محاضرة
كيف نتعامل مع القرآن (2)
د. أحمد حسن فرحات
قام الدكتور أحمد حسن فرحات بإلقاء هذه المحاضرة في مدينة فاس يوم 21/11/1993.
تفسير القرآن بالقرآن أمر أساسي جداَ لفهم المراد :
إذاً ثم هناك نقطة أخرى، غير مراعاة سياق الكلام، أن نعتمد تفسير القرآن بالقرآن أولا وقبل كل شيء، لأن الله سبحانه وتعالى تكفل ببيان القرآن وقال : >لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه<، فالله قد تكفل ببيان القرآن، وما علينا إلا أن نعمل عقولنا في الآيات القرآنية، لنستنبط منها كيف يشرح القرآن بعضه بعضا وهذا الموضوع، وإن كان السلف اعتبروه أولا وقبل كل شيء من المسلَّمَات، إلا أنه في التطبيق العملي لم يأخذ حظه الوافي من الإستشهاد، وكان معظم الإستشهاد فيه يكاد يكون محدوداً، على حين، هذا الموضوع لا حدود له، ويمكن أن يكون بابا واسعا جدا، وليس فقط في الآيات المتشابهة كما يتبادر إلى الذهن، بل يمكن لنا أن نصل فيه إلى معاني حاسمة، في كثير من القضايا التي اختلف فيها المفسرون، أضرب لكم بعض الأمثلة :
- في القرآن الكريم مثلا آية : >ونزعنا من كل أمة شهيداً، وقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ماكانوا يفترون< مامعنى الشهداء هنا؟ نرجع إلى كتب التفسير، تجدها تكاد تجمع على أن الشهداء هم الأنبياء والرسل، وكيف يصيرالمعنى، ونزعنا من كل أمة رسولا وقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله، من سيهدي الرسل، لأنهم هم ذهبوا إلى قوله تعالى “فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا”، هناك مراد الشهيد الرسول يقينا، قولا واحداً، لكن هنا وجدوا المعنى لا يصلح فكيف يحلون الإشكال، قالوا نجعل الخطاب ليس للشهداء وإنما للأمم، ونزعنا من كل أمة شهيداً، فقلنا للأمم هاتوا برهانكم، فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون. ولكن الأمم فيها المومن وفيها أيضا الكافر، فكيف يصح أن يخاطب المومن بهذا؟ إذن نحتاج أولا أن يصرف الكلام عن وجهه إلى الأمم ثم نأت ونصرف المراد بالأمم إلى الأمم الكافرة دون الأمم المؤمنة حتى يصِحَّ المعنى، حتى لو قبلنا هنا الشهداء، إذا كانوا رسلاً، كيف يصح أن يقال ونزعنا من كل أمة رسولا، والنزع هو الأخذ بشدة، والأخذ بشدة لا يتناسب مع مقام الأنبياء. هذه كلها قرائن تدل على أن الشهيد هنا ليس معناه النبي أوالرسول. إذنْ فلنبحث عن معنى الشهيد في هذه الآية، سنجد آياتٍ أخرى في القرآن تشير إلى هذا الشهيد، >وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين<، فالشهداء هو الزعيم الممثل للقوم، المتكلم باسمهم، سواء كان مؤمنا أو كان كافراً، ولذلك يقول في الآية الأخرى حينما يجمَع الناس يوم القيامة، >وجيء بالنبئين والشهداء وقضي بينهم بالحق<، هنا النبيُّون على جانب والشهداء على الجانب الآخر زعماء الكفر والضلال. وجيء بالنبئين والشهداء وقضي بينهم بالحق، هذا المعنى إذنْ المراد بالشهيد هنا اعتاهم واشدهم كفراً، هذا المعنى قد بينه الله في آية أخرى في سورة مريم حينما قال : >ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمان عتيا<، واستعمل النزع هنا وهناك، واستعمل الشيعة هنا بدل الأمة هناك واستعمل أشدهم على الرحمان عتيا بدل الشهيد هناك، إذنْ هذا تفسير معنى الشهيد الوارد ي الآية الأخرى.
هذا مثال يبين لنا كيف يمكن أن نفسر القرآن بالقرآن، لكن ليس مجرد تشابه في الآيات يكفي في هذا، وإنما ينبغي أن تكون هذه الدراسة مستوعبة أيضا للاشياء التي أشرنا إليها، فالذين فسروا الشهيد بالنبي أيضا فسروا القرآن بالقرآن ولكن ما أشرنا أليه من الملاحظات يجعل هذا المعنى بعيداً، ويجعل المعنى الآخر الذي وصلنا إليه، هو المعنى الأقرب، لأنه يتفق مع كل ما يحيط بالآية من ملابسات.
