لممت شعث حلمي وقررت البوح بما في نفسي، للخروج من شرنقة الصمت، والقهر، والظلم، واليأس… بعد أن أصبحت نهبا لكل تعس، وأمست أفكاري تختنق في رحم الظلام… وها أنا أتسلق وشاح الكتابة،، أتربع على تلال السؤال، أصوغ ضفائر الحنين والأقحوان من قطرات الندى، وأغني لما تبقي من النور بين ثنايا عشبي وفضاء داري، أستمطر دفئا طريا يجمع شمل النجمات المتناثرة في سماء الصدى، أرسمها جسدا متراصا متلاحما إذا نام منه عضو سهرت الأعضاء الأخرى في محراب الصحو… وأسميها زيتونة خضراء مباركة يضيء زيتها في بهمة الليل ولو لم تمسسها نار، سوى نور قدسي يَرد من موطن التجلي وجذور الحدس وشعاع الحق..
تضج حروفي بشقائق النعمان، تسعى إلى اكتمال… إلى السفر عبر مرايا البهاء في مراكب التجرد، تسعى إلى الإقامة في صدى المآذن وومضات الصلاة…
هو البوح يتفجر ينابيع نحوآفاق فيضي، يلقي ظلالا خضراء، يمنحني رحاب الحلم، ويقذفني نحو مرافئ العنفوان، فأشتهي الاسترخاء فوق بساط الفرح، دون أن تمخر في رؤاي أشلاء طفل كان ذات يوم يضج بالحياة إلى أن غابت شموس العزة والكرا مة والحرية و… التمرد عن حينا وسطعت شمس المذلة تعلن عن سنوات عجاف… أشتهي محو المسافات داخل الأسرة العربية الواحدة لأزرع القدس في حدقة كل إنسان مستسلم يغوص في شبق الصمت سواء كان في لبنان أو في تطوان، هنا أو هناك يسبح في عروق الجراح….
أشتهي ارتداء قميص يوسف لأرتد بصيرة، وألملم وجهي المراق على ورقات الزمان المخصي، عساي أعتلي صهوة الوجود وأعلن عن الرفض والمقاومة، والانحياز إلى جذوة العشق…
يئست من القسوة والجفاء والتنكر التي يمتصها الإنسان كل صباح قبل الإفطار، وغادرت ضباب الطريق وزبد الاهتزاز، وصوبت وجهي قبل مرافئ المجد عساي أستطيع السفر إلى الأمل على جناح غيمة متوضئة بألوان اليقين…
عساي ألتقي ذاتي لأكون نفسي أو لا أكون…
ذ. أم سلمى