بارقة عبقرية فرنسا (هدية لأتباعها بمناسبة السنة الجديدة) >


بارقة عبقرية فرنسا (هدية لأتباعها بمناسبة السنة الجديدة) >

الدكتور عبد السلام الهراس إن لفرنسا عبقرية تتميز بها في علاقاتها بمستعمراتها في أثناء ممارستها المباشرة لحكم هذه المستعمرات كانت تستنزف مواردها وتمثل فيها خصائصها الثقافية وتتعالى عليها بكبرياء، وجبروت وتفرض عليها لغتها وثقافة خاصة بها تجعلها قابلة للعبودية والتبعية والإمتنان دون أي تفكير في أن تساعدها على التطور والإزدهار الذاتي من أجل استقلال شريف… حتى إذا قام شعب ما يطالب ببعض حقوقه وفق القوانين الدولية المرعية قابلته فرنسا بالرفض والاستهجان ثم بالعنف والطغيان إلى حد اضطراره إلى المقاومة المسلحة كما وقع في المغرب العربي والفيتنام، وتتفتق عبقريتها بكل ما يزيد تلك الشعوب اصراراً على القتال حتى الهزيمة المنكرة… يقول محمد بن عبد الكريم الخطابي معلقاً على اختطاف السلطات الفرنسية لطائرة الزعماء الجزائريين الذين كانوا في الطريق إلى تونس للشروع في المفاوضات معها : “الآن استقلت الجزائر استقلالاً تاما، ان فرنسا برعونتها وحماقاتها تستطيع دائماً أن تحل مشكلة الشعوب المستعمرة حلاً يختصر المسافات”. واليوم نراها ترتكب نفس الرعونة ولكن بأسلوب آخر، لقد تخلت عن مستعمراتها السابقة بإفريقيا بأسلوب فج جبان، يقول مسؤول سنغالي عن أزمة الفرنك الإفريقي (سيفا) الدائر سابقا في فلك الفرنك الفرنسي “إن فرنسا لم تملك الشجاعة الكافية للحديث مقدماً عن فصل عملتها عن الفرنك الإفريقي (المستعمر لفرنسا) فأوحت للبنك الدولي (برئاسة ماكنامارا الأمريكي) بتولي تلك المهمة… ان فرنسا لم تعد قادرة على إدارة إرثها الإستعماري ولا حتى تبعاته وهي تضرب بدول الفرنك عرض الحائط بعد أن استقلت مواردها وربطت اقتصادها باقتصادياتها… إننا نسمي ذلك قلة وفاء”. إن فرنسا على حد تعبير مراسل الشرق الأوسط في داكار تتوقع زيادة مساعدتها لدول الفرنك الإفريقي لكن بعد غرق الضحية!! يقول : عمر بونغو بمناسبة هذه الخيانة : ماذا ينتظر الأفارقة؟ (الشرق الأوسط 24/1/1994) إن عبقرية فرنسا هاته أوحت لها بأن تتدخل في شؤون الجزائر من جديد تدخلاً بليداً جعل الشعب الجزائري يعتقد أن ما يقع في الجزائر هو استئناف للجهاد بين الجزائر وفرنسا ومثلما خسرت فرنسا الجزائر أولاً فإنها خاسرة لامحالة الجزائرثانياً، لكن هذه المرة ستخسر افريقيا كلها لأن عبقرية فرنسا تمتاز دائماً بالمفاجآت التي تقودها سريعاً إلى الخسران. وعلى نفسها جنت براقش من الاندوشين ومراكش، بل إلى دول الفرنك الطائش.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>