سارة أبو الأنوار
إن الشعب الفلسطيني، كان ولا يزال محاصراً من طرف الصهاينة، في الوقت الذي تواصل فيه آلة القمع والإرهاب عملياتها في الأراضي الفلسطينية، ضد هذا الشعب المحاصر، لم يحرك الشارع العربي والإسلامي ساكنا، فلا مظاهرات خرجت لتندد، ولا أصوات ارتفعت تصرخ، اللهم إن هذا منكرا…، إلا استثناءات قليلة هنا وهناك، لم تبلغ حجم ردود الفعل القوية المؤثرة، ولا قلوب خاشعة وأيدي مرفوعة تدعو لهم، ولا مقاطعة للمواد الصهيونية والبلدات المساندة لها تضامنا واتحادا معهم، ولا ندوات ولا محاضرات تحسيسية، تحسس بآلامهم وعذابهم… فإلى أين؟
وسيبقى محاصراَ إذا لم تنهض هذه الأمة الإسلامية التي تنام في ظلام تملؤه النزاعات والخلافات والأعمال السيئة والمنحرفة، بسبب جهلهم بدينهم، لا يعرفون الله حق المعرفة، ولا يثقون بالله حق الثقة، ولا يخافونه سبحانه وتعالى، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((فإن لم تستح فاصنع ما شئت)).
أما شباب الأمة فكثير منه متمرد وغير مسؤول وهامل لدراسته مرتكب للحماقات يعيش في عالم الخيال والغرور والحقد، وعدم تقدير العواقب، فاقد التربية السويّة، هامل لدينه ولأوامر ربه، عابد لهواه، همُّه الوحيد، هو الجديد في الأغاني والرقصات الساقطة، والأفلام الخليعة.
فاسمعوا قول الله عز وجل في أواخر سورة طه : {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} والضّنْك هو الشدة والعسر والضيق وضده الفرج.
وإذا لم تتجرع خطر الحروب، ولم تذق طعم وحدة السجن، ولم تتعرض للتعذيب، فأنت أفضل من 500 مليون إنسان على سطح الأرض، وإذا كنت تصلي في المسجد دون خوف من التنكيل أو التعذيب أو الاعتقال أو الموت، فأنت في نعمة لا يعرفها ثلاثة مليارات من البشر.
إن إسلامَنا هو ديننا، وإنه ليفرض علينا كمسلمين، أن ننصر الحق وندافع عن المظلوم ونرفض الظلم والطغيان ومن يقف وراءه، ويفرض علينا النهي عن المنكر، والأمر بالمعروف، وأن نصلح الأمة وقد سألت عائشة رضي الله عنها الرسول صلى الله عليه وسلم : ((أنهلك يا رسول الله وفينا الصالحون؟ قال : نعم، إذا كثر الخبث)). وقال عز وجل : {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}.
كما يفرض علينا ديننا الحنيف أن نتحد ونتعاون نحن المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))، ويقول كذلك : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه))، أتظنون أننا نحن المسلمين كما أمر الله ورسوله، ونحن نرى حال إخواننا الفلسطينيين وغيرهم دون مساعدة أو مساندة؟ فلنتخيل أننا في وضع شباب فلسطين دون أمن!!
ومن أهم وأفضل الوسائل لمساندة الشعب الفلسطيني :
> الدعاء : وما أعظم الدعاء، وسلاح المؤمن الدعاء، يقول عز وجل : {وإذا سألك عبادي عنّى فإنّى قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان…}(سورة البقرة).
> المقاطعة : يجب مقاطعة البضائع الإسرائيلية خاصة، والبلدان المساندة لها، والتعلم أن أمريكا تخسر 8,6 مليون دولار باليوم عندما لا تشترى بضاعتها.
> التعريف والتذكير بالقضية الفلسطينية وتاريخ فلسطين : يجب أن تدوي القضية الفلسطينية في كل شبر من البلدان الإسلامية، ترسل رسائل لكل الناس نذكرهم بالقضية الفلسطينية وبضرورة تحركهم في سبيل هذه القضية كل حسب استطاعته، التعريف بها في أوساطنا، وأن نوصل مدى القضية لكل من نعرف من أسرنا، وأهلنا وأصدقائنا..
يجب أن تحيا القضية الفلسطينية في قلب كل مسلم.
ومن أهم أسباب النصرة الرجوع إلى دين الله واجتناب المعاصي، ونصرة الله ودينه ورسوله في قلوبنا وأعمالنا ومجتمعنا.