في ليلة القدر الربَّانيّة يقول الله عزوجل فيها >خَيْرٌ مِن أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ< فَهِيَ مَغْفِرَةٌ وَرِضْوَانٌ، وَسَلاَمٌ وَأَمْنٌ وأمان مِن الإِذْلاَلِ والهَوَانِ، يَوْمَ يَقِفُ العِبَادُ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَانِ، فَيَاسَعْدَ مَنْ أَحْيَاهَا، وَسُجِّلَتْ لَهُ فِي كِتَاتِ حَسَنَاتِهِ، وَيَاسَعْدَ مَنْ فَازَ بِجَائِزَةِ الرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ، التِّي تُخَلِّدُ صَاحِبَهَا فِي دَارِ النَّعِيمِ المُقِيمِ الذِي لاَيَفْنَى وَلاَ يَنْفَدُ.
وفِي ليلة القَدْرِ البَشَرِيَّةِ التِي أَلَّفَهَا صَاحِبُهَا لِيَسْتَهْزِئَ بِلَيْلَةِ القَدْرِ الرَّبَّانِيَةِ، ويَحُطَّ من قَدْرِهَا، عَلَّهُ يَظْفَرُ بِالرِّضَا مِنْ أَرْبَابِهِ، ويُرْمَى لَهُ بِفُتَاتِ المَوَائِدِ والمَنَاصِبِ، جَزَاءً وِفَاقاً عَلى انْسِلاَخِ المُؤَلِّفِ مِنْ هُوِيَّتِهِ اللُّغَوِيَّةِ، والدِّينِيَّةِ، والخُلُقِيَّةِ، والوَطَنِيَّةِ، وإِخْلاَصِهِ لَمَنْهَجِ المَسْخِ لِكُلِّ الفَضَائِلِ الإنْسَانِيَّةِ الرَّفِيعَةِ، حَتَّى تَسُودَ حَضَارَةُ الجِنْسِ والدَّعَارَةِ التِّي تَقْتُلُ الحَيَاءَ، وتُمِيتُ الشُّعُورَ بَوَخْزِ الضَّمِيرِ، وتُهِيلُ التُّرَابَ عَلَى الثَّوَابِتِ الفِطْرِيَّةِ، والمُقَدَّسَاتِ الدِّينِيَّةِ.
فَاخْتِيَارُ أَقْدَسِ لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ عند الله وعند المسلمين عُنْوَاناً لِرِوَايَةٍ لاَ يَتَوَرَّعُ صَاحِبُهَا فِيهَا عَنْ وَصْفِ العَمَلِيَّاتِ الجِنْسِيَّةِ المُحَرَّمَةِ فِيهَا بالتَّدْقِيقِ والتَّفْصِيلِ، يَشِي بِمِقْدَارِ الإِرْتِبَاطِ بِالخُلُقِ والمُرُوءَةِ، وَيُنْسِئُ بِالحَبْلِ الذِى يَفْتِلُ فِيهِ، والقِبْلَةِ المُتَوَجَّهِ إِلَيْهَا، فَإِذَامَاأُضِيفَ إلَى ذَلِكَ مَاتَمْتَلِئُ بِهِ الرِّوَايَةُ مِنَ التَّشْكِيكِ فِي وُجُودِ اللَّهِ تَعَالَى، والإسْتِهْزَاءِ بالمُؤَذِّنِ النَّاهِقِ كَالحِمَارِ، وبِالصَّلاَةِ التِي تُسْتَحْضَرُ فِيهَا الشَّهَوَاتُ الجِنْسِيَّةُ، مِنْ تَمْجِيدِ للْرَّذِيلَةِ، بَلْ حَمْدُ اللَّهِ تَعَالَى فِي خُطْبَةٍ طَوِيلَةٍ عَلَى نِعْمَةِ الرَّذِيلَةِ قَبْلَ مُمَارَسَتِهَآ مَعَ بَطَلَةِ الرِّوَايَةِ]…. عَرِفْتَ مِقْدَارَ النَّجَاحِ الذِّي أَحْرَزَهُ المُسْتَعْمِرُ فِي غَزْوِ عُقُولِ أَبْنَائِنَا، وَسَرِقَةِ خِيرَةِ ثَرَوَاتِنَا البَشَرِيَّةِ، وائْتِمَانِهَا عَلَى تَدْمِيرِ كِيَانِنَا، وحِرَاسَةِ مَصَالِحِهِ، تَحْتَ أَقْنِعَةِ حُرِّيَّةِ الفِكْرِ، وَتَشْجِيعِ الثَّقَافَةِ، وحُقُوقِ الإِنْسَانِ، والتَّفَتُّحِ والإِنْفِتَاحِ، والتَّنَوُّرِ والتَّنْوِيرِ.
أَفَتَعْجَبُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ تُحْرِزَ لَيْلَةُ القَدْرِ البَشَرِيَّةِ عَلَى جَائِزَةِ تَسِيرُ بِهَوْلِهَا الرَّكْبَانُ، لاَ نَدْرِي قَدْرَهَآ مِنْ مِقْدَارِ الدُّنْيَا كُلِّهَا التِى يَقُول فيها عَزمِنْ قَائِلٍ : >قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ<!!
وفي أَيَّةِ خَانَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تُوضَعَ هَذِهِ الحَمَلاَتُ الفِكْرِيَّةُ الشَّرِسَةُ المُجَرَّدَةُ عَلى دِينِ الأُمَّةِ الإسْلاَمِيَّةِ كُلِّهَا بِدُونِ مُرَاعَاةٍ لِشُعُورِ المَلاَيِين مَنْ أَبْنَائِهَا؟! هَلْ في خَانَاتِ التَّطَرُّفِ والتَّوَقُحِ والتَّكَبُّرِ والتَّجَرُّؤِ، أَمْ فِي خَانَاتِ الإِنْصَافِ والتَّعَايُشِ والتَّحَضُّرِ والإِعْتِدَالِ؟!.
هو القصد ،لا شيء سواه، فمن سعى
إلى غير ذاك القصد ياخيبة المسعى !!!!