قال الحق جل وعلا:
{إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون. وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون. فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون}(الأنبياء : 92- 94)
* من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : >ارحموا ترحموا , واغفروا يغفر لكم، ويل لأقماع القول , ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون<(رواه البخاري في الأدب المفرد رقم 380.
* الـشـعـر
أخبرنا الفسوىّ قال: حدّثني يموت بن المزرَّع قال: سمعت الجاحظ يقول: أجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء، سهل المخارج، كأنّه قد سبك سبكاً واحداً، وأفرغ إفراغاً واحداً، فهو يجري على اللسان كما يجري فرس الرِّهان، وحتى تراها متّفقة ملساً، وليّنة المعاطف سهلة. فإذا رأيتها متخلِّعة متباينة، ومتنافرة مستكرهة تشقُّ على اللسان وتستكدُّه، ورأيت غيرها سهلة ليّنة رطبةً متواتية سلسةً في النظام، حتّى كأنّ البيت بأسره كلمة واحدة، وحتّى كأنّ الكلمة بأسرها حرفٌ واحد، لم يخف على من كان من أهله.( المصون في الأدب)
*أفضل الأصحاب
قال محمد بن حميد الطوسي:”إن أفضل الأصحاب من حض الصاحب على المكارم، ونهاه عن ارتكاب المآثم، وحسن لصاحبه أن يجازي الإحسان بضعفه، والإساءة بصفحه، إنا إذا جازينا من أساء إلينا بمثل ما أساء فأين موقع الشكر على النعمة فيما أتيح من الظفر، إنه ينبغي لمن حضر مجالس الملوك أن يمسك إلا عن قول السديد وأمر رشيد، فإن ذلك أدوم للنعمة، وأجمع للألفة”(قصص العرب : إبراهيم شمس الدين 1/291)
*شروط الإمام القدوة
قال ابن المقفع: “من نصب نفسه للناس إماما في الدين فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه، وتقويمها في السيرة والطعمة، والرأي، واللفظ، والأخدان، فيكون تعليمه بسيرته أبلغ من تعليمه بلسانه، فإنه كما أن كلام الحكمة يؤنق الأسماع فكذلك عمل الحكمة يروق العيون والقلوب، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال والتفضيل من معلم الناس ومؤدبهم”(ابن المقفع : رسائل البلغاء، القسم الأول)
- من نصاحب؟
- ·قال ابن المقفع: “وعلى العاقل ألا يُخادن (= يصادق ويصاحب) ولا يصاحب، ولا يجاور من الناس ما استطاع إلا ذا فضل في الدين والعلم والأخلاق، فيأخذ عنه، أو موافقا له على صلاح ذلك فيؤيد ما عنده وإن لم يكن عليه فضل، فإن الخصال الصالحة من البر لا تحيا ولا تنمي (= النمو والزيادة) إلا بالموافقين والمهذَّبين والمؤيدين، وليس لذي الفضل قريب ولا حميم هو أقرب إليه وأحب ممن وافقه على صالح الخصال فزاده وثبته”(ابن المقفع : رسائل البلغاء، القسم الأول)
- ·
- ·* صناعة الدعاة
صناعة الدعاة (التربية الجادة) : بعد الاصطفاء يقوم المربي بتنمية العلم الشرعي والإيماني والخلقي والعملي والفكري والعاطفي والبدني وغيرها في نفس المدعو. وتعتبر التربية الجادة المستمرة المنظمة أكبر ركيزة لبناء الرجال وصقل المواهب ورفع الكفاءات التي ستكون بإذن الله قواعد المجتمع الإسلامي.
ومن الأمور التي يجب الاهتمام بها خلال التربية قضية التوازن بين الجماعية والفردية، والتوازن بين واجبات الدعوة وواجباته الخاصة، والتنسيق بين الاستفادة والإفادة، وبين الجد والاجتهاد، والبعد عن الاستعجال، والتوازن أيضا بين أعمال الدنيا والآخرة وغيرها..، كل هذه الأمور تكون تحت المنهج الذي حدده القرآن الكريم وسنة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم. (دعوة وتربية… خطوات في الاصطفاء)
*العفو أفضل…
- شفع الأحنف ابن قيس إلى السلطان في محبوس فقال له: إن كان مجرما فالعفو يسعه، وإن كان بريئا فالعدل يسعه.
