“الرهان حول السراب “…!
…وأخيرا يحقق الله الرجاء… ويقبل الدعاء… وينال (أيوب!) خير الجزاء نظير صبره على البلاء، وتحمله لمر القضاء..!
فرغم توالي السنين.. لم تغوه (الشياطين) ولم يحد -بفضل إيمانه ورسوخه في الحُلْم!- عن (الصراط المستقيم!) مسترشدا بالقانون “المنزَّّّل!” والدستور “المفصَّّل!” من قبل (الرب) “المكبَّل!”.. كما لم يكن ليوقف زحفه “المعطل!” سيل العرم من “الحماسيين والجهاديين”..!
لأن ثقته في الإله/الوثن كانت عظيمة ولا يضاهيها إلا ثقة الضمآن في مياه سراب بقيعة : “أُنْسٌ للنفوس المنهارة السقيمة بلا أدنى قيمة”..!
فمن أجل ذلك -سادتي الفضلاء- ظل “شاطرنا المغفَّل!” و”شيخنا المدلَّل!” يردد مع الحاشية وبشجاعة انكسارية، أرجوزة وهمية.. استعارها ساكنة مستكينة في زمن السكون..”لن أستكين.. أبداً ومهما تأكل النيران في حقد دفين..!”
..وتشاء الأقدار أن تنكشف الأسرار..! ..وتتأكد مرة أخرى حكمة حكيم : (طول الطريق يفضح سارق (العوين)!”
وتتجلى الحقيقة الغائبة.. شمسا ساطعة..! ..وتبدو على الأثر خيوط المؤامرة الرَّهيبة.. وتنفك رموز المفارقة الغريبة..!
فبعد كفاح مرير.. و(نضال) عسير.. وطول مسير..انتزع الشيخ البصير/الضرير “الحق!” الكسير.. من أولئك الذين قهرهم ب(فرعونيته) الرعناء.. وأرهقهم ببهلوانيته البلهاء..! “أحفاد القردة والخنازير!”..فقرروا له ولمشيخته المصير..!!
فأعظم به من شيخ (جليل!) حقق المستحيل..! وأي مستحيل -بربك يا صاح-بقي في زمن الترهل والتذلل ..سوى الوقوف أمام (إسرائيل!)..!
..وتوالت حلقات التمثيل في “السلام الهزيل!” ..وظهر بالمكشوف أن ذلك الوقوف، لم يكن إلا تحيُّنا من الشيخ الشغوف ب(…) لفرصة التعبير عما يكنه من حب وإخلاص للأسياد الأوغاد (سدنة اليهود)..! ..وكانت بحق تلك اللحظة “لحظة العار” التي صيَّرت المُنى إلى مَنَايَا وبَوارٍ..! وأُخرج القرار المشؤوم! .. ونفث “تنين الإستكبار!” من فيه وخياشيمه كل السموم..!
ألا فاستنشق، أيها البطل المهزوم!، ما بُثَّ وفاح.. ونم قرير العين حتى الصباح..!
وإنهم يرددونها “نبوءة صادقة!” (صبراً (آل ياشر)، فإن موعدكم (الجنة))..! جنة عرضية عرضها شبر وبضع أصابع.. وطولها متر وبضع توابع..! ..جنتكم (آل ياشر) بها واديان لا ينضبان : واد من دموع الضعفاء.. عنوان خنوع وهوان..! وواد من دماء الشهداء شارة عز وإباء في عصر التغاضي والخذلان..! وإن لكم أن تحيوا فيها حتى إشعار آخر، ويحين الأوان..!
فاستمتعوا -معشر الأقطاب/ الأذناب!- بما لذوطاب..ولا تشغلوا بالكم بتوافه الأمور ما دام (الرب!) راضياً عنكم غير غضوب.. وما دامت الهدايا والقرابين، تصله “هوابيل!” من “قوابيل!” دونما تكليف ولا حساب.. فلكم الجزاء الأوفى.. ولأكباش الفداء سوء العذاب..!
فيا أيتها الجثة الهامدة.. إنا نبرقها إليك تهاني وأماني عبر أمواج الإذاعات والأصوات الثائرة /الخامدة. بمناسبة عودتِك الميمونة.. سالمة غانمة مع (الرفقة الصالحة).. وتقبل الله منك حجك -عفوا- دجك (المبرور!) إلى الويلات المتحدة وقبلها مدريدوأوسلو وبعدها أم القواهر ومنبت الزواجر..!
(حجٌّّّّّّ) أَلَّفَ بين القلوب.. وآخى بيننا -معشر المتمسلمين!- وبين النصارى واليهود..!
