نسبة الطلاق فقد بلغت نحو 33% كما بلغ الأطفال الذين يفقدون رعاية الأبوين معاً 40% وزادت قضايا طلب الحضانة زيادة كبيرة، الأب يريد الانفراد بأولاده، والأم تريد بعد الطلاق أن يحرم منهم، ومستقبل هذا الجيل التعيس ضائع في لجة هذه الخصومات.
والطلاق شيء بغيض! لاسيما بعد أن يتحول الزوجان إلى والدين فإن ضرر الانفصال يتجاوزهما إلى غيرهما من الأبرياء! وأرى أن الوقاية خير من العلاج، وأن استدامة الحياة الزوجية أولى من تعريضها للانقطاع ثم مواجهة الآثار السيئة للطلاق.
وهذه الاستدامة لاتتوافر إلا مع الإيمان الحق والإخلاص الطاهر واكتفاء الرجل بزوجته التي يسَّرها القدر له، وكذلك رضاء المرأة بزوجها وحياطتها له…
وهذه هي العناصر المستفادة من قوله تعالى في صفة عباد الرحمن : >والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين… <. إن استقرار العين على شريك الحياة أو على شريكة الحياة أمر مهم بل هو ركن في بقاء البيت…
فهل تقاليد الحضارة الحديثة تحقق هذه الضمانات؟ الإجابة البعيدة عن التعمية والنفاق : لا..! بل إن هذه الضمانات تذوب وتستخفى في المراقص المائجة بذكور وإناث يحتضن أحدهما الآخر، ويتواثبان في دائرة مغلقة يتنفس فيها الحيوان الرابض في دمهما خصوصاً عندما تكون المرأة في ملابس السهرة، شبه عارية!
إذا كان هذا لايهدم علاقة المرأة بزوجها للفور فهو زلزال يسقطها بعد حين! ثم هناك الاختلاط المطلق الذي أُبعِد الوحي الإلهي عن ضبط أمكنته وأزمنته، واستعدت النساء له بفنون شتى من الزينة والتبرج! هل يُبقِي هذا الاختلاط على كرامة الأسرة أو استقرارها؟ كلا…
إن الإسلام بتعاليمه الدقيقة يحفظ حاضر الأسرة ومستقبلها، ويبعد شبح الطلاق المرعب عنها! لكن الطلاق أخذ يشيع في مجتمعات إسلامية كثيرة لأن انحلال المدنية الغربية تسلّل إلينا، وشرعت جراثيمه تدق بعنف الأبواب المغلقة..
والنجاح الذي صادف الحضارة الغازية يعود إلى ضعف المقاومة وإلى غباء المدافعين! إنني عاصرت الأيام التي أدخل فيها طه حسين الفتيات في الجامعة! لقد كان التيار الديني يرى ذلك حراماً!! بل إن تعليم البنات في مدارس خاصة بدأ بعد الاحتلال البريطاني لمصر، فإن التقاليد السائدة كانت تفرض الأمية على النساء باسم الإسلام!!.
ومع غزو المرأة للفضاء في العصر الحديث فإن أناساً عندنا يقاتلون دون أن تصلي المرأة في المسجد! يقولون بيتها أولى بها. ويوم تتقرر هذه المواقف في الأرض الإسلامية فإن مجون الحضارة المنتصرة لن يجد أمامه عائقاً أبداً.