الافتتاحية “المحجــة” في خطوطها العريضة


المحجــة” في خطوطها العريضة لم يأت مشروع”المحجة” لتكون رقما إعلاميا ينضاف الى مختلف المنابر الاعلامية التي تملأ السوق بكثافة، وغزارة، وكفاءة، لاتحتمل الزيادة والمنافسة في الميادين المكتسحة، والتوجهات المعلنة. فذلك ليس هو وجهة  “المحجة” . ولم تأت “المحجة” لتجعل من نفسها بديلا عن الصحف والمجلات التي تشاركها الاهتمام والمبادئ والمناهج والتطلعات، فذلك خُلق مرفوض، ولكنها جاءت لتتم النقص الموجود في الميادين الفارغة، وتجيب عن مختلف الأسئلة التي يلقيها القارئ، ويشعر في داخل نفسه بشدة الحاجة الى معالجة القضايا التي تثيرها، وذلك إن تحقق -بفضل الله تعالى- سيكون فتحا جديدا لقلوب تظن أن الخطاب الاسلامي يهمشها أو يتعالى عنها. وتأسيسا على ما سبق، فإن”المحجة” وضعت لنفسها ثلاثة أهداف ستسعى جاهدة ان شاء الله لتحقيقها على قدر المستطاع، وهي :
1- تعميق الفهم للواقع بكل توجهاته وأطراف الصراع فيه على مختلف الأصعدة والمرامي البعيدة والقريبة، ولايتم ذلك الاعن طريق التعريف به، ومتابعة مستجداته وأخباره، والتعليق عليها، وتحليلها اعتمادا على الرؤية الذاتية، أو عبر متابعة للتحاليل المطابقة أو القريبة من الرؤية الذاتية.
2- تعميق روح الفهم والتفقه في الدين مع الحث المستمر على الالتزام بمبادئه وأخلاقه لتحقيق الفوز الحقيقي الذي من أجله بعث الله الرسل واحداً تلو الآخر، وعندما خُتمت الرسالات أناط الله تعالى هذه المهمة بورثة الأنبياء من الأمة الشهيدة على الأمم. ولا يتم تحقيق هذا الهدف إلا بالقرع المستمر للأجراس المنذرة بسوء المصير الانساني، والتحريض على تدارك الموقف قبل الغرغرة الحضارية المدمرة. وذلك من خلال تبسيط المفاهيم والمبادئ والقواعد والاصول الاسلامية وحسن عرضها، ومن خلال دفع الشبهات المثارة، وإحياء روح التغلب على العقبات النفسية الداعية إلى الإنتكاس واليأس، ومن خلال تبسيط الفقه الدعوي وعرض أحسن نماذجه… إلى غير ذلك من الوسائل التي تكفل الإيقاظ الراشد، والسير المتزن، والثبات على درب المحجة البيضاء.
3- العمل على نشر الثقافة الاصيلة البانية في مختلف المجالات : فكرا؛ ادبا؛ سياسة؛ اقتصادا؛ اجتماعا؛ أسرة؛ تربية؛ تعليما؛ إلى غير ذلك من الميادين. إن المشروع ضخم في تطلعاته المعنوية ولا يمكن له أن يتحقق بدون مؤازرة ومساندة من القراء والمحبين للخير، والراغبين في نشر الكلمة الطيبة بين الناس، فهؤلاء -بعد الله تعالى- هم عمدتها وسندتها. فالجريدة جريدة كل مسلم ومسلمة، ولسان كل صادق غيور وصادقة غَيْرَى، شعارها : المومن للمومن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأسلوب خطابها وسيرها >وقولوا للناس حسنا<(البقرة 82) و >ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم< (فصلت  33). ولهذا فالجريدة تفتح الأبواب للجميع كي يساهم في إنجاحها بالقلم، والنصح، والإشتراك، والنشر، وغير ذلك من المساعدات. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سبيل الرشاد.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>