اعتبرت نفسي محظوظة حين تزوجني، والتحقت به إلى الخارج حيث يعمل…
كنت حينها صغيرة… أمية… جاهلة بالحلال والحرام… وكل ما كانت تنصح به كل عروس في قريتي : أن تسمع كلام زوجها وتذعن له..!
رجاني أن أساعده : سيطلقني -مؤقتا ليزوجني- مؤقتا أيضاً- لشخص آخر يريد الحصول على أوراق الإقامة… وذلك مقابل مبلغ مالي معقول…!
تمت الصفقة… وأعادني إليه…!!
جاءني للمرة الثانية.. لصفقة أغلى من الأولى… فعارضته.. حزنت كثيراً، لأنني عرفت من صديقة حرمت ذلك… وتحت ترهيبه وترغيبه… فكرت في حيلة : طلبت منه تطليقي… وعدت إلى المغرب لمدة ثلاثة أشهر… مدة العدة.. وجاء الخاطب… شاب صالح.. لا يريد بطاقة الإقامة بالخارج فقط، بقدر ما يريد زوجة صالحة… وكان زوجي السابق قد كذب عليه، إذ أخبره أني قريبة له ولست زوجته…!
صارحت الخاطب بالحقيقة أمام أسرتي.. وتم الزواج…
عدنا إلى الخارج.. وجاء مطلقي يأمر زوجي بالمبلغ المالي المتفق عليه، وبإعادتي إليه..!
تصديت له.. صدم حين رآني حاملا.. هددته بالاتصال بالشرطة وفضحه أمام القضاء إن تعرض لنا مرة أخرى…!
أشاع بين معارفنا وفي قريتي.. أني خائنة.. هربت منه لأتزوج من آخر… لكن الله يعلم أني قد تركته لديوثيته… ويأتي مجرد “شيء” يبيعه متى شاء وبكم شاء…!
أنظر إلى نفسي بعين الرضا… فقد كنت شجاعة في اتخاذ قراري.. ولا يهمني كلام الناس.. ولو استمررت معه، لخسرت ديني ودنياي..!
أعيش مع زوجي الحالي حياة سعيدة.. أفضاله علي كثيرة : فقد علمني ديني أولا.. وشجعني على الإقبال على التعلم… ليخرجني من ظلام دامس إلى النور… وليجعل حياتي رسالة…!
وهمنا معاً، أن نربي أبناءنا تربية حسنة في مجتمع أوربي…!