فالعمل الصالح الخالص لوجه الله تعالى هو الذي يصعد إلى السماء {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}(فاطر : 10) لأن العمل الطيب يبقى ثابتا لذلك أمرنا تعالى كما أمر المرسلين بالصالحات في كل الأشياء سواء كانت دينية أم دنيوية فقال : {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}، والمؤمن لا يعمل إلا طيبا ولا يقول إلا خيرا لأنه مأمور بذلك {وقولو للناس حسنا} فلما أرسل تعالى نبيه موسى وأخاه هارون، إلى فرعون المتكبر أمرهما بطيب الكلام فقال {وفقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى}(طه : 43). والكلمة الطيبة صدقة كما قال ، إذن فالطيبات مع المؤمن في سائر أحواله، وخاصة في العبادات لأن الله لا يقبل منها إلا ما كان صالحا، فمثلا الحج لا يكون مبروراً إلا إذا توفرت فيه الشروط الأساسية ومصداق ذلك قوله إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز -يعني الركاب- فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور.
وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز، فنادى لبيك، ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام، وحجك مأزور غير مأجور.
لأن الله لا يقبل إلا طيبا.