بـيــان: علماء طنجة ومثقفوها يشجبون التجاوز على الإسلام ونبيه الأكرم


بـيــان: علماء طنجة ومثقفوها يشجبون التجاوز على الإسلام ونبيه الأكرم

>انطلاقا من موقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وشعورا منا بالمؤامرات الدنيئة التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين، فاننا نندد وبشدة بتطاول المدعوة فاطمة المرنيسي -من خلال شطحاتها وتهجماتها- على مقدساتنا الدينية، وحشر أنفها في ميدان بعيد عن مجال اختصاصها، دون أن تمتلك لا زادا ولا عتادا أصوليا- علميا : فهي تضعف هذا الحديث أو ذاك، أوتجعله موضوعا مختلقا، من منظور العلم المؤدلج، وتحت >يافطة< الدفاع المستميت عن حقوق المرأة، دون المام بأبسط القواعد المنهجية التي وضعها المحدثون، وأئمة الجرح والتعديل!

فكتاباتها الاجتماعية -العائلية التي تستغرقها اهتمامات وقضايا جنسية، تعيد إنتاج مفاهيم وشبهات اغترابية- استراقية، تمس عقيدتنا وتعاليمنا الإسلامية، وتقدم للغرب عبر لغته -وبالمجان- صورة جاهزة ومشوهة عن التصور الإسلامي للمرأة، وللعلاقات بين الجنسين.

وينطبق هذا الحكم -بالأساس- على ابحاثها المكتوبة بالفرنسية والإنكليزية، والمترجمة إلى العربية تباعا : >السلوك الجنسي في مجتمع إسلامي رأسمالي تبعي</1982 ->الجنس، الايديولوجيا، الإسلام< الأطروحة المترجمة بعنوان مغاير ومثير>الجنس كهندسة اجتماعية</1987 ->الحريم السياسي/النبي والنساء</1990.

إن أبحاث المرنيسي تستهدف أولا، التشكيك في بعض التشريعات القرآنية، أوتأويلها حسب الأهواء والنزوات : فهي ترى أن آية الحجاب خاصة بنساء النبي، وليست إلزامية لنساء المسلمين عبر كل زمان ومكان، وتعتبر أن حجاب المرأة >ليس هو في الواقع سوى التعبير عن عقلية الجاهلية ذاتها التي افترض أن الإسلام قد أنهاها؟< (الحريم السياسي : ص 101) وتسخر من الحجاب في تمثيلها إياه ب >القطعة الصغيرة المضحكة من النسيج الذي غالبا ما تكون من الموسلين الناعم، التي يطالب بها التماميون في أيامنا كما لو أنها جوهر الهوية الإسلامية ذاتها< (ص225).

وتكشف الكاتبة عن جهلها المطلق باسباب النزول حين تدعي >ان الحجاب الذي قدم لنا أنه صادر عن الإرادة النبوية قد فرض من قبل عمر بن الخطاب، الناطق باسم المقاومة الذكورية لمطالب النساء..< (ص138).

وتزعم -في إطار آخر- بأن أم سلمة حصلت على آيات من السماء >تقيم مبدأ المساواة بين الجنسين< ولكن >الائمة الذين يكرسون حياتهم لتفسير الارادة الالهية.. بدلا من أن يذكروا هذه الآيات لوحوا جميعهم بالآية 34 من سورة النساء (الرجال قوامون على النساء…) وهي التي كان قد تم الحصول عليها بواسطة عمر الذي اصر لدى النبي صلى الله عليه وسلم ليضفي الصفة الشرعية على الحق بضرب النساء< (ص 184).

وتطعن -دون حرج او وازع- في بعض التشريعات القرآنية، التي ترى فيها تكريسا لسيادة الرجل ودونية المرأة : >فالتعدد والطلاق وتحريم ارتكاب الزنا وضمانات الابوة، كلها مؤسسات ساهمت في تسهيل الانتقال من البنية القديمة التي كانت ترتكز فيها الاسرة على نوع من حق المرأة في تقرير مصيرها إلى البنية الجديدة التي ترتكز فيها الاسرة على مبدأ سيادة الرجل< (الجنس كهندسة اجتماعية/ص 46).

>فتعزيز تعدد الزوجات والطلاق مثلا وعدم المساواة في الارث من شأنه الابقاء على دونية المرأة..< (نساء الغرب/ص 103).

