اعتنق ووكر أو (عبد الحميد) الأمريكي الإسلام وهو في السادسة عشر من عمره بعدما تأثر بالداعية الإسلامي الأمريكي (مالكوم إكس).. قرر السفر إلى باكستان منذ ما يقرب من سبعة أشهر تاركاً أسرته التي تنعم بالاستقرار ، فشارك المقاتلين الكشميريين في قتالهم ضد القوات الهندية ، ومن باكستان استطاع الدخول إلى أفغانستان.. عازماً مشاركة حركة طالبان في بناء الدولة الإسلامية.. حتى أعلنت الولايات المتحدة الحرب ضد أفغانستان.. فقرر الأمريكي النشأة جون ووكر-الذي سمَّاه مقاتلو طالبان عبد الحميد-الانضمام إلى قوات طالبان والقتال ضد جيش بلاده إلى جنب مع ستمائة مقاتل من طالبان.
الاستخبارات الأمريكية تحقق مع عبد الحميد
قبل ساعات قليلة من موته بسجن قلعة جانجي ، أجرى مايك سبان عميل الاستخبارات الأمريكية ومعه زميله الذي يدعى ديف تحقيقاً مسجلاً على شريط للفيديو مع عبد الحميد ، وقد نشرت مجلة “نيوز ويك” الأمريكية هذا التحقيق .
عندما فقد عميلا الاستخبارات الأمريكية الأمل في الحصول على أية معلومات من عبد الحميد للتعرف على هويته -بعد حوار طويل لم يجب فيه عبد الحميد عن أي سؤال- أمر جنود التحالف بإعادته إلى مكانه وسط بقية المقاتلين الأسرى ، حيث فوجئ بإطلاق نار عليه فأصيب في قدمه اليمني وساقه اليسرى ، ثم قام أحد مقاتلي طالبان بإلقاء قنبلتين يدويتين في اتجاه جنود تحالف الشمال ، وكانت تلك بداية أحداث قلعة جانجي ، وقد قتل سبان في بداية الاشتباك واستطاعت قوات أمريكية بريطانية خاصة إخراج ديف من القلعة قبيل القصف الذي قامت به الطائرات الأمريكية.
أحداث قندوز وجانجي يرويها عبد الحميد
ربما كانت أحداث قندوز ثم قلعة جانجي مبهمة بالنسبة لكثير من المتابعين لأحداث أفغانستان ، إلا أن عبد الحميد قد أزال الغموض عن تلك الأحداث بروايته:
“قاتلت مع ما يقرب من 500 مقاتل من قوات طالبان خلال الحصار الذي ضربته حولنا قوات عبد الرشيد دوستم في مدينة قندوز الواقعة على بعد مائة ميل شرقي مدينة مزار الشريف ، وعندما استسلمنا أودعتنا قوات دوستم سجن قلعة جانجي”.
“قضينا الليل هناك ، وفي الصباح أخرجونا واحداً تلو الآخر للتحقيق معنا ، كانت أيدينا موثقة وأخذ بعض الجنود يضربوننا ويركلوننا”.
“رأيت أمريكيين هناك يلتقطان صوراً لنا ، وكان أحد الأفغان يصورنا بكاميرا فيديو.. قام الأمريكيان بالتحقيق معنا ، وخلال إعادتنا إلى السجن مرة أخرى قام مقاتل ينتمي إلى طالبان بانتزاع سكينة من أحد جنود دوستم وقام آخر بإلقاء قنبلة يدوية ثم قام آخرون بانتزاع الأسلحة من حرس السجن ، وبدأ الاشتباك المسلح ، وأصبت في ساقي.. لم تكن الإصابة بالغة ، حيث استطعت التوجه إلى قبو السجن ومعي المصابون بإصابات بالغة من قوات طالبان”.