لله درك أيها الشيخ، أي نوع من الرجال أنت، وإنما تحتاج الأمة إلى الرجال! وأي نوع من العظماء كنت، وما أشد حاجتنا إلى العظماء! وإنك لمن الرجال العظماء، إنك لقوي أمين كما عرفناك وعهدناك في مهمتك التي اختارها الله لك واختارك لها. نشأت في المسجد وتربيت فيه، وتعلمت وعلمت فيه، وجاهدت بنفسك ومالك ورابطت فيه إلى أن لبيت نداء ربك الكريم.
معذرة أيها الشيخ الوقور، فالحديث عنك تكتبه الدموع، وتخطه الآهات، بينما تعجز عنه الألفاظ والكلمات! هذه هي الحقيقة أيها السادة، فإن الرجل الذي رحل إلى الدار الآخرة، ونكتب عنه اليوم هذه الإشارات هو رجل من معدن خاص، رجل صنعه القرآن، واحتضنه المسجد، رجل من بقايا أولئك السلف الأخيار، ممن نقرأ عن جهادهم وتضحياتهم، وصدقهم وإخلاصهم في كتب التراجم. ولا نكاد نراهم في أرض الواقع إلا لماما.
نعم أيها السادة : إنه الشيخ، ذلك الرجل الذي حبّس نفسه على تحفيظ كتاب الله تعالى ونشره في الأمة من داخل مسجد قصر تغنجاوت بضواحي مدينة الريصاني مدة تزيد عن الواحد والستين عاما، لا يبغي بذلك أجرا ولا ثناء ولا ذكرا من إنسان، وإنما يطلب رضى ربه الكريم المنان.
ستون عاما وأكثر ظل الشيخ فيها مرابطا على ثغر من ثغور الأمة! ستون عاما وأكثر انقطع الشيخ فيها إلى الله انقطاعا كليا، لا هم له إلا تحفيظ القرآن وتعليمه لأبناء الأمة، لقد حبس نفسه على ذلك وليس له معين إلا الله، ولم يقف في وجهه شيء إلا تجاوزه وتحداه، وظل يؤدي رسالته في الأمة إلى أن جاء قدر الله الذي لا يرد، فترجل الشيخ عن صهوة جواده، وودع مسجده ومدرسته، ورحل إلى حيث الراحة والفوز بإذن الله تعالى .
أستسمحك ـ سيدي ـ في البوح بكلمات، وتسطير بعض الإشارات، عن حياتك وجهادك لعل فيها عبرة للمعتبرين، وذكراً للمتعظين، فأقول :
ولد الشيخ أيها السادة بقصر تغنجاوت بضواحي مدينة الريصاني عام 1355 (1936) وأصلهم من قصر “قدارة” الذي انتقل منه بعض أجدادهم إلى أولاد الوالي ومنه إلى تغنجاوت، وهو من أسرة معروفة بالصلاح، فأخوه عبد الرحمان كان من أهل القرآن، وأبوه محمد كان من أهل القرآن، وجده أو جد أبيه كان نائبا لشيخ الطريقة سيدي العربي الدرقاوي رحمهم الله جميعا.
اشتهر الشيخ من صغره باسم الشيخ، وبها عرف، وهي التي سجلت في وثائقه الرسمية وذلك تيمنا بجده الذي كان نائبا لشيخ الطريقة، وتفاؤلا بصلاحه في المستقبل، واسمه الحقيقي هو الصديق فهو الصديق بن محمد بن الصديق. غير أن اسم الصديق تم تجاوزه منذ أن كان الشيخ -رحمه الله- صغيرا، وحل اسم الشيخ محله لحكمة يعلمها الله.
