لعنة عاصفة الصحراء
لماأثيرت قضية المرض الغريب الذي أصاب بعض الجنود الأمريكيين المشاركين في حرب الخليج الثانية أو ما أصبح يعرف بلعنة عاصفة الصحراء، حاولت بعض وسائل الإعلام الأمريكية ومعها أوساط من الكونكريس الأمريكي إلقاء المسؤولية فيما حدث على استخدام العراق لأسلحة كيماوية محظورة دوليا خلال حربها ضد قوات الحلفاء.
واعتقد يومها السذج أن الأمر ما قال به هؤلاء… إلا أن صحيفة الأنديباندنتThe Independent الأنكليزية عادت إلى الموضوع من جديد وكشفت منذ مدة عن تقرير سري للغاية لوكالة الطاقة الذرية البريطانية يقول بأن كمية النفايات التي خلفتها القوات الأنكلو-أمريكية أثناء تواجدها في الخليج بلغت أربعين مليون طن وهي كافية لإبادة أزيد من 500 الف نسمة من سكان الكويت وجنوب العراق وربما سكان بعض المناطق المجاورة. بالإضافة إلى هذا التقرير نشرت الصحيفة المذكورة اعلاه مثالاحول أسباب إخفاء مثل هذه الحقائق والمعلومات عن البعثات الأجنبية المكلفة بتطهير الأراضي الكويتية من الألغام. وفي نفس السياق دائما أشارت صحيفة التايمز(TIMES) إلى استخدام القوات الأمريكية لقذائف من الأورانيوم المستنفذ والذي يخلف إشعاعات نووية قاتلة (مع العلم أن أمريكا كانت من السباقين إلى منع استخدام هذا النوع من الأورانيوم في صناعة الأسلحة). وتضيف الصحيفة أن هذه الإشعاعات النووية قد تهدد بالموت البطيء عددا كبيرا من سكان المنطقة!
وبناءا على ما سبق فقد فسر فريق من الخبراء الدوليين الإصابات بالأمراض الغريبة والمجهولة المصدر بآثار الأسلحة الأمريكية نفسها. إذ أن إطلاق القذائف ذات الإشعاع النووي لا تهدد الطرف الآخر فحسب بل تؤثر أيضا وبنفس الحدة على المستعمل لها!
اللافت للنظر فعلا أنه أمام هذه الحقائق المذهلة والخطيرة ظل الإعلام العربي عندنا ذلك الحاضر الغائب يرضى دائما بما تجود به عليه وكالات الأنباء العالمية من فتات الأخبار المطبوخة سلفا وبعناية فائقة!
بقي أن أشير في نهاية هذا الحديث إلى أن الحروب والنيران التي ما فتىء العم سام يشعلها بين الآمنين من شعوب هذا العالم بغية بسط هيمنته وفرض مفاهيمه وقيمه على الناس.قلت أن هذه الحروب أول من يكتوي بنيرانها وويلاتها هم أبناء العم سام ذاته. وقد ظهر ذلك جليا في حرب الفيتنام ثم في حرب الخليج أو(لعنة عاصفة الصحراء) وانتهاءا بعملية “إعادة الأمل” بالصومال… والقائمة قد تطول ما لم يترك العم سام هذه الشعوب تنظم شؤونها بنفسها بعيدا عن تدخلاته السافرة والمقنعة لضرب إرادتها، وفرض بيادقه عليها.
أبو هند