ذ. عبد الحميد صدوق
تضطرب الحياة، وتتزلزل الأخلاق، وتطيش المبادئ وتهدد الأرواح بالإزهاق، والأرحام بالقطيعة، وتصاب الدنيا ببلاء عظيم إذا ظهر الإنسان الجَمُوعُ المَنُوعُ.
عن أبي هريرة ] قال : قال رسول الله : >إياكم والفحش والتفحش، فإن الله لا يحب الفاحش والمتفحش، وإياكم والظلم، فإنه هو الظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح فإنه دعا من قبلكم فسفكوا دماءهم، ودعا من كان قبلكم فقطعوا أرحامهم، ودعا من كان قبلكم فاستحلوا محارمهم<(رواه الحاكم بإسناد صحيح).
مستحيل أن يجتمع كمال الإيمان، ونور الإيمان في قلب كزٍّ شحيح، قال : >لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبدٍ أبدًاً، ولا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد<(رواه الحاكم على شرط مسلم). أبداً لا يجتمعان بتوكيد رسول الله في رواية الترمذي قال : >خصلتان لا يجتمعان في مؤمن : البخل، وسوء الخلق<.
إنه الشروالبلاء، والجوع والهلاك، إذا أصيب أبناء الأمة بمرض الشح والبخل، قال : >ثلاث مهلكات : شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرئ بنفسه<(رواه الطبراني في الأوسط).
إنه شر ما في الإنسان يا أخ الإسلام، قال : >شر ما في الرجل شح هالع، وجبن خالع<(رواه أبو داود) وشح هالع أي محزن ومخوف من الفقر.
وقد كان النبي يستعيذ بالله من الفتن التي تهدد الإنسان بزوال الاستقرار في الحياة الدنيا، وتستوجب العذاب في الآخرة، قال رسول الله : >اللهم إني أعوذ بك من البخل، والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات<(رواه مسلم).
إنه ليس من أخلاق المومنين أبداً، بل هو مرض الفجار والأشرار ولهذا بين النبي أن من بين أنواع الفرق بين المومن والفاجر هو جود المؤمن وشح الفاجر، قال : >المؤمن غرُّ كريم، والفاجر خب لئيم<(رواه أبو داود).
والغرُّ : هو الذي ليس له فطنة في الشر.
فلا تمنع يا أخي عباد الله معروفك، فيمنع الله عنك فضله وخيره، قال : >إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيهاما بدلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم<(رواه الطبراني بإسناد حسن).
فلهذا قال النبي : >لا يزال الله في حاجة العبد مادام في حاجة أخيه<(رواه الطبراني بإسناد رجاله ثقات).