كلمة عابرة ضياع العمر أخطر مشاكل تعليمنا.


كلمة عابرة

ضياع العمر أخطر مشاكل تعليمنا.

جاء الدخول المدرسي.. وجاءت معه متاعب الآباء.. وتطلعات المهتمين وكافة الشرائح الاجتماعية والثقافية لما سيصرح به وزير التربية الوطنية في ندوته الصحفية المعهودة رأس كل سنة دراسية.

ولكن هذه السنة لا ككل السنوات، فهي سنة “التعليم”، لأنها خصصت لدراسة ومعالجة مشاكل التعليم وآفاقه.

والمتتبع لأشغال اللجنة الوطنية للتعليم وللمفاوضات الجارية بين وزارة التربية الوطنية من جهة والنقابة الوطنية للتعليم العالي، وللإصلاحات التي تم اتخاذها بالنسبة للطور الثانوي والتي سيجري تطبيقها انطلاقا من هذه السنة. يستنتج أن النتائج ستكون كالعادة دون طموحات مختلف فئات الشعب المغربي، ولن تلبي رغبات وحاجات المجتمع من مناصب الشغل ومستوى التكوين والتثقيف… ذلك لأن الهاجس والمحرك الرئيسي للوزارة المعينة ومن ورائها الحكومة الموقرة هو التخفيض من تكاليف التعليم الباهضة. والنتيجة هي جيوش العاطلين كل سنة من مختلف المستويات والتخصصات.

وفي هذه الكلمة العابرة سوف نتطرق إلى أهم مشاكل التعليم ببلادنا، وهذا المشكل او المصيبة لاتهتم بها الوزارة المسؤولة ولاحتى المعارضين لسياسة التعليم ببلادنا، ألا وهي مشكلة ضياع العمر. والعمر في ديننا له أهمية عظيمة، إذ أنه أحد الأسئلة الأربعة التي تلقى على العبد بين يدي الرحمان غدا يوم القيامة، كما جاء في الحديث النبوي الشريف : >لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع : عن شبابه فيم أبلاه وعن عمره فيم أفناه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه< (أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم).

فعمر التلميذ والطالب في بلادنا لا تعطى له أدنى أهمية، وعدد الايام التي تعطل فيها الدراسة في كل سنة دليل ادعائنا.

فعدد أيام العطلة الصيفية : 75 يوما؛ وعطلة الدورة الأولى والدورة الثانية حوالي 30 يوما؛ أما الأعياد الدينية والوطنية فيصل عدد أيامها إلى 17 يوما؛ هذا بالإضافة إلى أن الأسبوعين الأولين من الدخول المدرسي تتعطل فيهما الدراسة بسبب إجراءات التسجيل والانتقال… كما يضيع شهر كامل في نهاية السنة في الامتحانات النهائية، أما امتحانات نصف السنة والتي تهم الطور الثانوي وبعض مؤسسات التعليم العالي ككلية العلوم تستهلك بدورها شهرا كاملا ايضا. هذا مع العلم ان كل اطوار التعليم في بلادنا يدرس فيها التلميذ اقل من خمسة ايام في الاسبوع (اليوم = 8ساعات من الدراسة)، فاذا تركنا يوما واحدا فقط كعطلة اسبوعية فان الايام المعطلة خلال السنة الدراسية ستصل الى 30 يوما.

وهكذا فان مجموع الايام الضائعة في السنة يتراوح مابين 197 و 227 يوما، اي اكثر من ستة اشهر، وهذا يعني ان اكثر من نصف المدة التي يقضيها الطفل والشاب المغربي في حياته الدراسية هي عبارة عن وقت ضائع وفراغ في فراغ. واذكر اننا كنا في الصغر نشتاق للدراسة ونمل العطل الطويلة.

ان تضييع اعمار ابنائنا هو التبذير الحقيقي الذي ينبغي ان يحارب ويفكر فيه بجد واخلاص.

والبقية في العدد القادم ان شاء الله.

احمد الفيلالي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>