“الحــلال” يحـمـي مسلمي الصين من الميلامين


بينما لا تزال أصداء فضيحة ألبان الأطفال الملوثة بمادة الميلامين السامة تتفاعل في الصين، فإن المسلمين في مقاطعة شينجيانج تجنبوا التعرض للمخاطر الصحية التي ترتبت على ذلك، مع ثقتهم في أن منتجات الألبان التي يتناولونها آمنة، ويعود ذلك إلى اعتمادهم “المعايير الحلال”.

“وانج وي شنج”، مدير لجنة التجارة الحكومية في المقاطعة ذات الأغلبية المسلمة يقول: “إن المؤسسات الحكومية والجهات الدينية تقوم معا بمراقبة وتنظيم صناعة الألبان في المقاطعة”. وأضاف “ليس لدينا تلوث في الوقت الراهن”.

وأشارت صحيفة “سان فرانسيسكو كرونيكل” الأمريكية اليوم الجمعة إلى أن المنتجات الغذائية في شينجيانج يجب أن يُصدق عليها من قِبَلِ المجلس الإسلامي المحلي الذي يقوم بتأهيل علماء الدين للتأكد من أن هذه المنتجات تلتزم بالمعايير الحلال.

ويقوم أعضاء المجلس والمفتشون الحكوميون بزيارات منتظمة لمصانع المواد الغذائية لضمان سلامة الأغذية، والتأكد من أن معايير الحلال يتم اتباعها بشكل آلي في صناعة وتجهيز الغذاء، بحسب الصحيفة.

“لي هوى هوانج”، مدير مخازن الأطعمة الحلال في منطقة أورومتشي أرمان شمالي غرب شينجيانج ، قال: “إن الحرص على تناول الغذاء الحلال هو أحد التقاليد المتبعة بين مسلمي المقاطعة”.

ونقلت عنه الصحيفة الأمريكية في عددها الصادر قوله إن تقليل الإضافات الصناعية إلى الأطعمة التي يتناولها المسلمون، يجعلها أكثر أمانا.

تعرضت الصين، الدولة الأكثر سكانا في العالم، مؤخرا لواحدة من أسوأ فضائح الفساد في التاريخ الحديث، بعدما تم كشف تلوث ألبان الأطفال بمادة الميلامين، التي أدت إلى مقتل أربعة أطفال على الأقل بالفشل الكلوي، وإصابة 53 ألف طفل آخر بعد تناولهم الحليب الملوث بمواد كيميائية صناعية أضيفت إليه لجعل الحليب يبدو أكثر ثراء بالبروتين.

وأدت هذه الفضيحة إلى إعادة كميات ضخمة من الأغذية الصينية التي تحتوي على الألبان من الخارج والداخل.

وليست الأغذية فحسب  هي التي تخضع لتطبيق معايير الحلال؛ حيث إن السلع والخدمات الأخرى تخضع بدورها لنفس المعايير التي نصت عليها الشريعة الإسلامية، بما في ذلك مستحضرات التجميل، والملابس، والمستحضرات الصيدلانية، والخدمات المالية.

ازدهـــــار

وبسبب معايير الجودة المتبعة، تشهد منتجات الألبان في مقاطعة شينجيانج ازدهارا في المبيعات في الوقت الذي عانت فيه مناطق أخرى من كساد اقتصادي.

وقال دان تشانج فنج المدير العام لشركة “جاري” لمنتجات الألبان: إن “المقاطعات الأخرى فقدت السيطرة على الحليب ومنتجات الألبان، لأنهم اضطروا إلى الحصول عليها من خلال الوسطاء”.

وأضاف: “إلا أنه هنا، في شينجيانج، فإن الشركات نفسها تملك مزارع ألبان، وتتبع معايير صارمة تعتمد على الأعراف والعادات المحلية للمسلمين فيها”.

وقد أدى اتباع معايير الحلال في صناعة الأغذية إلى زيادة الثقة في المنتجات الغذائية للمقاطعة، ومن ثم اتسع نطاق تسويق منتجاتها في الداخل والخارج، واكتسبت المؤسسات العاملة في هذا المجال القدرة على التصدير.

فعلى سبيل المثال، يقوم حاليا مصنع “إخلاص” لصناعة الحلوى، والواقع على مشارف أورومتشي، بتصدير الحلوى وأنواع من الوجبات الخفيفة والمعجنات إلى تركيا، ويخطط لتوسيع الأسواق التي يقوم بالتصدير إليها في البلدان الإسلامية الأخرى.

كما تقوم شركات اللحوم الحلال بتصدير منتجاتها إلى الدول المجاورة ذات غالبية سكانية مسلمة، مثل كازاخستان وقرغيزستان، وقد قامت مقاطعة شينجيانج أيضا بتصدير منتجاتها من اللحوم الحلال إلى منغوليا واليابان وماليزيا

>  إسلام أون لاين.نت

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>