بدأ الشيخ في حفظ القرآن الكريم فأتمه وأتقن حفظه ورسمه على يد الفقيه سيدي حسن الهلالي وسيدي محمد الحميداني، وانتقل لدراسة بعض علوم الشريعة فتنقل بين قصور تافلالت طالبا العلم من شيوخها الكبار، وعلمائها الأخيار، وكان من أبرزهم : سيدي المدني أبي عطاء الله بقصر أولاد جْميع، وسيدي عبد الرحمن الجعفري الهواري بقصر هوارة، وكانا عالمين مبرزين رحمها الله.
وكأن الشيخ رأى أن اسمه الجديد “الشيخ” يفرض عليه أن يقوم بواجب المشيخة فاتخذ قرار العمر مبكرا وعزم على تنفيذه، ولم يكن ذلك القرار سوى تحفيظ القرآن لأبناء الأمة طول حياته، وتحبيس نفسه على ذلك! وهكذا قفل عائدا إلى قصر تغنجاوت، وشرع في مساعدة شيخه سيدي الحاج محمد الحميداني الغرفي إلى أن توفي عام 1370 للهجرة، (1952م) فانطلق الشيخ ـ رحمه الله ـ يواصل المشوار بمفرده، واستمر يقرئ القرآن لأبناء الأمة من أهل تافلالت، ومن الوافدين من المناطق الأخرى، وما هو إلا زمن يسير حتى اشتهر اسمه وطارت شهرته وقصده الطلبة من كل مكان : من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
ومن حينها وهو يؤدي رسالته صابرا صامدا محتسبا إلى أن جاء الأجل المحتوم، ونزل قضاء الله، ووافته المنية فجر يوم الإثنين 25 محرم الحرام 1431 موافق 11/1/2010 . إنها أزيد من ستين عاما من الجهاد بالقرآن والرباط في سبيل القرآن.
برنامج الشيخ في التحفيظ :
تنطلق الدراسة قبل الفجر بحوالي ساعتين في الشتاء، والساعة في الصيف، حيث يوقظ الطلبة بنفسه لأنه خلال هذه المدة كلها كان ينام معهم في المسجد، فيتوضوؤن ويشرعون في “تكرار السور” بينما يشرع هو في التهجد، مع تفقد الطلبة من حين لآخر، ولم تكن صرامته الشديدة تدع لأي طالب مجالا للتفكير في الرجوع إلى النوم أو الاختباء في مكان ما، وكان في بعض الأحيان يقطع تهجده ويستدعي أحد الطلبة للاستظهار.
بعد صلاة الصبح يحضر جميع “المرتبين” لقراءة الحزب الراتب وبعد الانتهاء منه يعيدونه مع حزب المساء مع المستطاع من القواعد.
بعد ذلك ينتقل إلى “عرض الألواح” ثم الفتي والسلاكة…
وبعد الفطور ينطلق المرتبون في عملية حفظ الألواح إلى حدود الحادية عشر حيث يقوم الشيخ بتوزيع التمر عليهم بنفسه ثم تستمر عملية التحفيظ إلى الظهر.
وبعد الغذاء يعطي الخيرة للمرتبين في القراءة والنوم، مع إلزام الجميع بالشروع في الحفظ قبل العصر، وقبيل المغرب يوزع عليهم التمر بنفسه، أما بعد المغرب فإن الجميع يحضر قراءة الحزب الراتب، ثم يقومون بإعادته مع حزب الصباح مع المستطاع من القواعد، وبعد العشاء يكرر كل واحد بمفرده إلى حدود التاسعة ليلا، موعد قراءة الخمسة جماعة.
بعد الانتهاء من الخمسة يترك للطلبة حوالي نصف ساعة من الراحة، ثم يقوم ليلاعبهم ويمازحهم مع صرامته الشديدة. فقد كان يصارع بعضهم، ويسابق بعضهم، وفي منتصف الليل يُلزم الجميع بالنوم، ويمنعهم من القراءة منعا كليا.
