-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أُحِبُّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ لِثَلاَثٍ : لأَنِي عَرَبِيٌّ، وَ القُرْآنَ عَرَبِيٌّ، وَ كَلاَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ)).
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((تفقهوا في العربية فإنها تزيد في العقل وتثبت المروءة)) والعقل أشرف ما في الإنسان)) إذ به يتميز عن الحيوان.
- يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلموا العربية فإنها من دينكم…)
- وقال قتـادة : ((لا أسأل عن عقل رجل لم يدله عقله على أن يتعلم من العربية ما يصلح به لسانه)).
- وقال مجاهد : ((لأن أخطئ الآيةَ وأفقدها أحب إلي من أن ألحن في كتاب الله))
- روي عن الإمام الشافعي رحمه الله (150-204هـ)أنه قال : +لسانُ العَرَب أوسعُ الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، والعلم بها عند العرب كالعلم بالسنن عند أهل الفقه؛
- وفال رحمة الله تعالى أيضا،: (فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويتلوبه كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير، ومن التسبيح، والتشهد وغير ذلك…)
بين الفقهاء والنحويين- روي أن القاضي أبا يوسف رحمه الله دخل على الرشيد ذات يوم، والكسائي عنده يمازحه ويطارحه المسائل.
فقال له أبو يوسف : هذا الكوفي قد استقر عندك وغلب عليك.
فقال له الرشيد : يا أبا يوسف : إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليها قلبي.
فأقبل الكسائي على أبي يوسف فقال : يا أبا يوسف : هل لك في مسألة؟.
فقال : فقه أو نحو؟.
قال : فقه.
قال : فضحك الرشيد حتى فحص برجله، ثم قال : أتلقي على أبي يوسف فقهاً؟.
قال : نعم.
قال : يا أبا يوسف ما تقول في رجل قال لامرأته : أنت طالق إن دخلت الدار؟.
قال : إذا دخلت طلقت.
قال : أخطأت يا أبا يوسف.
فضحك الرشيد، ثم قال : كيف؟.
قال : إذا قال : (أن) فقد وجب الفعل، وإذا قال : (إن) لم يجب ولم يقع طلاق.
قال : فكان أبو يوسف بعدها لا يدع أن يأتي الكسائي.
- وروي عن القاضي أبي عبيد بن حربويه من أن رجلاً ادعى مالاً على رجل بحضرته.
- فقال المُدَّعَى عليه : مالُه عليّ حقٌ (بضم اللام).
- فقال له القاضي أبو عبيد : أتعرف النحو؟.
- فقال : نعم.
- قال : قم، قد ألزمتك المال.
-علماء النحو يتمنون خدمة الدين بنحوهم- يروى عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ قال كنت عند الإمام أحمد بن يحيى ثعلب، فتذاكرنا العلوم.فقال لي : يا أبا بكر : شغلتم أنتم بتعليم القرآن ففزتم، وشغل أهل الفقه بالفقه فنجوا، وشغلت أنا بزيد وعمرو، وما أدري ما يكون أمري غداً مع الله عز وجل، وبكى بكاءً شنيعاً.
- فانصرفت من عنده، فرأيت في تلك الليلة محمد الزاهد في النوم.
- فقال لي : يا أبا بكر، أتعرف ثعلباً.فقلت : صاحبنا.
- فقال لي : إذا كان غداً فاقرأ عليه من الله السلام وقل له أنت غداً في القيامة صاحب العلم المستطيل.
- وقال وهب بن جرير : ((تعلمِ النحو فإنك لن تتعلمَ منه باباً إلا تدَّرعت من الجمال سربالاً)).
“لا يُـقْرِئُ القرآن إلا عالم بلغة العرب..”
- روي أن أعرابياً قدم إلى المدينة المنورة في خلافة أمير المؤمنين عمر فقال : من يقرئني مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فأقرأه رجل سورة “براءة” فقال : (أنَّ اللهَ بريء من المشركين ورسولِـه) بالجر فقال الأعرابي : “أو قد برئ الله من رسوله؟ إن يكن برئ من رسوله فأنا أبرأ منه”. فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال : يا أعرابي، أتبرأ من رسول الله؟ فقال يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة فقال: “أنَّ اللهَ بريء من المشركين ورسولِـه” فقلت : “أو قد برئ الله من رسوله؟ إن يكن برئ من رسوله فأنا أبرأ منه”.
