في كلمة د. عبد الرحمان عبد الوافي رئيس جمعية آل سيدي عبد الوافي الفجيجي :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين، وخاتم النبيئين والمرسلين، محمد بن عبد الله العربي القرشي الأمي الذي آتاه الله القرآن والسنة فأخرج بهما الناس من الظلمات إلى النور، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ما توالت الليالي والدهور.
…ها نحن بفضل الله ومنّته نجتمع مرة أخرى في هذه القاعة العلمية الجميلة الجليلة، قاعة “نداء السلام – كلية الآداب بوجدة-” في إطار الملتقى الثاني لخدمة القرآن والسنة الذي وفق الله تعالى جمعية آل عبد الوافي الفيجيجي وشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بوجدة إلى التعاون عليه، فله الحمد كثيرا كثيرا على أن هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وزادنا من التعاون على خدمة القرآن العظيم والسنة المطهرة حتى يمضي الدين قدما في صراطه المستقيم قويا لا تضره السبل المنبثة على جوانبه في شيء.
أيها الإخوان والأخوات: لقد اختارت اللجنة المنظمة أن يكون موضوع هذا الملتقى هو: “السنة والسيرة نحو وعي صحيح وتفاعل حقيقي” ومن الواضح أنها قد أحسنت الاختيار، وذلك لما تواجهه السنة والسيرة بين الفينة والأخرى من معالجات مغرضة من جهة، ولما يلاحظ من قلة تفاعل مجتمعنا المسلم تفاعلا حقيقيا إلى يومنا هذا مع سنة رسوله الكريم وسيرته المطهرة من جهة ثانية.
ولعلي لا أفشي سرا إذا أنا قلت بأن إدراك منظمي ملتقى خدمة القرآن والسنة لضرورة إيلاء العناية بالسنة إلى جانب العناية المحمودة التي يلقاها القرآن الكريم حاليا على صعيد التحفيظ خاصة قد جعلهم يعقدون العزم على التركيز في أعمال هذا الملتقى على السنة والسيرة، ولا غرو، فالسنة امتداد للقرآن لقوله عليه السلام: >ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه< وتفصيل لمجمله وتطبيق عملي له تطبيقا كليا، عبرت عنه أمنا عائشة رضي الله عنها حين قالت لمن سألها عن خلق الرسول: “كان خلقه القرآن”.
أيها الإخوان أيتها الأخوات، لعله ليس من التواضع في شيء إذا نحن قلنا عن ملتقانا المبارك هذا، ملتقى خدمة القرآن والسنة بأنه ما يزال محتاجا ليكون جديرا باسمه إلى جهود مضاعفة تعمل تنويع أنشطته في مضمار السنة والسيرة خاصة مثل إجراء المسابقات في تحفيظ الحديث وشرحه، والتأليف في رجاله وظواهره وقضاياه، وعليه، فإننا نناشد من هذا المنبر أساتذتنا الغيورين بأن يعنوا بهذا الملتقى المتواضع ما وسعتهم العناية بتوجيه مساره والمشاركة في أعماله حتى يساهم إلى جانب أمثاله من الملتقيات في خدمة القرآن والسنة ببلادنا.
وعلى هامش هذه الندوة أطلق د. عبد الوافي صرْخة يلفت من خلالها أنظار الرأي العام المحلي والإقليمي والوطني إلى الوضعية المزرية التي وصلت إليها مآثر مدينة فجيج التاريخية بسبب الإهمال الذي أصابها والتهميش الممنهج الذي يطبق في حقها.