نظم المجلس العلمي المحلي بفاس يوم الأحد 09 صفر 1434هـ/23 دجنبر 2012م الملتقى الأول للحافظات، وقد أجمعت عروض المحاضرين على الدور المتميز للمرأة المغربية في حفظ القرآن الكريم وعلومه، وتحفيظه، كما كان اللقاء مناسبة لتكريم مجموعة من الحافظات المتميزات وتكريم الأستاذ المفضل فلواتي رحمه الله تعالى تقديراً لجهوده في خدمة كتاب الله تعالى.
وقد تابعت جريدة المحجة أشغال هذا اللقاء، وننقل للقارئ الكريم كلمات جلسة الافتتاح التي ألقاها السيد رئيس المجلس العلمي بين فيها أهداف اللقاء ومسوغاته، وكلمة اللجنة المنظمة التي ألقتها الدكتورة نعيمة بنيس رئيسة لجنة العمل النسائي، كما ننقل بعض الشهادات في حق الأستاذ المفضل فلواتي رحمه الله تعالى.
هذا الملتقى القرآني هدية لروح الداعية الـمفضل فلواتي رحمه الله تعالىذ. عبد الحي عمور
رئيس المجلس العلمي المحلي لفاس
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الخالق للإنسان، والمتكلم بالقرآن والمنعم على عباده بالإيمان. والصلاة والسلام الأتمان، الأكملان على نبي الهدى والرحمة والغفران سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير من تلا القرآن وعلم البيان وجاهد به وتعبد بتلاوته وعلى آله وصحبه الكرام.
السادة العلماء الأجلاء، الأساتذة الكرام، القراء الفضلاء
أيتها الحافظات لكتاب الله العزيز، المحفظات لآيه البينات، يا أهل القرآن أهل الله وخاصته، وأصفيائه، يا حفظة سره المخزون في الصدور الذي استنارت بهديه العقول وخشعت لتلاوته القلوب ودمعت لهديه العيون. يا من تحقق فيكن قوله تعالى : ((من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)) يا من تتلون القرآن في رحاب المساجد تحفظونه النساء والصبيان، ويا من أصبحت مساجد الله وجنباتها وحيطانها وفضاءاتها تهفو لسماع القرآن من أفواهكن وتنتشى بتلاوتكن، حياكن الله وبياكن وأتابكن وشكر لكن سبحانه في الأرض والسماء مسعاكن.
ها نحن في رحاب المجلس العلمي لفاس نحن الذين نقدر جهودكن ونعرف حق المعرفة مساعيكن ووقفنا على الآثار الطيبة لعملكن، وتحدثت الناشئة والنساء بفضلكن، ها نحن نستضيفكن، حيث يلتئم جمعنا المبارك هذا بكن، اعترافا بعطائكن المأجور، وجهدكن المشكور، وقد درجنا على عقد مثل هذه اللقاءات مع القائمين والقائمات على الشأن الديني، ممن يربي الأجيال ويعلم الأطفال والشباب والنساء وليس كالقرآن مرب وهاد ومرشد لكل الناس إذ القرآن هو الذي يصنع الإنسان ويربيه ويجعل منه المسلم الذي يرضى عنه الديان إذا حفظه وتدبــــــره
وفهم معانيه إذ القرآن ليس بألفاظ وحروف فحسب ولكنه أيضا روح ومعاني وقيم والحفظ إذا كان يغرس في القلب الإيمان، ويرسخه فإن الفهم الصحيح يزيد الحافظ قوة في إيمان ويفتح له كنوز القرآن وأسرار البيان.
ومن هنا نؤكد على استمرار الحفظ مع الفهم والتدبر في آيات القرآن وإدراك معانيه حسب مستويات المتلقين والأعمار فلقد يسر الله تعالى فهمه وتدبره كما قال سبحانه:”ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر” إذ القرآن معظمه واضح وبين وظاهر كما قال ابن عباس رضي الله عنه فلنفتح العقول بتدبره كما رطبنا الألسن بتلاوته وحفظته الصدور بقراءته فإن حياة القلوب تكون بذكر الله تعالى وما نزل من الحق وهو القرآن، القرآن ربيع قلب المؤمن وتزكية للنفس وعلم وتعليم وتربية وتدريب وسلوك وتهذيب ولا سبيل إلى ذلك إلا بالحفظ والبيان والاستظهار والعرفان، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وقوله أيضا:”كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض”.
أيتها الحافظات المعلمات المربيات
إننا إذ نجدد الترحاب بكن في رحاب المجلس نستحضر في هذا الملتقى أحد الشيوخ القراء الحفاظ من حملة القرآن وحملة العلم من كان بيته مدرسة قرآنية ومآدب بيانية إنه الداعية الإسلامي الملتزم فكرا وسلوكا وعملا المرحوم المفضل فلواتي الذي نهدي لروحه هذا الملتقى القرآني رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان.
والسلام عليكن ورحمة منه تعالى وبركاته.
أهداف اللقاء :
” إبـراز عـنـايـة الـمـرأة بكـتـاب اللـه تعـالى
إصلاح الناشئـة وربطهـا بكتـاب الله عز وجـل”
دة. نعيمة بنيس
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله، أفضل صلاة وأزكى سلام في علمك، تؤدي بها عنا حقه الذي لا قدرة لنا على أداء عشر العشر من حق فضله علينا، والذي هو من نعمك المتكاثرة التي لا يقدر قدرها غيرك، فتول جميع ذلك عنا وأعنا على ما به من ذلك كلفتنا، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
الفاضل المحترم السيد رئيس المجلس العلمي، السادة العلماء
أما بعد : فإن الله عز وجل لما أراد حفظ كتابه، وأخبر بذلك في قوله : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وفق سبحانه ثلة من الرجال والنساء، في كل زمان ومكان، وصرفوا أعمارهم في قراءته وحفظه، وتدبره وتبيينه للناس، امتثالا لأمره سبحانه، ضمانا لحفظه الموعود، وتيسيرا للعمل به الذي هو الأمر المقصود.
