كما أن أجر الخارج إلى الصلاة المكتوبة من بيته لأدائها مع الجماعة متطهرا كأجر الحاج المحرم فقد روى الإمام أحمد والإمام أبو داوود عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم))(حديث حسن)..
الله أكبر! ما أعظم أجر الخارج إلى المسجد وإذا كان الأجر العظيم على الخروج لأداء الصلاة مع الجماعة فكيف يكون الأجر عند أدائها مع الجماعة؟
ومما يدل على فضل الذهاب إلى المسجد مابينه النبي صلى الله عليه وسلم من أن الخارج إلى الصلاة ضامن على الله تعالى فقد روى الإمام أبو داوود عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))حديث صحيح …
ما أوثق هذا الضمان وأعظمه! وأي ضمان يمكن أن يكون أوثق أو مثل ضمان الخالق القادر سبحانه وتعالى..
وروى الإمام ابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((بَشِّرْ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) حديث صحيح . قال الطيبي في شرح الحديث : (في وصف النور التام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى : {نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا}…
وأختم في هذه النقطة بحديث في فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة مارواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ)) حديث صحيح ….
ج _ آت المسجد زائرُ الله تعالى:
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم : ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر))
د _ فرح الله تعالى بقدوم العبد إلى المسجد لأداء الصلاة فيه :
ومما يدل على فضل الصلاة مع الجماعة في المسجد ما قاله الرسولصلى الله عليه وسلم : ((لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته)) والبش كما يقول الإمام ابن الأثير هو فرح الصديق بالصديق.
هـ_ فضل انتظار الصلاة :
ومما يدل على فضل الصلاة مع الجماعة بأن من جلس في انتظارها فهو في الصلاة وأن الملائكة تستغفر له وتدعو له بالرحمة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ قُلْتُ مَا يُحْدِثُ قَالَ يَفْسُو أَوْ يَضْرِطُ))(حديث صحيح)، فالملائكة تصلي عليه في مصلاه قبل الصلاة في المسجد وبعدها مادام في مصلاه ما لم يؤذ بغيبة أو نميمة أو كلام باطل وما لم يحدث..