(دواؤكم في طعامكم)
-أسس التغذية -
إن أسس التغذية لدى الإنسان تتطلب دراسة الوسائل التي تتم بها العمليات الهضمية على اختلاف أنواعها والإستفادة منها، كما تتطلب دراسة عملية التمثيل والوسائل التي يتخلص بها الجسم من الفضلات التي تنتج عن تهديم الأنسجة، أو المتكونة أثناء قيام الأعضاء بوظائفها الطبيعية أو الحاصلة على مختلف التفاعلات الكيماوية التي تتم في الجسم.
إن أهم خطوة لتحضير الطعام وجعله صالحا للإستفادة داخل الجسد، وحتى يتم تحويله إلى مادة حيوية بناءة، هي عملية الهضم التي يتم بها تحويل الأطعمة إلى أغذية صالحة الإمتصاص والتمثيل تحت تأثير الخمائر الهضمية التي تفرزها مختلف أجزاء القناة الهضمية، فعن طريق الهضم تتجزأ الأطعمة إلى مواد بسيطة التركيب، تعطي الفرصة السانحة، والوقت الكافي لأنسجة الجسم قصد الإستفادة منها، وذلك بتحويلها إلى طاقة حيوية.
ولنبدأ بالفم أولا فنجده يمزج اللعاب بالطعام طريا، فتتجزأ >الكربوهدرائية< تحت تأثير خميرة >البتيالين< الموجودة في اللعاب، ثم في المعدة تعمل الخميرة أي خميرة > الببسين< بمساعدة الحامض >الكلوردريك< تحت تجزئة المواد البروتينية، فتحولها إلى بروتينات ذاتية تصبح قابلة للهضم في الأمعاء، بينما >الرنين< الموجودة في المعدة يعمل على تختير اللبن، وإذا تقدمنا خطوة نحو الأمعاء ذلك العالم العجيب، نجدها تعمل مختلف العصارات على إتمام الهضم الذي يصبح كيموسا عند مغادرته للمعدة. أجل المعدة بيت الداء] ولا ننسوا أن الحمية هي رأس الدواء].
وبعد كلامنا عن الحمية بإيجاز شديد في العدد السابق، سنتكلم -بتوفيق من الشافي سبحانه- عن الوصفات كل على حدة.
وصفة الدواء : (وصفة عامة للجهاز الهضمي)
ولنبدأ بالهدي النبوي الشريف : >عليكم بالشفاعين القرآن والعسل<، >من تناول العسل ثلاث غدوات في كل شهر لم يصب بعظيم البلاء<، وكان شراب الرسول صلى الله عليه وسلم المفضل هو : الماء الفاتر مع العسل.
ولتوضيح الطريقة : ملعقة صغيرة من العسل الحقيقي تضعها في كأس (أي ثمن لتر) من الماء الفاتر (أي الدافئ بدرجة مابين 5 و15 درجة) تقريبا، ثم يُحرك المزيج جيدا ويُشرب على الريق قبل الطعام بنصف ساعة على الأقل، ومدة ثلاثة أسابيع على الأقل.
وبمناسبة شهر الغفران يستحسن تناول المشروب قبل الفطور مباشرة ولا يشرب بعده الماء البارد إلا بعد تناول الطعام بفترة زمنية تقدر بساعتين على الأقل، ولا تكون كمية الماء مبالغ فيها (أي تتعدى نصف لتر).
ملحوظة : يجب عدم الإفطار -خصوصا في فترة الصيام- بالأطعمة الساخنة جدا أو الباردة جدا، سواء كانت سائلة كالحليب، أو جامدة كالبيض واللحم…
وفي العدد المقبل -إن شاء الله تعالى- سنتابع الوصفات بعد الكلام عن وظائف الجهاز الهضمي.
أبو عبد الصمد