وهؤلاء والحمد لله ـ متوافرون في كل زمان، جادون في القيام بأمانة حفظ كتاب الله تعالى وتحفيظه، طمعا في الخيرية التي وعدوا بها على لسان نبيه في قوله : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
وهذه المدينة السعيدة مدينة فاس، نالت من هذه الخيرية -بفضل الله عز وجل- وغصت رحاب مساجدها وزواياها ودورها بالمقرئين والمقرئات، عبر الأزمان إلى يوم الناس هذا، فهؤلاء هم ممن صنعوا أمجادها، وشاركوا في تربية وإعداد رجالها ونسائها، الذين عمروا أرضا بالخير والصلاح، وبثلة من الرجال والنساء، الذين حملوا على عاتقهم أمانة حفظ كتاب الله تعالى ـ في زماننا، تشرف رحاب المجلس العلمي لفاس اليوم، وقد غمرت البهجة أرجاءه، ترحيبا بهم بمناسبة الملتقى الأول للحافظات بفاس، الذي ينظمه المجلس العلمي، احتفاء بأهل القرآن عامة الذين هم أهل الله وخاصته، وبالنساء منهم خاصة، تقديرا لجهودهن في هذا المجال، ورغبة في إبراز مدى عناية النساء بكتاب الله عز وجل قديما وحديثا، لربط حاضر الأمة بماضيها البعيد، ولإصلاح الناشئة على حجم تلك الجهود، حفزا للهمم على المضي في هذا السبيل الذي هو أرشد السبل وحثا للجميع على المضي فيه.
أيها السيدات والسادة
إن لكثير من الفضليات اللواتي حضرن إلى المجلس اليوم في هذا الملتقى، فضلا على لجنة العمل النسائي، بل لا أبالغ إذا قلت إن لهن فضلا علينا جميعا، فالكثيرات منهن قد وهبن أنفسهم لله عز وجل ولخدمة كتابه وشغفوا به، وأصبح همهن الوحيد هو حفظه وتحفيظه للصغار والكبيرات، للأميات والمتعلمات، متجاوزات لما يعترض طريقهن من العقبات ومتغلبات على الصعوبات وصِرن لا يطقن أن يسمعن من لا يُقيم حروف القرآن الكريم ولا يؤديها الأداء السليم، وهن بذلك يكفيننا هم تعليم بناتنا ونسائنا وأطفالنا كتاب الله تعالى الذي هو من الواجب الذي لا يتحقق واجب أداء العبادة إلا به، ويحرصن في نفس الوقت على تأديبهم بآدابه وتعليمهم ما استطعن من علومه.
والمجلس العلمي رئيسا وأعضاء إذ يقدر لهن الجهود التي يبذلنا، لم يجد وسيلة لمكافأتهن سوى جمعهن في هذا الملتقى من أجل صلة الرحم، وتبادل المودة، والزيادة من العلم والمعرفة، ومن أجل تشجيعهن على المزيد من البذل والعطاء والتعاون على هذا البر الذي يحتاج إلى تكاثف الجهود والعمل على قلب رجل واحد.
أخواتي الفاضلات الغاليات، لا أترك الفرصة تمر دون أن أعبر لكل واحدة منكن عن عميق وُدي، وخالص محبتي وجزيل شكري وصادق دعائي، وتقديري للفاضل المحترم السيد رئيس المجلس العلمي والسادة الفضلاء العلماء الأجلاء أعضائه المحترمين، وإن السعادة لتغمرنا جميعا ونحن نستقبلكن اليوم، فمرحبا بكن ولجميع الحضور، وجزى الجميع عنا خير الجزاء وخاصة الكرام الفضلاء الشيوخ النبلاء الأجلاء القراء المبرزين الذين تتلقين عنهم علومكن ولا يزالون يُحِطنكن ببالغ العناية والرعاية بارك الله فيهم وأعانهم ووفر جمعهم وأعاد علينا من بركاتهم.
والمجلس العلمي إذ يغتنم هذه المناسبة لتكريم أحد الشيوخ المقرئين وهو الشيخ سيدي المفضل فلواتي رحمه الله وجعل الجنة داره ومأواه، يرجو من كل الشيوخ الذين يسهرون على تحفيظ النساء وتعليمهن قواعد التجويد أن يعتبروا أنفسهم قد كرموا جميعا في شخصه، ولهم من الحافظات ومن المجلس كل الاحترام والتقدير.
وكذلك الأمر بالنسبة للحافظات اللواتي خصهن المجلس بالتكريم لاعتبارات موضوعية ترجع إلى اجتهادهن في علم القراءات وتخطيهن كثيراً من الصعوبات مثل الأمية والإعاقة أو تقدير لما يبذلنهن من جهود مشكورة في العمل مع لجنة العمل النسائي، فالرجاء أن تعتبر كل منهن أن تكريم أختها تكريم لها والله يوفق الجميع للمزيد من العطاء والخير والفضل وهو حسبنا ونعم الوكيل، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على سيدنا محمد.