- وقيل لبعض الكتاب بين يدي أمير المؤمنين: بلغ أمير المؤمنين عنك أمر. فقال له: لا أبالي! فقيل له: ولِمَ لا تبالي؟ فقال له: إن صدق الناقل وسعني عفوه، وإن كذب وسعني عدله.
- وحكي أنه لما دخل عيينة بن حصن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل وما تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر، وهم أن يوقع به، فقال ابن أخيه: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول: ” خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ” (الأعراف: 199) وإن هذا من الجاهلين، فو الله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان عمر وقافا عند كتاب الله تعالى.( سراج الملوك،: الطرطوشي)
وقال إبراهيم بن العباس: “إذا كان للمحسن من الثّواب ما يقنعه، وللمسيء من العذاب ما يقمعه، ازداد المحسنُ من الثواب في الإحسان رغبة. وانقاد المسيء للحقّ رهبة”.
*ما البلاغة؟
- سئل الحسن بن سهل عن البلاغة فقال: قال لي المأمون: ما البلاغة: فجعلت أفكّر فقال: دعني أقول لك، هو ما فهمته العامّة، ورضيته الخاصّة.
قال: وما سمعت في هذا المعنى أحسن من هذا.
- وقال معاوية لصحار العبديّ: ما البلاغة؟ فقال: أن تقول فلا تبطئ، وتصيب فلا تخطئ. (المصون في الأدب)
*ما الاستقامة؟
- جاء سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ((قل آمنت بالله، ثم استقم))(10
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الاستقامة : أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب.
- سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة، فقال: “أن لا تشرك بالله شيئاً”.
- وقال عثمان رضي الله عنه : “إخلاص العمل لله”.
- وقال علي رضي الله عنه : “بأنها أداء الفرائض”.
- وقال الحسن البصري رحمه الله: “استقاموا على أمر الله، فعملوا بطاعته، واجتنبوا معصيته”.
- وقال ابن القيم رحمه الله: الاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق.
- وقال ابن تيمية: إن أعظم كرامة هي لزوم الاستقامة.
*سلامة الأمة وسيادتها على قدر رعايتها للموهوبين
مناهج التعليم اليوم تقتضي تخصص كلِّ طائفة بقسم من العلوم، ولا يكفي توجُّه الطالب إلى التخصص بقسم من العلوم لأن يكون نابغًا فيه، وما فتح أبواب التخصص إلا أحد المهيئات للنبوغ، وقد تفوت الطالب القريحة الوقادة والألمعية المهذبة، أو تفوته الهمة التي تطمح به إلى بلوغ الذروة في العلم، فعلى القائمين على شؤون التعليم العام أن لا يكتفوا بأن تخرج أقسام التخصص في كلِّ عام فرقًا يؤدون الامتحان، ويحرزون شهادات تخوِّلهم ولاية بعض المناصب، بل واجبهم أن يوجهوا عنايتهم إلى ذوي الذكاء المتَّقد، وإن كانوا من أبناء البيوت الخاملة، ويربون فيهم الهمَّة الطامحة إلى أسمى الغايات، ويقوون عزائمهم بكلِّ وسيلة ممكنة، حتى يسيروا في طريق العبقرية؛ فإنَّ سلامة الأمة وسيادتها على قدر ما تخرجه معاهدها وجامعاتها من أساتذة أجلاء، أساتذة لا يتركون في العلم الذي يتخصصون به غامضًا إلا استكشفوه، ولا بابًا من أبوابه إلا نفذوا منه. (المصدر: موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين، دار النوادر بسوريا، ط1، 1431هـ، (5/2243).
*مقومات النجاح في الحياة
إن النجاح في الحياة، والظفر بالذكر المجيد، ونيل المنزلة السابقة بين الناس تتوقف على أمور أهمها:
أ- أن يتناول المرء من المهن أحبها إلى قلبه، وآثرها عند ميوله، فإذا فرض أنه اشتغل بالعلم، فليكن همه متجهًا إلى الفرع الذي يشعر من نفسه بقدرته على إتقانه، والنفاذ في نظرياته.
