< عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله لما قضى صلاته أقبل على الناس بوجهه وقال: يا أيها الناس، اسمعوا، واعقلوا واعلموا، إن لله عبادا ليسوا بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم أو قربتهم- شك ابن صاعد- من الله تعالى عز وجل، فجاء رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى نبي الله فقال:يا نبي الله، ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء تغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله تعالى ، أنعتهم لنا.حلهم لنا وشكلهم لنا، قال: فسُرَّ وجه رسول الله بسؤال الأعرابي،فقال رسول الله :هم ناس من أفناء الناس، ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة،تحابوا في الله وتصافُّوا فيه، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور،فيجلسهم عليها،ويجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا،يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون،وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون<(أخرجه أحمد من طريق بن النصر عن أبي حميد بن بهرام5/343).
< عن أنس أن رجلا من أهل البادية كان اسمه زاهراً كان يهدي للنبي الهدية من البادية فيُجهزُه رسول الله إذا أراد أن يخرج فقال النبي : >إن زاهراً باديتُنا ونحن حاضروه. و كان النبي يحبه وكان رجلا دميما فأتاه النبي يوما و هو يبيع متاعه فاحْتًَضَنَهُ مِنْ خَلْفه و هو لا يُبْصرُهُ فقال الرجل: أرسلني مَنْ هذا؟ فالتفت فعرف النبيَ فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي حين عرفه و جعل النبيُ يقول: من يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله إذاً و الله تَجِدُني كاسداً فقال النبي : لكن عند الله لسْتَ بكاسدٍ أو قال لكن عند الله أنت غالٍ<(رواه أحمد في المسند ج/3 ص 161).