الحقيقة “العلقمية”..!
>..قالوا وماالوهن يارسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم : حب الدنيا وكراهية الموت.<
ويستصرخ الطفل الوحيد (موسى) وهو في تابوت الـظلم/الرحمة، مستغيثا ب(أهلٍ) لاحول ولاقوة لهم عليه في عصر “الفرعنة!” والإستعلاء البشري ..! ويضيع النداء والإستجداء وسط احتدام الأمواج العاتية.. فواقع الحال ـ سادتي المستضعفين! ـ سواء.. في البر كما في البحر.. وبراءة الطفولة لايقبل منها شفاعة، ولايسمع منها استعطاف.. مادام الكل مجبولا على الفطرة السليمة..ففرعون الذي قال بتجبر ووقاحة : (أنا ربكم الأعلى)! هونفسه الذي طبق سياسة (الباب الذي تأتيك منه الريح، أغلقه فتستريح!).. فلا دامت، بإذن الله، راحة الطواغيت..!
وتنادين أيتها اليتيمة الصريعة هذي الجموع التائهة في دياجير الظلام، الضائعة بين”مسكنة الإستضعاف” و”عجرفة الإستكبار”!.. وتتوسلين.. بكل الوسائل أن أيها الناس ـ دام لكم الفضل ـ “أوقفوا هذا التقتيل وهاته الابادة..!” ..فتنتظرين.. ويطول بك الإنتظار..!وأخيراً تفهمين، وبكل اختصار، أنه الحصار التام، سيستمر حتى تصبح (أوربا) بيضاء من غير(سوء) أونكتة (عار)..! وتضيق بك الأرض بما رحبت، فتلجئين إلى الإخوة الأشقاء وتصرخين في وجه (المليار) : “واإسلاماه وامعتصماه..! ” ثم يأتيك الجواب في تمتمات وهمهمات : إننا يا أخية، نعيش اليوم في ظل (نظام عالمي!) ولايجوز لنا التحرك إلافي إطاره.. وإلا سيطر الهوى، وعمت البلوى، ونشبت الحروب، وكانت العاقبة أشد وأنكى.. ونحن كما تعلمين (أمة) أحبت (السلام) حباً جما.. وما ضحت بالإسلام إلافي سبيل تحقيق (الألفة العالمية!) والوئام..!
وتردين – عزيزتي المشلولة!- رد الملحاح : أي سلام؟!.. وأي نظام ؟!.. وهذي الدماء الفائرة قد روت الثرى، وتلك الأرواح الطاهرة قد عانقت الثريا في السماوات العلى- أولم تكفيكم – معشر المسلمين- الحرمات التي انتهكت، والأعراض التي اغتصبت، والجثث التي مُثّل بها دليلا بتّارا على زيف الدعوى، وأن ما أسميتموه ب(النظام!) ما هو إلا “فوضى منظمة” ،وبالخطط “الجهنمية!” محكمة؟!..
ويغيب عنك كون (معتصمينا!) معتصمون فقط بالعروش والقروش والقصر المفروش.. وأما ما عدا ذلك ف(لهم قلوب لايفقهون بها، ولهم أعين لايبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها)..
أما ترينهم ـ بوسنتي الذبيحة! ـ ينظرون إليك (نظر المغشي عليه من الموت) وإذا بَلَغَهم النداء لايلبون؟!.. أما تسمعينهم يتخافتون : لم (البقرة وبنتها في الطين)؟!..
ومع ذلك تصرين وتسألين عن (الرُّزَم) المتراكمة من الأشباح.. وتسألين..!.. ويذهب وابل الأسئلة أدراج الرياح..لأن “الهوائيات الايمانية” التي تصل القلوب ببعضها معطلة! ولأن الناس دائما يتطلعون إلى (الجديد) فإنهم استبدلوا الذي هو أحط وأدنى بالذي هو خير.. وهبت ريح الحملة “البارابولية!” المسعورة، تعصف وتقصف.. و(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس).. وأصبح الجحفل العرمرم من (الكتل اللحمية) منشغلا أكثر فأكثر بما يثير الشهوات.. ويهيج النزوات..وهاهوذا اليوم يُرى وقد نذر لأمريكا ـ ولو ضمنيا ـ ألا يسمع بعدها صرخة بوسنوية أونداءاً كشميرياً، بله الاحساس أوالإجابة! وقد حفته كل كماليات (الدولس فيتا)، ونزلت عليه كل ( النعائم!)، وغشيته ـ في عقرداره ـ نوادي “الروتاري والليونز ” بإشهاراتها الفاضحة، وأفلامها الماجنة، وسهراتها الصاخبة، ومسلسلاتها السافلة الهابطة..!
فأبيدونا -معشر المتحضرين البيض!- بكل يسير متيسر، وإن بسمة بذيئة لإحدى رشيقاتكم كافية لأن تجعل القوم صرعى..! وإن كلمة واحدة تخرج من (دغموم) إحدى (النجمات!) وحدها كفيلة بإحداث هستريا الجنون ..وإدخال هاته الكيانات الغائبة في عالمها(الطوباوي) تهذي وتهذي..!