ب- أن يؤثر الثبات في جميع أدوار حياته، وألا تؤثر في اعتقاده بالنجاح العقبات التي تعترضه؛ فما أتي امرؤ إلا من الجزع يناله عن سعيه إلى غاية.
ج- أن يُوفِّر همَّه على البحث، واستطلاع الآراء التي من شأنها أن تزيده علمًا بمادته، وألَّا يعوقه الكِبْر وغيره من رذائل الخصال عن استقاء المعلومات من مظانها الصالحة.
د- ألا يكترث بالآراء الزَّارِية ما دام واثقًا من نفسه، معتقدًا بوضوح السبيل الذي يلجه؛ فإنَّ الجديد الصالح يجد أحيانًا معارضين جاهلين أو حاقدين، ولا يثبطن من همته أنه لم يلقَ تشجيعًا أو تقديرًا لأعماله؛ فإنَّ لذلك يومًا لا بد أن يحين.
هـ- أن يتمسك دائمًا بالأخلاق الشخصية الفاضلة؛ فذلك أدعى إلى جمع القلوب حوله، وهذا يمهد الطريق لإذاعة آرائه، ويجعلها بمنجاة من المعارضة والنزاع.”الأستاذ عبد الوكيل جابر: كيف تكون رجلا، مجلة الهداية الإسلامية، الجزء التاسع، المجلد الأول ص419، صفر 1348هـ”
*طريق نهضة الأمم وعوائقها
- نحن نستورد أدوات المدنية لكن لا نتعامل معها بشكل حضاري.
- مشكلة النهضة تتحلل إلى ثلاث مشكلات أولية : مشكلة الإنسان ، ومشكلة التراب، ومشكلة الوقت.
- المشروع الإصلاحي يبدأ بتغيير الإنسان ، ثم بتعليمه الانخراط في الجماعة ثم بالتنظيم فالنقد البناء.
- ليس من الضروري أن يكون لمجتمع فقير المليارات من الذهب كي ينهض ، وإنما ينهض بالرصيد الذي لا يستطيع الدهر أن ينقص من قيمته شيئاً، الرصيد الذي وضعته العناية الإلهية بين يديه : الإنسان ، والتراب.
- إن العواصف الجوية والأعاصير تجر معها سيولاً هائلة من الماء وتترك وراءها في البلد الذي تجتاحه الخراب والموت ، لكنها تترك أيضاً طمياً تتجدد به الحياة في ذلك البلد فتنشط وتنمو الطبيعة من جديد.(مالك بن نبي).
*الطمع شر وعبودية.. والقناعة خير وحرية
- قال بعضهم: (من أراد أن يعيش حرًّا أيَّام حياته فلا يسكن قلبَه الطَّمع)
- وقال بعضهم: “الحرص ينقص قدر الإنسان، ولا يزيد في رزقه”
- وكان يقال: (حين خلق الله آدم عجن بطينته ثلاثة أشياء: الحرص، والطَّمع، والحسد. فهي تجري في أولاده إلى يوم القيامة، فالعاقل يخفيها، والجاهل يبديها، ومعناه أن الله تعالى خلق شهوتها فيه
- قال الإمام الشافعي (شعر) :
” العبدُ حرٌّ إن قَنَعْ والحرُّ عبدٌ إن طمع…
فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ شيءٌ يشينُ سوى الطمع”
*كن قويا بالحق
كن قويًّا بالحقِّ يَعرِفْ لك حقََّك كلُّ أحد: العلم قوة، والعقل قوة، والفضيلة قوة، والاجتماع قوة، والثروة قوة، فاطلب هذه القوى بالحقِّ تنَلْ بها كلَّ حقٍّ مفقود، وتحفظ كلَّ حقٍّ موجود. (السيد رشيد رضا رحمه الله تعالى، مجلة المنار، المجلد الثالث عشر- شعبان- 1328هـ – ص 597).