اللقاء الاول حول علوم الطب بمراكش
نظم مكتب تنسيق التعريب الاليكسو، وجامعة محمد الخامس، كلية الطب والصيدلة، اللقاء الاول حول علوم الطب : المفاهيم والمصطلح الماضي التأملي والواقع العلمي، وذلك في الفترة الممتدة من 27 – 29/5/94 بمدينة مراكش .
افتتح اللقاء يوم الجمعة 27/5/94 بقاعة المجلس البلدي على الساعة 9 و46، بتلاوة آيات بينات من الذكرالحكيم. أعقبتها كلمة وزير التربية الوطنية قرأها بالنيابة الدكتور عبد القادر مخلص، ثم كلمة الدكتور ايهاب حسن اسماعيل الامين العام لاتحاد الجامعات العربية، فكلمة الدكتور أحمد شحلان مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط، ثم كلمة وزير الدولة مولاي أحمد العلوي.
وتضمن موضوع اللقاء المحاور التالية :
1ـ تراث العرب في الطب والعلوم. كيف نستفيد منه؟.
2ـ المصطلحات والمعاجم الطبية.
3ـ التجارب العربية في تعريب الطب.
4ـ التراث والمصطلح الطبي.
5ـ الحاسوب والمصطلح الطبي.
ووزعت هذه المحاور الخمسة على ست جلسات :
خصصت الجلسة الاولى صباح يوم الجمعة للمحور الاول، حاضر فيه الدكتور أحمد رمزي مديرالشؤون العلمية لأكاديمية المملكة المغربية، الذي دعا إلى الاهتمام بالتراث العلمي والطبي العربي تحقيقا ودراسة ونشرا وتدريسا في الكليات والمعاهد العلمية المتخصصة، مؤكدا على القيمة العلمية والحضارية لهذا التراث، وخاصة في مجال التداوي بالاعشاب، وأشار إلى ان تعريب الطب مرتبط اساسا بالارادة السياسية و بالقرار السياسي.
وناقش العرض السادة :
الدكتور عدنان التكريني من سوريا، والدكتور عبد الرحمان التوم من السودان و الدكتور صادق الهلالي من العراق و الدكتور احمد دياب من تونس، والدكتور الشاهد البوشيخي من المغرب.
وخصصت الجلسة الثانية من مساء يوم الجمعة للمحور الثاني :
المصطلحات والمعاجم الطبية، شارك فيها الدكتور عدنان التكريني سوريا بعرض عنوانه : حصيلة المعجمات الطبية العربية الحديثة تأمل و تقويم، والدكتورة ليلى المسعودي من المغرب ب : المصطلحات الطبية في الاستعمال، والدكتور جورج متري عبد المسيح من لبنان ب : علاقة المعجم بالترجمة. والاستاذ عبد الجليل بلقزيزمن المغرب ب : غنى المصطلح العربي الأصيل وسبل الانتفاع به في الدراسات العلمية الحديثة .
وشارك في مناقشة العروض السادة : الدكتور أحمد رمزي من المغرب والدكتور أحمد دياب من تونس، والدكتور محمد بوحمدي من المغرب والدكتور أحمد شحلان من المغرب، والدكتور عبد الرحمان الإدريسي من السودان، والدكتور عبد الرحمان التوم من السودان،والدكتور أمل العلمي من المغرب.
وخصص اليوم الثاني السبت 28/05/94 للمحور الثالث : التجارب العربية في تعريب الطب في كل من المغرب العربي. ومصر، والسودان، والاردن، وسوريا، والعراق،وقد ادمجت الجلستان الصباحية والمسائية في جلسة واحدة امتدت من التاسعة والربع صباحا إلى حوالي الثانية بعد الزوال، وكان أول المتدخلين د. فايز الرفاعي من الاردن. الاخصائي في طب الاسرة والمجتمع، وتحدث عن الاثار النفسية للتعريب على طالب العلوم الطبية. ثم د. دفع الله الترابي رئيس الهيئة العليا للتعريب في السودان ، واستعرض تجربة السودان في تعريب العلوم، وعبر عن تفاؤله وارتياحه للأنجازات التي تم تحقيقها، اما د. صادق الهلالي من العراق، فقد تحدث عن التجربة العربية في تعريب العلوم وعلوم الطب مركزا على التجربة العراقية التي لم تحقق إلا نجاحا ضئيلا ليس شيئا بالقياس إلى تجربة سوريا الرائدة، وتجربة السودان الفتية، إذ لم يتم حتى الآن، في العراق، إلا تعريب الطب الشرعي.
وتناول الكلمة بعده أحمد دياب من تونس وهو أستاذ وطبيب ممارس، ليتحدث عن مشاكل التعريب بين النظرية والممارسة. وبعد استراحة قصيرة استؤنفت الجلسة الصباحية المطولة بعرض : “تجربة تعريب التعليم الطبي بأم درمان مالها وما عليها” للدكتور عبد الوهاب الإدريسي عميد كلية الطب والعلوم الصحية، أم درمان الإسلامية السودان. وأشار إلى أن تعريب الطب في جامعة أم درمان الإسلامية يسير بخطى ثابتة، وأن الكثير من الصعاب ذللت، والكثير من المشاكل التي كانت تعوق عملية التعريب والدفع بها إلى الأمام، أمكن حلها بالإستعانة بخبرات الآخرين وتجاربهم، ونوه بمساعدة الجامعة السورية في هذا المجال كما أشار إلى الصعوبات التي يواجهها العلماء العرب في الغرب فيما يتعلق بنشر أبحاثهم في المجلات العلمية المتخصصة، ودعا إلى الإسراع بتعريب الطب والعلوم حتى يمكن الإستغناء عن خدمات الغرب..