ـ نظام الأكل : النظام الذي كان عند الشيخ رحمه الله هو نظام “الرتبة” المعروف بنواحي تافلالت، وهو أن كل واحد من السكان كان يحدد يوما في الأسبوع لإطعام العدد الذي يريد من المرتبين واحدا أو اثنين أو ثلاثة أو عشرة…. فطورا وغذاء وعشاء في منزله، وكان المرتبون موزعين بين سكان قصر تغنجاوت وأولاد سيدي إبراهيم وأولاد بوعلي. وكان الشيخ أكرمهم جميعا، فقد كان يوم الخميس خاصا به يطعم فيه جميع المرتبين ولو بلغوا ما بلغوا فطورا وغداء وعشاء.
من مناقبه رحمه الله
1) انقطاعه لتحفيظ القرآن الكريم : فقد ظل منقطعا لتحفيظ القرآن الكريم أكثر من واحد وستين عاما، إلى أن توفاه الله. لم يرحل من تافلالت مع الراحلين بسبب الجفاف، ولم يغير “الشرط” بسبب قلة ما يصل إليه من ذلك، ولم يتخل عن التحفيظ في الوقت الذي تخلى فيه الآخرون في أغلب القصور المحيطة به عن ذلك، والتي صارت خرابا من القرآن بعد أن كانت عامرة يضرب بها المثل كما هو الحال في الغرفة وتابوعصامت… وظل يتحدى الصعاب، ويبكي على ربه، في صمت عجيب ونكران ذات غريب.
2) رباطه في المسجد مع المرتبين : وهذه منقبة عظيمة أدركنا عليها الشيخ رحمه الله، وعرفناه بها، فقد كان يظل نهاره بين المرتبين، ويبيت ليله بينهم، وكان كثيرا ما يأكل معهم ـ وكان قليل الأكل ـ، وما زال على هذه الحال يقضي ليله ونهاره في المسجد، فراشه بين طلبته إلى أن توفاه الله تعالى.
3) زهده في الدنيا : فقد كان رحمه الله زاهدا في الدنيا إلى حد لم أره لغيره، كان له بيت متواضع، هش البنيان، متصدع الأركان، قليل الأثاث… مع قدرته على إصلاحه وتحسينه وتجميله، ولكنه كان يرى أن أهل القرآن أولى بأن يصرف عليهم ذلك المال الذي ينفق في الإصلاح، ولسان حاله يقول : “زريبة تْبَلَّغ لاخْرَة”.
ومن عجيب أمره في الزهد أنه كان يبدأ في غدائه أو عشائه بما سقط من أيدي المرتبين وهم يأكلون على المائدة، وربما اكتفى بذلك الفُتات، خصوصا وأنه كان قليل الأكل رحمه الله.
ومن غريب زهده أنه كان لا يُعْطَى شيئا إلا أنفقه على المرتبين أو تصدق به على المحتاجين. جاءه شخص يوما وأعطاه شيكا بنكيا، فأخذه وظل ما سكا له في يده، ودون أن يهتم بالنظر فيه لمعرفة قدر المال الذي يحمله، وبعد دقائق جاءه شخص يطلب منه أن يتوسط له عند بعض الأغنياء ليسلفوه قدرا من المال ـ وقد كانت له رحمه الله مكانة خاصة بين الناس ـ فأعطاه الشيك، وبعد لحظات عاد إليه الشخص بخمسين ألف درهم يرجف بها فؤاده، وترتعد فرائصه، فقال له الشيخ وهو يبتسم : اذهب، فذلك رزق ساقه الله إليك.
4) نفقته على أهل القرآن : كان للشيخ رحمه الله بعض النخيل وبستان يزرعه فكان كلما جذ التمر أو حصد الزرع وضع المحصول كله في المسجد للمرتبين، ولم يذهب لبيته من ذلك بشيء، وما أُعْطِي عطية، ولا أهديت له هدية إلا وضعها في المسجد للمرتبين رحمه الله، وكان يو م الخميس خاصا به يطعم فيه جميع المرتبين فطورا وغداء وعشاء على عادة أهل بلده سجلماسة في ذلك وكان كثيرا ما ينفرد بنفسه، ويبكي على ربه إذا لم يجد طلبته من الطعام ما يكفيهم، وقد كان شظف العيش ميزتهم.