فطوبى للغرباء عن قضايا التعس والنحس، وأهوال التنكيل والتقتيل..!طوبى لهم بهذا (النعيم) ..نعم (النعيم) المقيم على جثمان (هذا الدين) الذي عكر صفو”المتمركسين” و”المتغربين” فأوقف سيرورة “التاريخ!” وشل حركته، ولم تعد له الحياة إلا بفضل هاته”المادية!” المختزلة في “الكأس والغانية!” وسعديك أمتي بهاته الهرولة إلى جحر الأفعى “اليهودية!”.. وإنه الآن يمكنك بعد (إخلاص النية) النوم مع الحية! ولكن بعد أن تحيي ليلة اللقاء (الخالد!) بين شبابك (الواعد!) وفارسي أحلامهم الوردية على نخب الضحايا المشردين والمذبَّحين .. و.. وليعانق الفتيان فاتنات صهيون، وهن على خشبات عرض الأجساد..! ولترحل سبايانا (…) على متن حافلات السياحة إلى تلك الأوكار الكاشفة لجلب”اللعنة الصعبة!” وتقديم الأطباق و..(الفنية)، فها قد أصبح (رقصنا) يضاهي (الرقص العالمي!)..
ألاولنكتب جميعا بدم الأبرياء “مرحبا بالزوار الكرام”! نعم أي زائركان..! وليكن (كلبا صربيا) أو(ذئبا عبريا) أو (خنزيرا أمريكيا).. مادمنا قد حكمنا على أنفسنا بالموت خدمة (للسلام العالمي!).. فقد كتب علينا أن نقبل كل يد تطهر الأرض من (تخلفنا) و(رجعيتنا)..! أي والله تخلف ورجعية!! وإن تعجب ياصاحبي فعجب من تشابه الصورة هنا في البلاد (الآمنة!)، والصورة هناك في البوسنة وكشمير، وفلسطين.. وكل البلاد التي تقع تحت “دار الحرب” والتدمير.. مع فرق بسيط هو أننا في هاته البلاد نقدم أنفسنا إلى (الارباب) عن طيب خاطر.. بل ونقيم على شرفهم الحفلات و (السعرات).. في حين يتعنت (إخواننا!) في تلك البقاع باسم الإسلام، فيقع مايقع.. فالقضية -كما ترى ياصاح- كلها بين (تفتح!) و(تزمت!).. ليس إلا!.. ويشتد السعار بكلاب الصرب.. ومعه يشتد صراخ الثكالى وأنين العذارى وآهات الحيارى.. وترتفع درجة القهر.. وما أدراك مالقهر..؟!
ألا فاستبشري خيرا-سراييفو الشهيدة- فإن الأمة أعدت العدة ورسمت الخطة..! ونرجو ألا تحزني على ما فات.. ولتفرحي بما هوآت.. ودعينا نشكر “ساداتنا الأسياد!” على حسن الصنيع ودقة التمييع.. فوالله لوحدث غير ذلك لانفجرنا غضبا.. و.. لضاع كل شيء..! فالحمد لله على نعم (الصبر) و(ضبط النفس ) و(حكمة التصرف).. بل وعلى ونعمة طلاق القضايا المصيرية والهامة لهاته الأمة..! وعسانا بشكرنا ذاك نكسب ثقتهم ـ في يوم ما! ـ فنأتيك بجنود لاقبل للأعداء عليها.. أولها (إسرائيل!) عندك.. وآخرها (نحن!) في بلادنا ـ طبعا ـ إن بقيت لنا قبلها بلاد..!
ـ فهل تعلمين ما العدة يابوسنة..؟!
عقول مخبولة ستفك رموز السياسة، وتتابع الأخبار.. وطاقات مشلولة سترفع عنك الحصار.. وأشرطة الألسن الطويلة المشغولة.. لا! ليس بالكلام هذه المرة.. ولكنها موصولة بكل ما تجود به “القريحة الماسونية!” من مإكولات ومشروبات..وستقاسمك الأيدي المغلولة كل حلوة ومرة..!!
فلاتغتمي يابوسنة العائدين إلى الله، وحاضنة القابضين على الجمر.. ولاتقنطي إذا ما حمل علينا العدو وفررنا، فكلنا -ياعزيزتي- عداؤون.. وإن الحرب كر وفر..!
ولاتأسَيْ علينا إذاما نحن وقعنا في قبضة (الصرب) -لاقدر الله- فإنهم بكل تأكيد لن يقتلونا.. وإلا فمن سيتحفهم ب(…) نعم أنت تعلمين ذلك..؟!! ألا وإنا نخبرك بأن (العدو) أخبرنا بأنه سيترك لنا أحب المجالات إلى قلوبنا.. وإن حبك سوف نعوضه بعدك بالإهتمام بالطرب (الكوراجدي) و (البوسني) كما عوض الطرب (الغرناطي) و(الأندلسي) حبنا للأندلس..!
.. وأسرّتها البوسنة في نفسها ولم تبدها لهم..! فلا حلم بالإنتصار مع أجيال الفر والإدبار..! ولم الانتظار..؟! وكل النداءات ترتطم بتلك الهياكل التي ما أن هبت نسائم الصحوة العارمة حتى بدت سوءاتها وانكشفت عوراتها .. و..
.. وأزيل الستار.. وإذا هي حمر تستجير..وعليها الطبعة الدامغة (صنع بأمريكا)!..
وأدرك أمتي “داء الوهن”.. فاستطابت “عيش الفتن”..!