الخوف يجتاح العالم
الفزع يجتاح العالم بعد تزايد حالات الاصابة بالايدز إذ يصاب بالمرض في كل ساعة من كل يوم نحو ستة آلاف وفي كل ساعة يموت 60 طفلا من جراء الاصابة بالايدز وتأتي العلاقات الجنسية غير المشروعة وخارج نطاق الزواج في مقدمة أسباب الاصابة بالمرض ويليها عمليات نقل الدم ولعل الذاكرة لم تنسي بعد قضية اصابة المئات من الأطفال الليبيين بالايدز بعد أن تم نقل دم ملوث إليهم بواسطة ستة أشخاص بلغاريين من بينهم طبيب وعدد من الممرضين ويحاكم هؤلاء الأشخاص حاليا أمام إحدى المحاكم الليبية.
ومن أسباب تزايد المرض في المنطقة العربية هو تعاطي المخدرات عن طريق الحقن واستخدام الحقنة الواحدة لأكثر من شخص من المدمنين وقد يكون أحدهم مصابا فينتقل المرض لزملاءه، والعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج من أسباب الإصابة وقد زادت معدلات الاصابة في المنطقة العربية فوصل عدد المصابين إلى اكثر من 400 ألف مصاب بزيادة كبيرة عن العام الماضي إلى جانب العلاقات الجنسية المثلية .
بيتر بايوت المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الايدز في مقابلة مع “رويترز” قبل انعقاد المؤتمر الدولي للايدز في برشلونة في يوليو الماضي، أكد أن الايدز وباء لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية وأنه يهدد بفناء جيل بأكمله في أفريقيا ويزعزع الاستقرار في القارة كلها لأنه يجهز على القوة العاملة مما يعيق عملية التطور الاقتصادي ويزيد مشكلة الفقر وسيكون لذلك أثره على جميع القارات الأخرى وهناك 70 مليون من البشر سيواجهون خطر الفناء بسبب الإصابة بالايدز خلال العشرين عاما القادمة .
ويضيف بايوت بأن المرض يسري بسرعة كبيرة في شرق آسيا وشرق أوروبا حيث زاد عدد المصابين به نحو الضعف وأن العالم يحتاح إلى عشرة مليارات دولار سنويا حتى عام 2005 لعلاج المرضى طبقا للأهداف المرصودة العام الماضي من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وحث الدول الغنية على بذل المزيد من أجل تسهيل حصول مرضى الايدز في أفريقيا على العقاقير المضادة له موضحا أن 4% فقط من أعداد المصابين بالمرض في الدول النامية يتلقون العلاج المطلوب مقابل 50% من المصابين في الدول الغنية وقد مات 25 ألف في تلك الدول في حين مات 2.2 مليون مريض في أفريقيا والبلاد النامية.
والعقاقير التي تعطي للمرضى لا تستطيع القضاء على المرض ولكنها تعطي المريض فرصة البقاء على قيد الحياة والتعايش مع المرض وتقليل الالام والمضاعفات إلى أن تأتي النهاية المحتومة بالموت، فحتى الآن لا يوجد علاج ناجح للايدزولكن العلاج الوحيد هو الوقاية من الإصابة به بتكثيف الرقابة والفحص لعبوات الدم للتأكد من خلوها من الفيروس، وعدم تعاطي المخدرات والامتناع عن الممارسات الجنسيةالغير المشروعة واتخاذ اجراءات في عيادات الأسنان وأماكن توليد النساء لمنع وصول الدم الملوث إلى الآخرين وتكثيف الوعي الطبي بأساليب انتقال المرض وكيفية الوقاية من الإصابة به .
ثقافة العفة
وفي الوقت الذي تسعى فيه الشعوب لايجاد حل يوقف الانتشار السريع لهذا المرض الذي يفقد الإنسان المناعة ويجعل جسمه نهبا لكل الأمراض خاصة السرطانية منها ويعاني لعدد من السنوات حتى الموت ، ومع تأكيد خبراء الصحة العالمية أن الفوضى الجنسية والحرية المنفلتة من أي ضوابط خلقية أو دينية هي وراء الارتفاع المتزايد بدرجة مخيفة لمعدلات الاصابة بالمرض فإن الغرب يصر من خلال مواثيق الأمم المتحدة التي لها صفة الالزام للدول الموقعة عليها على نشر الاباحية وتقنين التحلل وتضمين بنود أساسية في تلك المواثيق تؤدي لهذا الهدف .
ففي مؤتمرالمرأة الذي عقدته الأمم المتحدة لوضع وثيقة دولية حول المرأة وفي مؤتمر القمة العالمية للطفولة خرجت وثيقة “عالم جدير بالأطفال” وهي تحوي بنودا تحض على الحرية الجنسية خارج نطاق الزواج وحق الاجهاض للمراهقات الحوامل من غير زواج شرعي وحق المراهقين في الحصول على الثقافة الجنسية وتضمنت بنود الوثيقة الدولية للمرأة نفس البنود وكأن الغرب يريد أن يفرض نموذجه الثقافي على الآخرين حتى ولو أدى لاهلاك نصف البشر باعتبار أن الفوضى الجنسية هي أكبر عوامل انتشار الايدز، إلى جانب امتناع الدول الغنية عن تقديم المساعدات المادية للدول الفقيرة لمساعدتها على مواجهة هذا المرض ووقف انتشاره .
وفي مقابلة مع (محيط) أوضح الدكتور محمد هيثم الخياط نائب مدير منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن الاختلاف الاساسي بين النظرة الإسلامية والنظرة الغربية أن الغرب يركز في مقاومته للمرض على الاساليب المادية مثل استخدام الواقي الذكري في حين أن الإسلام يمنع نشوء العلاقة الجنسية غير المشروعة المؤدية للاصابة من خلال تحريمه للزنا وكل ما يؤدي إليه وحض الناس على التقوى التي تمثل الحماية الحقيقية من الاصابة بالأمراض الجنسية.
وأضاف: التقوى بذلك هي الوقاية من وجهة نظر الإسلام و أن الثقافة الإسلامية تركز على مصطلحين في غاية الأهمية هما “الإثم والفاحشة” فالإثم هو كل ما يضر الإنسان نفسه أو يضر غيره والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالي “يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس” فجعل الله تعالى الاثم مقابل النفع وهو الشيء الضار الذي يلحق ضرره بالفرد وبالجماعة وأمر الإسلام بتجنب الفواحش ” ولاتقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ” صدق الله العظيم .
وأشار الدكتور الخياط إلى أن خطة الإسلام الوقائية تقوم على نشر ثقافة العفة ومنع العلاقات الجنسية غير المشروعة خارجإطار الزواج وحض الشباب على الاستعفاف بالزواج، وتحريم المخدرات والتدخين وهما يمثلان بابا واسعا من أبواب انتقال العدوى بفيروس الايدز خاصة وقد ثبت بالدراسات والبحوث أن السجائر تحتوي على مادة مخدرة وتؤدي للإدمان الذي هو مفتاح كل شر خاصة إذا كان المخدر يتم تعاطيه بالحقن التي يستخدمها أكثر من شخص.
علي عليوة