وها نحن -أعزائي في الزعامة المزعومة!- نسجل اعترافنا لكم بالجميل..فقد ضحيتم بكل ما هو جليل.. بالأرض.. بالشهداء.. بالسجناء والمنفيين..! فأثابكم (الطاغوت الأكبر!) بهذا “الفتح السقيم!” الذي أمَّنَ الدخيل.. وصادر الأصيل..!
..ومضت أيام قلائل.. وأزيلت كل القلاقل.. وتعالى الهرج والمرج.. واشتد التطبيل والتهليل.. وزفت البشرى..”العجوز العاجز -أيتها السيدات والسادة- أدى اليمين واليسار!.. ونُصِّّّّبَ على رأس الحامية العسكرية التي ستسهر على أمن (إسرائيل!) وترد كيد المسلمين (المتطرفين!) في كل وقت وحين..!
فهنيئا لك-سيدي الرئيس- بهذه الثقة وذلك الإستحقاق.. ومزيدا من الصبر والتفاني في هذا الأمر الجلل ويوشح صدرك “هبل!” بوسام “الهزل!” ويضع على رأسك يهودا (شاشية) الحاخام.. ويلبسك مسيلمة بتفويض من كوهين بذلة عليها أفضل كلمة جاهدت بنفسك من أجل رعايتها : “شالوم!”..
فما أتعسك يا أمتي الحائرة الخائرة، بهاته القيادات الجائرة.. والسياسات البائرة..!
وهي ذي المُحصِّّّّّلة و”المهزلة السافرة!” تتحدى أقطاب (الرجعية!) ودعاة “الترهيب!”.. فسلام عليكم في القرون الغابرة..!
..وسقط القناع عن وجوه الرعاع..واستسلم (البطل الشجاع!).. آه -يا أمتي- فالحق ضاع..! ومنذ اليوم.. سوف لن (نتفلسطن).. ولكن سنغزا أولا ونستريح أخيرا.. فقاموس (المناضلين الشرفاء!) تقزم.. وهَمُّّّّّّّّّّّّّّّّ (التحرير) على صخرة “هوى المنصب” تحطم..!
وانضاف رقيم من أرقام التسلط..! وتضاعفت المأساة بشرطة حازمة.. وطغمة حاكمة..تكرس زمن الغدر والهزيمة..!
فيا أيها الشيخ (الوقور!) : أمد الله في عمرك حتى تنعم بحكم (الذوات) لذاتك.. بعد إعلان “هدم المبادئ!”، فوق ذلك الشبر المبتور.. تحت راية الظالمة..(إسرائيل!) الحالمة..!
وإنها تكفينا تلك الوقفة الشجاعة يوم أن استحيت “سيدة المبكى!” أن تمد يدها إليك حتى لا تبوءبإثمك وجرمك أمام الملايين..!
أقدر-يا إخوتي- أن تظل أيدينا ممدودة للمصافحة والتقبيل.. وأيديهم مبسوطة للإبادة والتقتيل..؟!
أقدر -يا أمتي- أن يبقى تفكيرنا محصورا بين قبول كل شيء -ولو على حساب العزة والكرامة- أو في أحسن الظروف “المساومة” ..وأن تتجاوز ممارستهم رفض كل شيء لإستدامة الهيمنة والمداهمة..؟!
فلطالما خدعتنا الفرقعات الكلامية.. والحركات الإستعراضية.. لتلك (الرموز المتهاوية) من أعلى بروجها العاجية..!
فواعجبا..كيف تعجب من أمرهم -أيها الشعب المقهور- وهم خير خلف لشر سلف..!
أو لم تعلم أنهم من دعاة “الواقعية!”؟! ..التي تعني فيما تعنيه “القبول بالدونية”! وترفع شعارها عاليا في زمن المكر والخديعة والتلاعب بالشريعة..!” ما لا يدرك كله لا يترك جله”!..
ألا وإنهم على يقين تام بأنه (لكل شيء حد).. و(فوق طاقتك لا تلام)..!
أيها الشعب المظلوم : إنك (ظلمتهم!) ورب الكعبة.. وأجحفت في (حقهم) عندما صوَّّبت نحوهم مدفعيتك تريد قذفهم بوابل من التهم وُجِّّهت فيما مضى لسعد (ض) خال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرف (أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق) يوم أن كان واليا على العراق.. حينما قالوا عنه إنه (لا يسير بالسرية ولا يعدل في القضية، ولا يقسم بالسوية)!.. فأما سعد الصادق المظلوم، فلم تكن حجته غير دعوة مستجابة ممن يعرف السر
التتمة في ص 11