الرسالة المفتوحة من تجربة طنجة


الرسالة المفتوحة من تجربة طنجة

إن التجربة التي خاضها أهل طنجة الأغيار الابرارصحبة الاخ شبابو الكريم-بحسن ظن وغفلة إيمانية-غنية بالدلالات والعبر، وعلى رأس ذلك:

1- أن هذا الشعب لايعرف غير الاسلام مفجرا لطاقاته، ومن يريد تحريك هذا الشعب بغير الاسلام فمثله كمن يضرب في حديد بارد، فلقد تواردت الاخبار بالتجنيد التلقائي الذي صاحب الحملة، من فتح للدور، وتحرك دائب للنساء والرجال، والفتيان والفتيات المومنين والمومنات، وتطوع بالسيارات والدراجات، وتنظيم للقاءات الاخوية، البسيطة في شكلها العميقة في مضمونها. كل ذلك من أجل ان يكون في اعلى هيئة تشريعية رجال يذكرون المتاجرين بالشعارات، والنائمين والغافلين، بان هذا الشعب وضع ثقته فيهم ليردوه الى اصالته، ويحموا شريعته من عبث العابثين.

2- أن التعطش للاسلام الشامل المتحرك عمليا في كل القبب والدواوين والمكاتب رغبة شعبية عامة، يشترك فيها الاغنياء والفقراء، الأمر الذي يكذب الفرية المزعومة التي يتبناها خبثاء المحللين لظاهرة الصحوة، حيث يزعمون ان الحرمان وشظف العيش هما السبب الكامن خلف التعطش للاسلام، فهذه الدائرة التي ترشح فيها الاخ شبابو كان اكثر اهلها من ميسوري الحال، ومن المستورين والاغنياء، ومع ذلك كانت التعبئة العفوية شاملة، بل سمعنا- والعهدة على الراوي-أن تاركي الصلاة، بل وحتى المعروفين بإدمان السكر، كانوا في حركة تطوعية دائبة للشرح والدعاية، مما يدل على ان الاسلام ليس “ايديولوجية” او مذهبية، ولكنه دين الهدى والنور، ودين العدل والرحمة، يعشقه الناس ليس طمعا في تفاهات الدنيا، ولكن حبا في العثور على نعمة الاطمئنان النفسي والشعوري التي فقدوها عندما تاهوا في صحراء الماديات القاتلة، ومما يدل ايضا على ان الفطرة الايمانية مازالت مخبوءة في ضمير هذا الشعب الذي تكاثرت عليه سهام القتل، وهذه الفطرة كما تنتظر الصيحة الايمانية، تبين مقدار الجرم الذي يتحمله من ألجأوا هذا الشعب الى نسيان الله تعالى بالتفريط في الاركان، والإقبال على السكر والحشيش والنسوان والالحان.

3- أن عهد الاستظلال بالشرع والقانون مازال حلما تلوكه الالسن، وتدوسه الارجل.

4- أن عهد وعي الشعوب بحقوقه الى درجة التضامن للاحتجاج والدفاع عنها بالفضح والانكار، ونسيان المذاهب والاحزاب والأيديولوجيات امام التجاوزات الخطيرة، مازال بعيد المنال.

5- أن عهد افتضاح المتباكين على الديمقراطية، وحقوق الانسان، والمتشدقين بالدفاع عن المسحوقين والمستضعفين قد اقبل، حيث اصبحت التجارب المتلاحقة تعريهم عن المصداقية، وتسقط عن وجوههم الاقنعة الزائفة، فهؤلاء الى الهاوية يسرعون، والذين يعلقون عليهم الآمال في انقاذ الشعب في البحر يحرثون.

6- أن هذا الشعب هو كغيره من الشعوب لايستطيع تجاوز الخطوط الحمراء التي يفرضها النظام الدولي الجديد، حول الاسلام المغرب في بلده، المطارد في صناديق اقتراعه.

7- واخيرا إن التجربة ابانت ان المستقبل يتطلب صبرا طويلا، ونفسا مترويا، ومراجعة حساب شاملة، على مختلف الاصعدة والمستويات والهيآت، وأن الثور الاسود أكل يوم اكل الثور الابيض، ومادام العاملون للاسلام لم يعرفوا كيف يتعاونون على تعبئة طاقة الشعوب الاسلامية لايقاف زحف الظلم العالمي، والنفاق الداخلي، فانهم مازالوا لم يعثروا على المفتاح، ولم يرتدوا لباس الدعوة الحقيقي. > صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون < (البقرة).

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>