الصلاة تصلك بحبيبك ومولاك لتستمد من خالقك القوة والعون على طاعته ومحبته والشوق للقائه، وتبعث فيك روح الحياة بمشاعر الروح المنورة بنور الله، والعامرة بذكر الله، فيحس المصلي في صلاته أنه بين يدي الله يدعوه ويرجوه رغبة ورهبة، ورجاء وأملا في واسع عفوه، وعظيم رحماته.
قال رسول الله : “يَعْجَبُ ربك من راعي غنم في رأس شظية للجبل يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله : انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة” أبو داود والترمذي بإسناد جيد.
إن ملائكة الرحمان تزورك في صلاتك لتشاركك عبادتك، فقد قال رسول الله : “إذا كان الرجل بأرض قِيِّ (الأرض القفر) فحانت الصلاة فإن أقام صلى معه ملكان، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله مالا يرى طرفاه” رواه عبد الرزاق وإسناده صحيح.
إنها سلم العروج والسمو إلى السقف الأعلى في الكمال والجمال والإيمان، فتبلغ بالعبد درجة عالية في الطهر والنقاء.
فقد روى الإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة بإسناد صحيح أن رجلين أخوين كانا على عهد رسول الله فهلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة، فذُكِرت فضيلة الأول منهما عند رسول الله فقال رسول الله : ألم يكن الآخر مسلما؟ قالوا : بلى وكان لا بأس به، فقال : وما يدريك ما بلغت به صلاته، إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم، يستحم فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون في ذلك وهل يبقى من درنه، فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته”.
فهل تعلم أخي المسلم أن أعظم ما يتنعم به المتنعمون في الدنيا هو عبادة الله، وعلى رأسها الصلاة المباركة أعز الله أمرها، فعن أبي هريرة ] أن البني مرَّ بقبر فقال : من صاحب هذا القبر؟ قالوا: فلان، قال : >ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم<(رواه الطبراني بإسناد حسن).
والصلاة أخي المسلم ينبغي أن نحافظ عليها في المسجدين، مسجد البيت ومسجد الحي لندرك الأجرين، قال رسول الله : >صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة<(رواه النسائي بإسناد جيد).