إذن تفسير القرآن بالقرآن أمر أساسي جداً ومهم جداً لأن صاحب الكلام هو الذي يفسر كلامه، وليس هناك أقدر من صاحب الكلام على بيان معنى كلامه، وقد تكفل بهذا بقوله : >ثم إن علينا بيانه<، فإذنْ لابد أن نحرص على الآيات التي يختلف فيها المفسرون والتي يكثرفيها الكلام، لابد أن نحاول الوصول إلى المعنى المقصود من خلال القرآن نفسه.
المقسم به في القرآن يحمل دليلا على مايريد الله تأكيده :
ثم هناك أشياء أخرى ينبغي أن تراعى، هناك مثلا سور تبدأ بالقسم، فكيف نفسر هذا القسم؟ مثلا هناك قسم بالذاريات، قسم بالطور، قسم بالضحى، قسم بالشمس، قسم بالليل، ما المراد بهذه الأقسام، وبخاصة حينما تأتي في أول السور؟.
لو رجعنا إلى كتب التفسير سنجد أن المشاع عندهم إن القسم لا يكون إلا بالمقدس أو بشيء هام وخطير، وأن الإنسان ليس له أن يقسم إلا بالله، وأن الله يقسم بما شاء من مخلوقاته، ولكن حينما ندرس هذا القسم، سنجد أن له دلالة خاصة. ليس القسم، لمجرد تعظيم المقسم به، أو لبيان خطره أو أثره، وإنما هناك وجه آخر مرتبط بسياق الكلام في السور. فالقسم هذا دليل…والقسم شهادة حيث لاشهادة، فكل ما أقسم الله به من مخلوقاته سنجد أنه يحمل دليلا على مايريد أن يؤكده، وكما هو معروف في العصر الجاهلي يمكن لعنترة مثلا أن يقسم بسيفه وبخيله على شجاعته، كأنه يقول لنا إن الذي كان حاضراً معي يشهد على شجاعتي، فالسيف كان معي والخيل كانت معي، وكلاهما شاهد، فحينما يقسم بسيفه وخيله، فكأنه يستشهد سيفه وخيله على شجاعته لأنهما حاضران معه.
فإذن، الله حين يُقسم بهذه المخلوقات كأنه يقول لنا، إن فيها دليلا لما يمكن أن تبحثوا عنه، وخصوصا في السور الصغيرة المكية المخاطِبَة لكفار قريش، لأن القرآن كان يدعوهم إلى الإيمان، والمُنْكِر لا يحتاج إلى قسم، المنكر يحتاج إلي دليل، والمنكر لا يفيد معه القسم، لكن لما كان القسم هنا يحمل الدليل في طياته جاز أن يكون خطابا للمشركين، لأنهم إذا كانوا ينفرون من الدليل المباشر فإنهم حينما يأخذون القسم على أنه ليس دليلا مباشراً، فسيتأملون فيه، ويتفكرون ويصلون إلى المعنى المقصود دون أن يكون القرآن أحدث لهم نشوزاً.
فلو أخذنا مثلا قسم الذاريات، ماهي الذاريات؟ >والذاريات ذروا فالحاملات وقرا، فالجاريات يسرا، فالمقسمات أمرا، إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع<، هذا جواب القسم >إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع<، فالله يريد أن يثبت لهم الدينونة في الآخرة، كيف الدليل على اثبات الدينونة في الآخرة؟ يقول هذه الذاريات هذه الرياح الشديدة التي تحمل التراب والحبوب وتذروها وتفرقها، والحاملات وقرا، تحمل بعد ذلك السحب المملوءة بالأمطار، والمقسمات أمرا، ثم تقسمها بعد ذلك، فتكون خيرا لبعض البلاد وتكون وبالا على بعض البلاد الأخرى، وهذا الجزاء يحصل في الدنيا، ومثله يحصل في الآخرة، إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع، يقرر لنا الأمر الغيبي، بالأمر المشهود يستدل بما نشاهده على ماغاب عنا، وهكذا نجد في الأقسام القرآنية ارتباطا وثيق الصلة بين القسم وبين سياق الكلام، وبين المعنى الموجود في النص القرآني المباشر.
