بعد انتشائه بجائزة نوبل للسلام هذه السنة أراد الرئيس أوباما أن يكافئ الأكاديمية النرويجية المانحة على هذه الالتفاتة، فما كان منه إلا أن جهز ثلاثين ألف من جنوده ليزج بها في أتون الحرب الدائرة في أفغانستان.. فأي رجل هذا الذي يقذف بهذا العدد الضخم من قواته وفي نفس الوقت يعلن عن خطة انسحاب ابتداء من سنة 2011.
الذي يقرأ تاريخ الولايات المتحدة لا يستغرب من مواقفها المتناقضة، لأن قيامها أساسا جاء فوق جماجم الهنود الحمر، وطيلة تاريخها الذي لا يتعدى الأربعة قرون لم تعرف الولايات المتحدة من لغة إلا لغة السلاح والنار، وفي التاريخ الحديث ولا سيما بعد نهاية الحرب الكونية الثانية وتربعها على عرش الاقتصاد الرأسمالي خاضت أمريكا عدة حروب دفاعا عن مصالحها ومصالح ربيبتها إسرائيل ، فمن احتلال بناما إلى غزو غرينادا مرورا بالدعم اللا مشروط للكيان الغاصب في فلسطين، وحربها في الصومال، وأفغانستان والعراق وهلم قهرا.
إن تاريخ الولايات المتحدة تاريخ مليء بالدماء والأشلاء، ويوم صفق العالم لانتخاب أوباما كان العقلاء يجترون حسرتهم لعلمهم أن سياسة هذا الكيان المتغطرس لن تتغير بتغير جلد رئيسها، وأن سياسة الظلم والعنجهية ستستمر، لأن الأمر أكبر من أوباما ومن غيره.
إنها قضية عقيدة هي خليط من المسيحية الأصولية المتعصبة والصهيونية الحاقدة وكل عام والعرب يلهثون وراء السلام / الوهم.