تشرفت مدينـة بركـان ومعهـا الجهـة الشرقيـة بزيـارة عالم الأحيـاء وأستـاذ الإعجـاز الدكتـور زغلـول النجـار. وتوجت بمحاضـرة احتضنتهـا قاعـة المحاضـرات بمقـر مدرسـة الإمـام ورش لتحفيظ القرآن وتدريـس علومـه، وجاءت هذه المحاضـرة بعد سلسلـة من المحاضـرات ألقاهـا فضيلـته بكـل من وجـدة وأحفيـر وجاءت أيضـا بعد سلسلـة من الندوات التي انعقدت أثنـاء المؤتمـر العالمـي للإعجـاز العلمي في القرآن والسنـة الذي عقد في تطوان
وبالرغـم من هذه الزيـارة المفاجئةوالخاطفـة فإن القاعـة قد غصت بالحضـور من مختلف المستـويات قاسمهـم المشتـرك هو حبهـم لهذا الرجـل ولعلمـه الغزيـر ولم يخف هو أيضـا حبـه وإعجابـه بالحضـور وبالمعلمـة التي توجت المدينـة.
قـال في مستهـل حديثـه معربا عن تفاؤلـه : إن هذا يبعث الأمل في النفـوس ويدل على أن الأمـة لا زالت بخيـر رغم دعـاة التغريب، وإنـه لمن الإعجـاز هذا القرآن الذي ما زال محفـوظا في الصدور كلمـة كلمـة ومـا زال محفوظا من التحريف كمـا وعد الله جل جلالـه لا كالأناجيل المحرفة والتوراة المزعومـة التي تدخلت فيهـا الأيادي البشريـة، القائمـة على الشرك والوثنيـة الثالوثيـة، التلموديـة، وأن الإنسـان السوي هو الذي يحترم عقلـه، وأن من بين الإعجـاز أيضـا أن الديـن ليس من صنع البشـر، وإن حاولوا فلا ولن يستطيعـوا أن يأتوا بسورة من مثلـه، وذكـر بالأرقـام أن الإنجيـل فيـه ثمانوـن ألف تناقض وأن القرآن معجز في كـل شيء، ولو كـان من عند غير الله لوجدوا فيـه اختلافا كثيـرا، وأن الإنسان يشقى بدونـه، فالغرب رغـم التقـدم العلمي والتقنـي فإنه يعيش التعاسـة والشقـاء، ليسوا كالبهائـم بل هم أضل، انحطوا من الآدميـة إلى ما دون البهيميـة، حيث الزواج بالمثل (الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة) وقد سنت له التشريعـات وفي بعض الدول يتـم بمباركـة رجـال الديـن والقانـون ولا خلاص للبشريـة إلا في هذا القرآن، لكنهـم لا يؤمنـون بالغيب إلا بالتجربـة، لذلك تحداهم القرآن، والله يعلـم أن الإنسان يتقدم في الوسائـل فكـان الإعجاز العلمي في القرآن والسنـة مما جعل عقـلاء الغرب يقفـون عند الحقائق العلميـة فلم يكـن لهم الخيـار إلا أن يسلمـوا بالحقيقـة المطلقـةلله.
وفي الأخيـر ذكـر بعض الآيـات التي تتحدث عن بدايـات خلق السمـاوات والأرض معززاً ذلك بالصور الملتقطـة بالأقمـار الاصطناعيـة التي شهـد بهـا الأعداء قبـل الأصدقـاء وكمـا يقـال الحق ما شهد به الأعداء. وهذه الحقائق لا ينكرهـا إلا جاحد أو ملحـد كالدهريين والدروينيـين الذيـن يقولون لا إلاه والحيـاة مادة وأن كل شيء جـاء عن طريق الصدفـة، والذي يفند هذه المزاعم والادعاءات هو تناسق نظم الكون الذي صمم بأدق التفاصيـل حيث الرتق والفتق مستدلا بقولـه تعالى:{إن السماوات والأرض كانت رتقـا ففتقناهمـا}.
>لو كـان الانفجـار كمايزعمـون لما كـان هذا التناسق والتناغم بأدق فاصيلـه،
> متابعة : علي الحقوني