لو أخذنا مثالا آخر >والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع<، هذا قسم بعدة أمور فالطور أولا وكتاب مسطور في رق منشور…. إذن يريد أن يثبت لنا وقوع العذاب يوم القيامة بهذه الأشياء التي أقسم بها، إذن هذه الأشياء التي أقسم بها ينبغي أن تكون إما وقع فيها عذاب في الدنيا، أو ممكن أن يقع فيها عذاب في الدنيا، حتى يكون هناك ارتباط بين المقسم به والمقسم عليه، فالطور عذب الله عليه بني اسرائيل >وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة<، لكي يأخذوا ما في التوراة، وأصابتهم الصاعقة في جبل طور، ولذلك قال : >كتاب مسطور< يعني به هنا جبل الطور لأن الكتاب المسطور هو التوراة هو المناسب للطور، ثم قال : >في رق منشور<، عبارة عن ألواح مفتوحة، والبيت المعمور، البيت المعمور فيها قولان عند المفسرين، إما بيت في السماء بحُيَال الكعبة، وإما الكعبة نفسها و نرجح أنه الكعبة سيراً على قاعدة الإستشهاد بالمشاهدة المحسوسة لإثبات الغيبي، والبيت المعمور حصل عنده تعذيب أولا >ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول<، هذا عذاب وقع في الدنيا عند البيت المعمور والسقف المرفوع التي هي السماء، وكانوا يقولون أبسط علينا كسفا من السماء، السماء ممكن يأتي منها عذاب، والبحر المسجور، هنا اختلف المفسرون في البحر المسجور بعضهم قال المتقد نارا، وبعضهم قال الممتلئ، وبعضهم قال المحبوس، وبعضهم قال الفارغ، وبعضهم قال بحر في السماء، وبعضهم قال بحر في الأرض، وكيف نجمع بين هذه الأقوال؟ وكيف نهتدي فيها إلى وجه الصواب؟. المسجور أقرب شيء المتقد ناراً، لأن القرآن يقول وإذا البحار سجرت لكن إذا البحار سجرت هذه في يوم القيامة، لكن هنا فيه بحر مسجور خالص منتهٍ، >والبحر المسجور، إن عذاب ربك لواقع<، لو فكرنا في أن باطن الأرض هو ماء ناري يغلي، ويخرج في بعض الأحيان على شكل براكين فيهدم ويخرب ويأتي على الأخضر واليابس، ويكون عذابا لبعض الناس، نجد أن هذا تنطبق عليه الشروط التي قالها العلماء وهو بحر في الأرض كما قال بعضهم، وهو محبوس في باطن الأرض، وهوممتلئ فعلاً، وهو متقد ناراً. فقد جمع معظم هذه الصفات إلا أنه ليس في السماء ولكنه في الأرض، وكما أنه يمكن أن ينزل العذاب من فوق، يمكن أن يخرج العذاب من تحت، إذ هو >القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم<
<<<<< تتمة ……. ص 7 إذن هذا يمكن أن يكون مقبولا.
إذن نجد أن هذه الإقسام ، التي أقسم الله بها في سورة الطور كلها ينسجم مع ذلك القسم الذي يمكن أن يكون هناك عذاب في هذه الأماكن يثبت العذاب الذي سيقع في الحياة الآخرة.
