أية كنيسة يدعو الرئيس الأمريكي شعبه لارتيادها
في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي كلنتون قبل شهرين أهاب فيه بالشعب الأمريكي بالرجوع إلى الفضيلة والإبتعاد عن الرذائل والعنف وذلك بارتياد الكنائس والعمل بتعاليمها، فهي وحدها -يضيف الرئيس- القادرة على زرع أواصر المحبة بين الناس وإبعادهم عن الخطيئة والسقوط في حبال الرذيلة والخلق الذميم!
شيء جميل أن يدعو الرئيس كلنتون شعبه إلى مثل هذه القيم وشيء جميل أيضاً أن يشجعهم على ارتياد الكنائس للعمل بتعاليمها! ولكن تُرى ماهي هذه الكنائس التي يدعو الرئيس الأمريكي لحضورها؟
أهي تلك التي تبارك وتقيم رسميا علاقات زوجية بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة! أم تلك التي برأت رسميا اليهود -قتلة الأنبياأ- من دم المسيح (مع أنه لم يقتل ولم يصلب)!
أم يقصد الرئيس تلك الكنائس التي ضبط مسيروها من رهبان وقساوسة في حالات لاأخلاقية هزت الضمائر وبثت الريبة والشكوك في أبناء الغرب من اوروبيين وأمريكيين فهجر الناس الكنائس وأصبح الرهبان والقساوسة محط ازدراء واحتقار!
قالت صحيفة اتكايزية : “إن ازيد من عشرين من قساوسة الكنيسة الانغليكانية يحتضرون لاصابتهم بمرض الإيدز الخطير. وذكرت على صفحتها الأولى أن 400 قس من الكنيسة ذاتها ينتمون لحركة إباحية. ونقلت عن القس توني هيجتون الذي يقود حملة ضد ظاهرة الإباحية في الكنيسة أن المشكلة تزداد استفحالا.
وكنائس اخرى -خاصة الأورثودوكسية منها- ذهبت إلى حد تطويع نصوصها وتحريفها وهي محرفة أصلً! لدعوة الصرب الحاقدين إلى ذبح الأبرياء من أطفال المسلمين في البوسنة والهرسك وصب الخمور على أجسامهم لأن ذلك “يذهب غضب الرب” ولهم “ابتهالات” وطقوس خاصة لتركيز هذه الدعوة في نفوس أتباعها!
إن كانت هذه هي حال الكنائس التي يعول عليها الرئيس كلنتون لإنقاذ المجتمع الأمريكي فقد عول على خراب! وفاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه!!
إن خلاص البشركل البشر يكمن في الرجوع إلى التعاليم السماوية كما جاء بها ديننا القويم على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهو الدين الوحيد الذي لم تحرفه الأهواء ولم تغير صفوه الأذواق كما حدث في الأديان السماوية الأخرى مصداقا لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
وإذا كان الرئيس الأمريكي جادا في دعوته -وماأحسبه إلا كذلك- فلماذا يجد ويجتهد هو وقرينه من شمال متصهين حاقد وجنوب عميل لمحاربة ما يسمونه ب”الأصولية الإسلامية” ويعملون على وأد كل محاولة جادة للرجوع بالامة الإسلامية الى دينها الذي يدعو بصدق الى الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة التي باتت تنخر منسأة قوى الاستكبار العالمي!
لقد روع كلنتون ومن معه العالم الإسلامي الآمن في محاولاتهم اليائسة لاستئصال بذور الصحوة الإسلامية المباركة التي أصبحت تعود بالأمة تدريجيا إلى دينها الحنيف، مصدر عرتها وقوتها، والغرب المتصهين يعرف ذلك جيدا فهو يخشى على مستقبلة! فرجوع الأمة الإسلامية إلى دينها القويم معناه -في عرفه القاصر- وحسب ما يُفْهِمُ به الناس ذهاب هيمنته وإمامته للعالم! ولذلك فهو يعمل ليل نهار لخلق صراعات وهمية بين بعض الأنظمة العربية الإسلامية وما يسمونه بالظاهرة الأصولية المتطرفة فيوغر الصدور بالأحقاد ويؤجج نيران التعصب والأحقاد بين أفراد المجتمع الواحد فتعم الفوضى والدمار كل ذلك لتوريط الإسلاميين الأصوليين في صراعات هم في غنى عنها، فتحتسب النتائج عليهم، ويقذفون -من جرائها- بجميع الألقاب الذميمة لاستعداء الشعوب والحكام ضده تتمة ……….ص 7 ==>>> وبالتالي سحب الثقة منهم. ومن دعوتهم وتشكيك الناس في قدرة الخطاب الإسلامي على حل مشاكل الشعوب!
إن الأمة الإسلامية عائدة بإذن ربها إلى دينها مصدر عزتها إن آجلا أو عاجلا. وإن ما يسمونه بالأصولية الإسلامية هي وحدها بإذن الله القادرة على تخليص البشرية من الرق والإستعباد المفروض على المستضعفين من دول العالم الثالث، وهي وحدها القادرة على انقاذ البشرية من التمرغ في مستنقعات الفساد والإنحلال الخلقي الذي أصبح ينذر العالم باسره -بره وفاجره- بأوخم العواقب والويل والثبور. وما انتشار الأوبئة الفتاكة كالإيدز والسرطان والكوارث الطبيعية من زلازل وفياضانات إلا إنذارات أولية من الله عزوجل حتى يعود هذا العالم الى ربه منيبا إليه ويومئد يفرح المؤمنون بنصر الله.
أبو هند