إلى الذي وهب فكره للقرآن، فعاش بالقرآن للقرآن
إلى الذي منح حياته لبلده فعاش في بلده لبلده
إلى الداعية المجاهد، العالم المنافح، الواعظ المربي..
إلى الأخ العزيز، والصديق المخلص، الاستاذ الدكتور فريد الانصاري رحمه الله، أهدي هذه القصيدة تعبيرا عن مشاعر الحب وعزاء في المصاب.
تـوديـع عـالـم
دمـاء القلب تضطرب اضطرابا
وفي الأحشاء والانفـاس نارٌ
تجَهَّمتِ المنابر عابساتٍ
وفـي مكناسـة حُزنٌ عميـقٌ
على من مات داعية خطيبا
على مـن عاش للقرآن إِلْفـًا
ويجني من معارفـه ثمارا
ويَقْبــِسُ مـن لآلِئِـه شُعاعـا
ويغرف من منابعـه مَعِينـا
إلى من عاش للقرآن حَبْراً
إلـى من عاش للقـرآن طيرا
إلـى من عاش محبوبا عزيزا
وها الآلافُ قـد جاءت إليه
تقاطـرت الوفودُ إلى فريدٍ
وتَمَحضُــه المحبةَ والتحايا
ألا يامعشـر الأحبـاب إنـا
نـودع عالمـا حـُرا أَبــيّاً
نـودع عالمـا بطـلا غيورا
نـودع عالمــا شهمـا كريمـا
نـودع عالمـا فـذا فريـدا
نودع عالِمـاً يَقِظـاً دعـاه
وها نحن امتثلنا واستجبنا
فـإن عدنا وما معنا فريدٌ
وإن عدنا وما معـنا فريدٌ
فللرحمن أودعناك يـا من
وَهَوَّنَ مِـنْ مُصيبتـنا عزاء
عـزاء حائزٌ شرفا وأعطـى
üüüü
ودمع العين ينسكب انسكابا
كَمِثْـلِ المــاء ينساب انسيابا
ودُور العلم تكتئب اكتئابا
يُفَتـِّـتُ مـن فَداحَتـِـه الصِّلابا
يُفَتَّـح للهدى عشرين بابا
يـُرَوِّي من مناهله الصحابا
مباركة فيعصرها رُضابا
يزيـح به الغياهــب والضبابا
فيُحيي مـِنْ تَدَفُّقِــهِ اليَبَابَـا
يُفَسِّـرُهُ فيُسمعُنـا العُجابـا
يُغـرِّدُ فـوقَ أيكتـه العِذابـَا
يُسامِـقُ في مكانتـه السحابـا
وقد فُجعـت وعاينت المصابا
تُشَيِّعُــهُ وتلتهب التهابا
وتَرمُقُـه تكاشفه الحجابا
نودع عالما ولىَ وغابا
تُسَنَّـم في رسالتـه القِبَابـَـا
على الإسـلام عـاش له ثــيابا
إلى الأنصار ينتسب انتسابا
أديبا شاعـرا نجما شِهَابــَا
إلى اللـه المنـادي فاستجابـا
بأيدينا نُوارِيـه التُّرابـا
فعند الله يُحْتَسـَبُ احتسابـا
فللفردوس قد أخذ الرِّكَابـا
إلى الرحمن آثـرتَ اقترابا
توافدت الجمـوع لـه انكبابـا
أميـر المومنين بــه كتابا
د. محمد الروكي