هذا باب القسم طويل جداً وواسع جداً لكن يجب دائما أن نلاحظ ارتباط المقسم به والمقسم عليه، وقد يكون الإرتباط أحيانا على الضد كما في سورة العاديات مثلا : >والعاديات ضبحا فالموريات قدحاً فالمغيرات صبحاَ فأثرن به نقعاً، فوسطن به جمعا، إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد<. والعاديات ضبحا، ماهي العاديات؟ الخيل التي تعدو مسرعة تسمى العاديات، والعاديات صفة الخيل، ضبحا، الضبح صوت أنفاسها، الخيل إذا غدت يسمع لأنفاسها صوت يسمى الضَّبَح، فالموريات قدحا ، مامعنى الموريات قدحا؟ يعني التي تضرب الأرض بسنابكها فيتطاير منها الشرر والنار، والعرب كانوا يحصلون على النار يأتون بغصن من شجرة المروِ وآخر من شجرة الغفار فإذا حصل احتكاك بين الغصنين خرجت الشرارة فأشعلوا النار، إذن هذا هو المراد، فالموريات قدحاً، >أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون! نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين< فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، تغير في الصباح، فأثرن به نقعا : غبار، فوسطن به جمعا : وصلت إلى الجموع، >إن الإنسان لربه لكنود<، ماهي العلاقة بين القسم وهذا الجواب؟ كأن الله يقول لنا إن في تنفيذ أوامركم في أي وقت تطلبونها تظهر الجدية في سرعة جريانها وفي صوت أنفاسها القريب، وفي الشرر المتطاير من سنابكها من بعيد وفي الغبار المتصاعد الأبعد، وهي تستنفر في الليل فتصل إلى العدو في الصباح >إن الإنسان لربه لكنود< ويا للمفارقة الكبيرة الواسعة بين شكر هذه العاديات لأصحابها من الناس وبين جحود الإنسان لنعمة ربه، فهناك فرق كبير جداً بين ما تفعله هذه العاديات لأصحابها المالكين لها من الجدية والسرعة في الإستجابة وبين ما يفعله الإنسان مع الله حينما يجحد نعمة ربه عليه، هناك فرق كبير جداً بينهم إذ أن فيها نوعا من التأنيب للإنسان على موقفه من ربه، بينما هذه الخيل هي في طاعة ربها وصاحبها الإنسان. إذن هذه الأقسام في الواقع لها دلالات، هي استدلال أو استشهاد فينبغي أن نتأمل فيها ونتعرف فيها على الإدلة وليس مجرد قسم يفيد التأكيد فقط كما ذهب إلى ذلك بعض المفسرين، وإنما التأكيد هنا يستفاد من الدليل الذي تحمله هذه الأقسام في طياتها، والذي ينبغي علينا أن نتأمله فيها ثم في الواقع، مجال القرآن مجال واسع جداً.
القرآن كما قلنا ليس محدوداً بمعاينة ومن تم فمجال التأمل فيه واسع وكبير ونتأمل في كل صغيرة وكبيرة، وفي اختلاف الحروف بين كلمة وكلمة نتأمل هنا لماذا جاءت الكلمة بحرف يزيد عن الكلمة التي جاءت في مكان آخر سنجد هناك فائدة، اختلاف في الحركات وليس فقط الحروف، سنجد فرقا بين هذه الكلمة التي اختلفت فيها الحركة على الكلمة الأخرى التي جاءت بحركة أخرى. الأساليب تختلف بين سورة وسورة أخرى، كل أسلوب له معنى. ليست القضية فقط اختلاف حروف، واختلاف كلمات، واختلاف حركات، واختلاف أساليب، بل في كل أسلوب نجد معنى، أنظرمثلا إلى الإستفهام مثلا في قوله تعالى: >أليس الله بأحكم الحاكمين؟<، >أليس الله بكاف عبده؟<، هذا استفهام تقريري إذجوابه : بلى، وإذا كان الجواب ببلى معروفاً فلماذا ماذا يسألنا حتى نجيب؟ لكي نشترك في الإجابة، ولكي تقوم الحجة علينا، فلو قال : إن الله كاف عبده هكذا، هو يقول من عنده، ولكن يريد أن ينتزع منا الإجابة، انتزاعا نضطر بها نحن ونعترف، هذا الأسلوب به معنى إضافي غير المعنى الذي يأتي مباشرة، مثل هذه الأساليب في البلاغة العربية، أساليب الإستفهام أساليب النفي، أساليب التوكيد، أساليب التقديم والتأخير.. كل هذه وراءها حِكم معاني يجب أن تطلب، حينما نفهم هذه الأساليب أيضا سنجد هناك مجالاً واسعاً للإستنباط واستخراج الحِكم، واستخراج الأحكام وينبني عليها فوائد كبيرة جداً.
إذن، القرآن ليس كتاباً عادياً يقرأه الإنسان مرة واحدة وقد عرف كل ما فيه، القرآن مضى عليه الآن أربعة عشر قرنا أو يزيد في كل يوم نجد فيه جديداً، بل كلما تأملنا نحن، بأنفسنا، نجد في المرة التالية شيئا لا نجده في المرة السابقة. إذاً هذا كتاب البشرية إلي يوم القيامة، وقد جمع الله فيه من العلوم مالايحصى، وماعلينا فقط إلا أن نحسن التدبر والتفكر، وأن نتقي الله وأن نطلب منه أن يعلمنا وسنجد بعد ذلك أنه قد فتح لنا مدداً من عنده ومدنا بمالم نكن نعلم، وكان فضل الله علينا عظيما.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.