والعرض الثاني عن تجربة التعريب في مصر في حركة دائبة للدكتور توفيق الرخاوي عن اتحاد الأطباء العرب، دار الحكمة بالقاهرة وهو أيضا طبيب ممارس وأستاذ، ركز في عرضه على المعارضين للتعريب، ولاحظ أنهم طوائف : فهناك المعارضون المعاندون ولا يجدي معهم النقاش ولا أمل في إقناعهم، والمعارضون الموضوعيون وهؤلاء يمكن إقناعهم وتغيير مواقفهم بالنقاش والمنطق، والمعارضون المنبهرون لا أمل فيهم ولا خوف منهم، والمعارضون المنتفعون، والمعارضون المتخوفون، كما أشار إلى أن للتعريب عناصر أربعة : تربوي/لغوي/مصطلحي/حضاري عام..
ثم شرع في مناقشة العروض الستة، وشارك في المناقشة : د. عبد الله القفاري من السعودية، ود. عبد الرحمن التوم من السودان، ود. أحمد عمر يوسف من سوريا، ود. أحمد رمزي من المغرب، وذ. ابراهيم ازوغ من المغرب، وذ. جواد سماعنة من فلسطين. ود. نشأت حمارنة من سوريا. أما اليوم الثالث الأحد 29/05/94 فقد كان مخصصا في جلسته الصباحية للمحور الرابع : التراث والمصطلح الطبي، وكان أول المتدخلين الدكتور محمد بنشريفة من المغرب، وأثار في عرضه : تقديم كتاب الطب والأطباء للفقيه الكانوني، ثلاث نقاط أساسية : أولا : تاريخ الطب في الغرب الإسلامي، وثانيا حول التراث الأدبي وأهميته للطبيب، فالأطباء كانوا أدباء مثل إبن زهرالأوسط الذي كان وشاحا كبيرا يحفظ ديوان لابن الرمة… وثالثا التراث اللغوي وأهميته للطبيب المعاصر، فقد كان القدماء يجمعون بين تخصصات شتى كعلم الطب وعلم اللغة مثل ابن البيطار المالقي.. وتحدث بعده الدكتور أمل العلمي عضو معهد الدراسات المصطلحية عن المصطلح الطبي من التراث إلى المعاصرة، وأشار إلى أن تعريب الطب حتمية تاريخية وحضارية، كما قدم عددا كبيرا من المصطلحات الطبية الفرنسية، ووضع لها مقابلات عربية أصيلة مستعينا في تعريبه لتلك المصطلحات بالمعاجم اللغوية القديمة المتخصصة كالمخصص لإبن سيده..
وتناول الكلمة بعده الدكتور محمد بوحمدي عضو معهد الدراسات المصطلحية “المصطلح الطبي من خلال القانون لابن سينا، مصطلحات الكحالة نموذجا، أثار فيه قضية أساسية هي : كيف واجه القدماء قضية المصطلح الطبي، وما هي الطرق التي ابتدعوها لحل هذا المشكل، كما أبدى أربع ملاحظات أساسية عن المصطلح الطبي عند ابن سيناء..
وشارك في مناقشة العروض : د. صادق الهلالي، ذ. بلقزيز، د. أحمد رمزي، د. ليلى المسعودي، د. المختار من الجزائر..
وخصصت الجلسة المسائية من اليوم الأخير للمحورالخامس والأخير وهو الحاسوب والمصطلح الطبي، شارك فيه : د. عبد الله سليمان القفاري عن البنك الآلي السعودي للمصطلحات، وعنوان عرضه نحو استراتيجية مدعمة بالحاسوب لمعالجة ونشر المصطلح الطبي العربي والدكتور يحيى هلال من المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، وعنوان عرضه : نظام تدبير قواعد المعطيات المعجمية.
وكان مسطرا في برنامج اللقاء محور آخر وهو : تقديم مشروع المعجم المصور لعلوم الطب ـ يقدمه الدكتور عبد الحفيظ لهلايدي من كلية الطب بالرباط، غير أنه تم الإستغناء عن هذا المحور لأسباب غير معروفة…كما لوحظ غياب شبه تام لأساتذة وأطر كلية الطب والصيدلة طوال أيام اللقاء، على الرغم من أن كلية الطب والصيدلة طرف أساسي في تنظيم اللقاء والدعوة إلى انعقاده.
وتضمنت الجلسة الختامية كلمة الأستاذ الدكتور أحمد شحلان مدير مكتب تنسيق التعريب، وكلمة المدير العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية، وكلمة الدكتور دفع الله الترابي باسم الوفود المشاركة في اللقاء، ثم قرئت التوصيات التي أقرها المؤتمرون .