يتزامن جزء من الشهر الفضيل مع نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة في البرازيل, وهناك الكثير من المسلمين تستهويهم الكرة, وتنسيهم واجباتهم الدينية, حيث يتقاعسون عن الصلاة في وقتها, ويفضلون الجلوس أمام الشاشة لساعات طويلة بدل القيام بواجبتهم الدينية… وإذا علمنا أن البرامج التلفزية في هذا الشهر المبارك تنشط في تمييع قدسية المناسبة وإلهاء الصائمين عن الاستمتاع بلذة التقرب إلى الله عز و جل, فإن فئة أخرى من الشباب ستجد نفسها مسروقة من واجباتها الدينية نظرا لكثرة المباريات المنقولة (أربع مباريات يوميا ابتداء من الساعة الخامسة مساء إلى الثالثة من بعد منتصف الليل) وسيمضي عليهم رمضان وهم في لهو وإن كان بريئا سيحرمهم من أجر شهر القيام, وكما ورد في الأثر أن من أدرك رمضان ولم يغفر له فلا غفر الله له, أيها الشباب وأيتها الأمهات وأيها المسلمون جميعا, احرصوا على أن لا تضيع هذه المناسبة منكم, فلربما لن يدركها البعض منا مرة أخرى ويكون بذلك قد أهدر فرصة عمره, وخيط نجاته من النار…هذا شهر المغفرة وشهر القرآن وشهر الطهر والبركات أقبل عليكم, بخيره وأجره وروحانيته, فلا تجعلوا نهاره لهوا وليله سهرا في المقاهي وساعات متاهة بين الفضائيات…اجعلوا نهاره صياما وليله قياما, ومناسبته مرتعا للخيرات وتنفيسا عن المكروبين والمحتاجين…
اللهم بلغنا رمضان واجعله هو والقرآن حجة لنا لا علينا…آمين.