الوقت الذي طال فيه أمر بعض الاحتجاجات العفوية الشعبية في جل بلدان العالم الإسلامي منه والنصراني والوثني، طال مداها أكثر من أسبوع عبرت فيها الجماهير بصدق وحرارة عن سخطها على العدو الصهيوني ورغبتها في القتال إلى جنب الشعب الفلسطيني المرابط، قامت السلطات بمنع كل الاحتجاجات الشعبية بدءا باحتجاجات تلاميذ الثانويات وانتهاء بالتظاهرة التي نظمتها منظمة تجديد الوعي النسوي بالدار البيضاء وخرجت فيها مجموعة من النساء حيث تم قمعها من طرف الأمن على غرار : أسد علي وفي الحرب نعامة – في نفس اليوم الذي نظمت فيه الجهات الرسمية مسيرة وقفة حضارية ! في مشهد هزلي مسرحي حيث تم امتصاص غضب ومشاعر الشعب المغربي الحقيقية واكتملت فصوله بتصريحات جوفاء وتعليقات بثتها قناة 2M كلها استهتار بمشاعر الشعب المغربي المسلم وبانتمائه العربي الإسلامي حيث انبرى الفرنكوفونيون واليمين واليسار وهلم جرا يعبرون عن افتخارهم بأكبر مسيرة في العالم، وعن وحدة الشعب المغربي، حيث وحدت المسيرة الواقفة كل الأحزاب والهيئات واستشهد أحدهم على هذه الوحدة بكون اليهود المغاربة عبروا بدورهم عن استنكارهم للعدوان الشاروني، متجاهلا حقيقة أن حوالي مليون يهودي مغربي التحقوا بإخوانهم بـ”أرض الميعاد” يقدمون وطنهم هناك على أشلاء وجماجم إخواننا. يتحدثون وكأننا لسنا في المغرب البلد الإسلامي الصرف بل في لبنان أو غيرها من البلدان الطائفية. وتوالت التصريحات، في وقت خرجت فيه كل المظاهرات في العالم الإسلامي وغيره ومطالبة وقف مهزلة السلام وفتح الحدود أمام المجاهدين. إن السلطة الفلسطينية تبرأت من مهزلة السلام وأعلنت عن رفضها لكل حوار استسلامي مع العدو. نقول لهم : إن الشعب الفلسطيني غني عن مسيرتكم وعن دعواتكم المستسلمة المتخاذلة للصهاينة، ولا يطلب منكم إلا طلبا واحدا، أن تتركوه وشأنه فلا تركبوا على تضحياته ولا تكونوا حجر عثرة في طريق جهاده وانتفاضته الباسلة.
فكفى ضحكا على الذقون وذرا للرماد في العيون، فالأمر والموقف لا يحتمل الهزل، و لقد بلغ السيل الزبى {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}(سورة محمد)
< أبو إيمان سيد