وتتهم الاسلام -صراحة- بأنه يقف بالمرصاد امام كل محاولة تنشد فيه المرأة تحررها واستقلالها الذاتي : >.. إن النظام الاسلامي يقف موقفا عدائيا واضحا من كل مبادرة تقوم بها المرأة لتقرير مصيرها فيما يخص عقد الزواج، كما يدل على ذلك شروط وجود الولي لاتمام هذا العقد. ويشكل الخوف من تقرير النساء لمصيرهن محور النظام الاسروي< (الجنس كهندسة اجتما عية/ص 40).

وتشعر بتضخم أناها، فتعتد بنفسها بشكل نرجسي، إلى درجة تعلن بصفاقة رفضها المطلق لأية وصاية عليها : >.. لا يمكن للانسان أن يكتب إذا لم يكن معجبا بنفسه.. احس نفسي دائما محظوظة.. ان كل ما اقوم به يصادف النجاح، اسافر الى بلدان لا اعرفها، والتقي بشخصيات رائعة..< (مجلة عيون المقالات -عدد 9- 10/87/ص 66).

>عندما اطلب مثلا جواز سفر >يقول الاداريون< بان علي ان آتى باذن من والدي، فاجيبهم بانني كنت املي على ابي ما يفعله، وبان امي استشارتني قبل زواجها بعد وفاته، وبان افراد عائلتي كانوا يستشيروني منذ سن الخامسة عشرة.. وانا الآن استاذة ،في الكلية ، واشارك في لقاءات دولية، وأنتم تطالبونني بان آتي بورقة؟.. ليس هناك احد يتحكم في!!..< (نفس المرجع/ ص55 – 56)

وتكشف المرنيسي بايجاز سافر عن طبيعة منهجها الديكارتي، الذي يستهدف خلخلة معتقداتنا، وافقاد الثقة في رموزنا الدينية المقدسة. وتقول في اعتزاز : >ان الشك بكل شيئ، وبخاصة الفقهاء والائمة، تلك هي سنتنا< (الحريم../ ص 97)

>وإذا ما تمكنت من تشكيك القارئ في معتقداته المسبقة، وانماطه الجاهزة حول ديناميكية الجنس ساكون قد حققت نجاحا اكبر مما كنت آمله< (الجنس كهندسة../ ص72).

ومن غريب الاطوار والمواقف ان نجد المرنيسي تبكي اخيرا على ضياع النموذج الجاهلي المنظم للعلاقات الزوجية حيث >مفهوم الشرعية الابوية لم يكن يتحكم في حياة المرأة الجنسية، لقد كان الاطفال ينتسبون الى قبيلة الام، وكانت النساء تتوفرن على حريتهن الجنسية في الارتباط باكثر من رجل واحد،و الانفصال عنه< (ص 57)

وقد تحمل بعض علمائنا ومثقفينا بالامس القريب مسؤوليتهم، فتعرضوا لبعض كتب المرنيسي بالنقد والتفنيد من خلال صحيفة >الميثاق< لسان رابطة علماء المغرب، التي كان يشرف على اصدارها المرحوم العلامة السيد عبد الله كنون، وصودركتاب >الحريم السياسي< آنذاك في طبعته الفرنسية.

أما مسؤولونا اليوم، فلا يبالون بما يطبع وينشر بمختلف اللغات، بما فيها لغتنا الام، التي نقرأ بها ونتعبد بواسطتها، ولا يستخدمون سلطتهم المؤثرة، وقرارهم النافذ لحماية مقدساتنا الاسلا مية من كل المغرضين، وصد تيار التغريب والإلحاد الذي تشيعه المرنيسي ومجموعتها، ومن ورائهن بعض دور النشر الوطنية الفرانكوفونية المعادية للإسلام!

ومع ذلك، نطالب هؤلاء المسؤولين بحماية مقدساتنا الدينية من كل الطفيليات والدخلاء، وحظر هذا النوع من الكتابات الملغومة، التي تشكك ناشئتنا في أصول عقيدته، ومبادئ دينه ونطالب بالمبادرة إلى نزع فتيل الفتنة، التي تبثها طغمة من العملاء في وطننا الحبيب، الذي انعم الله عليه بالهناء والاستقرار، والذي يتربص به الاعداء الدوائر لنسف وحدته المشيدة على اساس عقدي راسخ.

عن مجلة “العالم” ع 521 بتصرف

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>