- فقال عمر ليس هكذا يا أعرابي، فقال كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال : (أنَّ اللهَ بريء من المشركين ورسولُـه) فقال الأعرابي : وأنا والله أبرأ مما برئ الله ورسوله منه.فأمر عمر رضي الله عنه ألا يُقْرِئ القرآن إلا عالم باللغة..”
-عن الأعراب تفهم لغة القرآن الكريم- روى عكرمة عن ابن عباس قال : ..ما كنت أدري ما قوله -تعالى- (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين). حتى سمعت ابنة ذي يزن الحميري وهي تقول : “أفاتحك” يعني أقاضيك..
- وقال أيضاً : ما كنت أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعربيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها يعني ابتدأتها.
- العربية شرط في فهم الدين كتابا وسنة- يقول السيوطي في الإتقان :” يجوز تفسير القرآن لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج إليها المفسر، وهي خمسة عشر علماً:
- أحــدها : اللغـة لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع.
- الثـــاني: النحــو لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب، فلا بد من اعتباره.
- الثــالث : التصــريف لأن به تعرف الأبنية والصيغ..”
- يقول مجاهد :” لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إن لم يكن عالماً بلغات العرب.”
- يقول الإمام أبوإسحاق الشاطبي المتوفى سنة 790هـ، في الموافقات: (إن هذه الشريعة المباركة عربية، فمن أراد تفهمها فمن جهة لسان العرب تفهم، ولا سبيل إلى يطلب فهمها من غير هذه الجهة..)
- ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(661-728هـ): (فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) (اقتضاء الصراط المستقيم، 1/69).
من شهادات الأجانب في اللغة العربية:- كان عالم اللغة البريطاني وليام يدول يقول إن اللغة العربية هي أهم لغة في العالم، ثم وضع في العام 1561 قاموس الإنجليزية ضم مفردات لاتينية كثيرة أصلها عربي.
وقال الإسباني فيلا س ازا: إن اللغة العربية من أغنى لغات العالم وهي أرقى من لغات أوروبية لأنها تتضمن كل أدوات التعبير في أصولها، في حين أن الفرنسية والإنجليزية والإيطالية وغيرها قد تحدرت من لغات ميتة.
- وقال الألماني يوهان فك: لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى من مقامها المسيطر.
- وقالت الألمانية سيغريد هونكه متسائلة: كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد؟!! فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة.
- وقال الإيطالي كارلونلينو: “إن اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقا ويعجز اللسان عن وصف محاسنها”،
- وقال الألماني فريتا “إن العربية أغنى لغات العالم”.
- وكان ابن خالويه الفارسي يقول: “لأن أهْجى العربية أحب إلى قلبي من أن أمدح بالفارسية”.
- اللغة العربية تنعى حظها – لحافظ إبراهيم
- رجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي
- وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ حَياتي
- رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
- عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
- وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
- رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي
- وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
- وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
- فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
- وَتَنسيقِ أَسْماءٍ لِمُختَرَعاتِ
- أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
- فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
- فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
- وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
- فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
- أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ وَفاتي
- أَرى لِرِجالِ الغَرْبِ عِزّاً وَمَنعَةً
- وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
- أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
- فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
- أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَرْبِ ناعِبٌ
- يُنادي بِوَأْدِي في رَبيعِ حَياتي
- وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ
- بِما تَحتَهُ مِن عَثْرَةٍ وَشَتاتِ
- سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً
- يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
- حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
- لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
- وَفاخَرتُ أَهلَ الغَرْبِ وَالشَرْقُ مُطرِقٌ
- حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
- أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً
- مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
- وَأَسْمَعُ لِلكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً
- فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
- أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
- إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
- سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى
- لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
- فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
- مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
- إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
- بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
- فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في البِلَى
- وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
- وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