5) الصوام القوام : كان رحمه الله مواظبا على صيام الإثنين والخميس والأيام التي حض الشرع على صيامها كعرفة وعاشوراء، كما كان حريصا على التهجد وقيام الليل، لم يترك ذلك في صيف ولا شتاء رحمه الله.
أما قراءة القرآن فتلك صفته التي بها عرف، وميزته التي بها اشتهر.
6) حزمه وصرامته : كان رحمه الله حازما جدا، وصارماجدا، يهابه الرجال والنساء، لا يفرق في التأديب بين صغير وكبير، وكانت >بَلْغَتُه< كافية لزرع الرهبة في نفوس طلبته، ولم يكن يسمح للمرتبين بالنوم أكثر من ثلاث ساعات ليلا. وكان لا يخاف في الله لومة لائم، إذا ظهر له الحق واقتنع به فعله ولو اجتمعت الدنيا على مخالفته رحمه الله.
وكان لا يتتلمذ على يديه إلا نجباء الطلبة وخاصتهم لما عرف به رحمه الله من صرامة شديدة، لا يتحملها إلا الصادقون في طلب العلم حقا، وإلى جانب حزمه كان رحيما عطوفا عليهم ويعتبرهم جزءا من لحمه ودمه، فيلاعبهم ويمازحهم إذا شبعوا، ويبكي لحالهم إذا جاعوا.
طـلبـتـه :
قرأ على الشيخ رحمه الله من الخلائق خلائق، لايستيطع إحصاءهم محص، ولا يقدر على عدهم عاد، غير أن المؤكد أنهم بالآلاف، يقدر الحفظة منهم بما يقارب خمسة آلاف حافظ، وهذا على وجه التقريب، والله أعلم. فقد سألته عن ذلك مرة فما استطاع أن يقدر رحمه الله، لأن العدد لم يكن يهمه في شيء، وما يضره جهل عددهم والله تعالى يعلمهم، والمؤكد أيضا أنهم منتشرون في جهات المغرب المختلفة، ومناطقه المتعددة.
تـكـريـمــه :
التفتت إليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فكرمته في ليلة القرآن في شهر رمضان من عام 1427هـ، اعترافا بجهوده في خدمة كتاب الله تعالى.
وفي سنة 2007/1428 قدم بعض محبيه ملف ترشيحه لنيل جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية، فرع المردودية، ففاز بها على المستوى الوطني من دون منازع وتم تكريمه، وتسلم جائزته من يد أمير المؤمنين في ذكرى عيد العرش لعام 2007م.
أقوال بعض العلماء فيه :
- قال الشيخ سيدي عبد الله بن المدني أبي عطاء الله(عضو المجلس العلمي لبني ملال) :
>حرم نفسه رحمه الله من كل لذات الدنيا، ولم تكن له إلا لذة واحدة، كانت في القرآن الذي لم يكن يفارقه تلاوة وتربية وتعليما، وقد عاشرته عقودا من الزمن وكانت همته نادرة في الناس منذ أن كان شابا يافعا، كان يجمع بين طلب العلم وتعليمه، إنه الرجل الذي كان لا يعرف فراش النوم، كان فراشه مسجده.. لا تجده نائما كما ينام الناس، ولا مستريحا كما يستريح الناس، ينام قاعدا أو متربعا أو مضطجعا نومة خفيفة، لا فراش ولا غطاء ثم يقوم فزعا كأن صارخا يصرخ به : قم، إنه صارخ إحياء هذه الأمة.. كان يسمعه الشيخ فلا يطيب له نوم.. إنه ممن يصدق فيهم القول : رجل ذو همة، يحيي الله به أمة، رجل مقعد ولا يبرح مدرسته لأن قلبه ليس مقعدا، إنه رجل لم يشخ قلبه في يوم من الأيام، ولم يهرم فكره في يوم من الأيام، ظل ثابت القلب والعقل، لم يفكر يوما في جسمه، وإنما كان يفكر في همه وهدفه الذي هو القرآن، كان يريد أجيالا من أهل القرآن، تتحرك بالقرآن، ومن الوفاء له أن نأخذ المشعل بعد رحيله، كان الرجل رحمه الله صادقا مع الله، وجمع همه وشمله كله على شيء واحد هو القرآن، وظل متمسكا به إلى آخر لحظة من حياته رحمه الله، ومثله في الأمة قليل<.
