بِوُسْعِي الآنَ، أنْ أقُولَ :
بَصْقةٌ على زَمن القَذَارة -عفواً- زمنِ الحَضَارة
وأنا شَاهِدةٌ منْ جديدٍ، فلا تَقُولُوا : إنّ الشّاهِد أعْمَى! تَخلَْفْنا عن الرّكْب؛ وجِئنَا فِي زَمنِ الفقْدِ نقولُ افْتقدْنا! إلَى أي وراءٍ، وراؤُنَا يَمْشِي؟؟! وإلى أيّ هَاوِيّةٍ شَبَابُنا؛ يَمْضِي؟؟! كأنّهُم صيْدٌ في المِقْنَبْ!
وكأنَّهُمْ تَمَاثِيلُ الخَشَبْ؛ اسْتُحْكِمَتْ فِيها البراغِي
وتُرَاقَبُ عَنْ كَثَبْ!
فَانْظُرُوا على ماذَا يَتَهافَتُ شَبَابُنا اللاَّهِثْ! على بوّابَةِ : استوديو 2M!
على مساحِيقِ وجْهٍ تُتْلِفُ ما تَبَقَّى منْ بَراءَةٍ في البَراءة
على مُصمِّمُي الرّقَصاتِ؛ والتّصْفِيقات
ومُجَنّدُون قالوا : نريد أن نؤازر شبابنا..! هكذا قالوا وهكذا ادّعَوْا..
إلى أي هاوية يريدون الهبوط؛ باسم -الصّعود؟؟!
ويسمّونه اكتشافاً للمواهب!.
فليسمّوه ما شاؤوا! ولكني أسميه التقهقر؛ وأسميه : (شجرة الخطر) : فما الذي يأتي من وراء الفِسق؛ والتفسّخ؛ والانحلال الخلقي؟؟!
وهنا أستحضر مقولة الشيخ : أحمد القطان : >بأن الشباب يحمل طاقة هائلة : إذا لَمْ يصْرِفْها في الخير؛ صرفها الشيطان في الشر”.
هذه هي المرآةُ؛ وهذا وجْهُنا الذي نُعاني منه صباحَ مساءْ..!
فأيْنَ نَقَاءُ الرُّؤَى؟؟! وطَزَاجَةُ الأفكارِ؟؟؟ والوعْيُ المُتّقِدْ؟! وأين براءة القلب الذي لم تَطُلْهُ أكْدَارٌ بعْدُ؟!؟؟..
ولست أدري أأشفق على الشباب؟ أم عليه أعْتَبْ؟؟! وما بين السؤالين دعوني أتساءل :
متى نَخْطُو خارِجَ الخَوْف؟ داخِل الجَوْفِ؟ ونلتقي مع ذواتنا ثمّ نسْأل :
هل هذا هو الشباب الذي نَصْبُو إليه اليَوْم؟؟ ونريده ليومٍ ما… لِصُعُودٍ ما؛ لشَيْءٍ أسْمَى…!؟؟
فهل جعل شبابنا نُصْب أعينهم، أسامة بن زيد وهو يقود جيش المسلمين إلى الروم وسنه دون العشرين!؟..
وعلى بن أبي طالب الذي هو نائم على فراش الرسول وقد تسجّى ببردته رغم علمه بأن فتيان القبائل أحاطوا بالبيت، يتقلد كل واحد منهم سيفه ليضرب الرسول !…؟
أقول قولي هذا. وأصرخ ملء المدى : كفى من تمييع شبابنا! كفى من تخدير العقول!
فإلى متى نُطِيلُ المضْغَ، ونَجْتَرّ؟؟!
وإلى متى يظل شبابنا مُسْتهْدفاً، وعُوداً لا يخْضَرّْ؟؟!
فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله…
قرشي ماجدة