بارقة اللهم إليك نشكو ضعفنا


بارقة

اللهم إليك نشكو ضعفنا

> الدكتور عبد السلام الهراس

إن في الغرب آلاف الدراسات والبحوث عن الاسلام والمسلمين يقوم بها آلاف الدارسين والخبراء ومآت الجامعات والمراكز العلمية والمعاهد الاستراتيجية والمنظمات الدولية ومن وراء ذلك مساندة قوية من دوله بالمال والسياسة والدبلوماسية والسلاح..

وهي، صراحة تصنف الاسلام والمسلمين العدو الأول الذي يهدد الحضارة الغربية بشقيها الامريكي والروسي.. وتاتي الصين واليابان في الدرجة الثانية والثالثة، ويوجد تعاون وثيق وتبادل للخبرات حثيث بين تلك المؤسسات السياسية وخبرائها كما هو التعاون بين دول الغرب والشرق معا في مجالات السياسة المتعلقة بالعالم الاسلامي، ولم تكن محاربة الشيوعية لتعوق الغرب عن سعيه الجاد والعلمي والمتواصل لمتابعة أنشطته المختلفة المتصلة بمواجهة هذا العملاق الذي بدأ ينفض النوم عن عينيه، والامر مكشوف لمن له أذن يسمع بها وعين يبصر بها وقلب يفقه به وله بصيرة يدرك بها الحقائق..وقد صرح أحد الباباوات في إحدى المناسبات عندما قيل له إن الشيوعيين خطر على النصرانية يجب القضاء عليهم :> إن هؤلاء، خراف ضالة سوف تعود إلى الحضيرة، اما الخطر الدائم الذي يجب مواجهته فهو الاسلام والمسلمون<. لذلك لم تكن تلك الجهود الجبارة التي بذلها الغرب للقضاء على الشيوعية إلا من أجل التفرغ تفرغا شاملا للاجهاز على العالم الاسلامي وتفكيكه وتقويضه من الداخل بإثارة الفتن خلاله وبين دوله وشعوبه وقبائله وطوائفه وتسليط الاقليات الدينية والطائفية والعرقية على دوله ونهب معظم ثرواته واستنزاف طاقاته وإغراقه في المديونية والتدخل الارهابي السافر لضمان استمرار الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في مجتمعاته ودوله مع تثبيت ودعم الانظمة الكفيلة بتنفيذ ما يراد منها، دع عنك مظاهر محاربتها في وسائل الاعلام باساليب خادعة ومواقف ماكرة..وما البنك الدولي والجيوش الدولية والجات والمنظمات الدولية كمجلس الامن، وحقوق الانسان وحقوق المرأة، وحقوق الاقليات ومؤتمرات المياه والثروات المعدنية والكثافة السكانية إلى غير ذلك إلا وسائل لاضعاف المسلمين ووضع الاغلال في اعناقهم والقيود في ارجلهم حتى لايتحركوا الى الامام ولايذوقوا طعم الاستقرار والتوجه الصادق والحر نحو البناء والانعتاق.. ولاتفك قيودهم ولاتحل أغلالهم إلا إذا كان هناك يقين من دهاقنة الاستعمار وأئمة الكفر.أن المسلمين سينطلقون احرارا ليفتك بعضهم ببعض وينتهك بعضهم اعراض بعض ويسبي بعضهم بعضا كما وقع بين العراق وايران وبين العراق واشقائه في الخليج ومايمكن ان يحدث- لاقدر الله-بين شطري اليمن طبقا للتحذير الامريكي الذي اباح للشقيقين ان يتحاربا شرط ان لايمس اي منهما آبار البترول!! ومايقع في الصومال  واليمن والبوسنة وتاجكستان وافغانستان واذربيجان وابخازيا سوى الفصل الثالث بعد حربي الخليج المشؤومتين!!

إن الخطط والاساليب والدراسات العلمية لتخريب المسلمين رهيبة ومهولة..إنها مكر الليل والنهار وان كان مكرهم لتزول منه الجبال. والعالم الاسلامي بدوله وشعوبه وقاداته وكتابه ومثقفيه ومؤسساته وثرواته الهائلة وساساته واحزابه مستسلم يغط في نومه بل إن فيه قوانين ودساتير ومؤسسات مدنية تمنع من اليقظة ونعاقب على الوعي وتجهز على التفكير الجدي وتطارد المحاولات الطيبة والمبادرات المخلصة…

هذه حالنا وليس لها من دون الله كاشفة، فاللهم إليك نشكو ضعفنا وهواننا على الناس فتداركنا بلطفك وانشلنا من اوحال الخيانة والتخاذل والتآمر والتعاون على الاثم والعدوان فإنك تقدر ولانقدر، إنك على كل شيء قدير.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>