- الأستاذ محمد المغراوي رئيس المجلس العلمي لابن سليمان :
>كان الشيخ علما من أعلام القرآن الكريم، عفيفا ورعا زاهدا في أمور الدنيا، أعرفه جيدا لأنه خالي : ولا تساوي الدنيا عنده شيئا، نذر نفسه لكتاب الله وهيأ نفسه للآخرة، فقد كان من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، وكل ما كان ياتيه من هباتٍ ومنح كان يخصصه لمدرسته القرآنية نفقةً على طلبته، كان يختم القرآن في المسجد الحرام في يومه في العمرة، لأنه لم يكن يخرج من المسجد لشيء، حتى الوضوء ما كان يزيد على مرة واحدة في اليوم لقلة أكله رحمه الله، كان لا يفتر عن ذكر الله، وفي لحظاته الأخيرة وأنا أودعه في ساعات الاحتضار الأخيرة كان لسانه لا يفتر عن ذكر الله<.
- الأستاذ ادريس مولودي رئيس المجلس العلمي المحلي بالرشيدية :
>كان الشيخ رحمه الله علما كبيرا من أعلام سجلماسة وسارية عظيمة من سواريها، وبرجا عاليا من أبراجها<.
جــنــازتــه
توفي الشيخ رحمه الله صبيحة يوم الإثنين 25 محرم الحرام 1431هـ (2010/1/11) وحضر جنازته خلق عظيم، سالت دموعهم واعتصر الألم قلوبهم، وصُلي عليه بعد صلاة العصر بفضاء البلدة بعد أن ضاق مسجدها، كما ضاقت مدرستها القرآنية عن ذلك الحشد المهيب، والجمع الكبير الذي حضر لتوديعه، ودفن رحمه الله بقصر تغنجاوت حيث ولد وعاش، وعلَّم كتاب ربه طيلة عمره.
وبعد فقد بكت سجلماسة قطبا آخر من أقطابها، وعلما كبيرا من أعلامها، ورجلا من الصادقين فيها -وهي التي لم يجف دمعها بعد من تشييع فريدها- إنه شيخها ومحفظ القرآن لأجيالها، سيدي الشيخ الخالدي رحمه الله.
وإننا ونحن نودع الشيخ نقول : إن له علينا دينا في مواصلة المشوار، ونشر القرآن فإن سجلماسة عرفت يوم عرفت بالقرآن، وإذا مات فينا الشيخ فإن تضافر جهودنا سيمكن -بتوفيق الله- من إيجاد أكثر من شيخ على منهاج الشيخ، ويستمر فينا القرآن، فتستمر الحياة.
فاللهم ارحم الشيخ برحمتك، وأسكنه فسيح جناتك، وانفعه بما قدم خدمة لكتابك، فإن القرآن شغله عن نفسه وأهل بيته، وإن القرآن كان همه بالليل وشغله بالنهار، فاللهم ارفعه وانفعه بالقرآن، واجعله في أعلى درجات الجنان مع السفرة الكرام البررة، فقد كان ماهرا بالقرآن، برحمتك يا أرحم الرحمين.
أما أنت -سيدي- الشيخ، فنم قرير العين، فقد أديت ما عليك، وإنا من بعدك كما قد عهدت، وإلى الملتقى، هناك حيث أنت في رحمة ربك، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأنتم السابقون ونحن اللاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.
ذ. امحمد العمرواي