يحرص الكثير من الآباء والأمهات علي تربية ابنائهم عى ألا يتركوا حقهم في حالة تعرضهم للاعتداء من اصدقائهم أو أي شخص يمكن أن يسيئ إليهم… حيث يبرر الاباء والأمهات ذلك بتنمية القوة لدي الابناء الأمر الذي يعرضهم لمشكلات عديدة داخل مجتمعهم سواء الحضانة او المدرسة.. فما هي الطرق المثالية للتغلب على هذه المواقف وهل نربي أبناءنا على القوة أو التسامح.؟
يوضح د. أشرف غيث أستاذ الاجتماع أن هناك الكثير من المصطلحات الخاطئة التي يسعي الاباء والامهات إلى تشكيل شخصية أطفالهم من خلالها, ومنها ان يتعلم الطفل كيف يأخذ حقه باعتبار اننا نعيش في زمن القوة، اما المتسامح فتتم معاملته علي انه شخص أبله, ويتعرض للابتزاز والخداع, والمشكلة ليست في ان يتسامح الطفل أو أن يأخذ ثأره، ولكن لابد من الاعتدال, فمثلا لا تسامح اذا تطاول احد في دين وقام بسبابة بألفاظ نابية, فيجب ان يكونوا في هذه الحالة قادرين على الثأر لأنفسهم وفي حالة الاعتذار يتعلم اطفالنا التسامح لوجه الله دون ضعف, فالمسألة ليست قواعد ثابتة ولابد أن يتعلم الطفل التفرقة بين المواقف المختلفة وكيفية التصرف فيها ويمكن ايضا استرداد حق الطفل, وذلك من خلال اللجوء إلى مدرسة الفصل.
ويشير إلي ان دور الاسرة فعال في مرحلة نمو الطفل ومحاولة تنشئته على بعض العادات والسلوكيات، ويجب أن يكون هناك وعي بين الاباء والامهات لأنهم قدوة لابنائهم.
ويؤكد ان الطفل الذي اعتاد العنف ضد الآخرين دون التفرقة في الامور التي يمكن ان يتسامح من خلالها ينمي بداخله العنف والتطرف بعكس ما يحدث مع المتسامح الذي يستطيع أن يوازن بين الأمور جيدا.
ويرى د. أحمد يوسف استاذ الشريعة ان التسامح خلق كريم من أخلاق المسلمين وادب من آداب المؤمنين وقد أمرت الاديان جميعا بالتسامح باعتباره خلقا أصيلا, ويجب ان يقتدي الصغار بذلك, وهذا الدور يتوقف على طريقة توجيه وتعليم الطفل كيف يعفو ويصفح عن الاشخاص الذين أساءوا إليه فلا يواجه العدوان بالعدوان, فالمتسامح تكون نفسه صافية دائما لا يحمل كرها للغير.
إيمان خضير
جريدة الأهرام 01/12/13