إلى استلهام أخلاقه في التربية الصحيحة ومحاربة كل أشكال الشذوذ والغلو والعنف
في إطار الملتقى الجهوي الثامن للسيرة النبوية وفي إطار أنشطته الثقافية؛ نظم معهد الإمام نافع الخاص للتعليم العتيق وفروعه بطنجة -بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة، والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة طنجة تطوان الحسيمة، يومي 8-9 ربيع الثاني 1438ه الموافق لـ 7-8 يناير 2017م ندوة وطنية في موضوع “التراحم والتكافل في السيرة النبوية وأثرهما في حياة الصحابة رضي الله عنهم” تحت شعار “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
وقد انتظمت المدارسات في أربع جلسات علمية مع جلستين: افتتاحية وختامية.
الجلسة الافتتاحية: تناوب على إلقاء كلماتها كل من الدكتور محمد السعيدي المدير العام لمعهد الإمام نافع الخاص للتعليم العتيق وفروعه بطنجة، والدكتور محمد كنون الحسني رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة، والدكتور السعيد الحراق المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة طنجة تطوان الحسيمة.
- الجلسة العلمية الأولى قدم ورقتها الدكتور محمد الروكي في موضوع: “التراحم والتكافل الاجتماعي في سيرة النبي قبل البعثة”.
- الجلسة الثانية تناول فيها الدكتور إدريس حنفي موضوع: “التراحم والتكافل الاجتماعي في سيرة النبي بعد البعثة في مكة”.
- الجلسة الثالثة قدم ورقتها الدكتور عبد الرزاق الصبيحي في موضوع: “التشريع المؤسس للتكافل الاجتماعي في المرحلة المدنية من سيرة النبي تأصيلا وتنزيلا”.
- الجلسة الرابعة قدم ورقتها الدكتور عبد الله البخاري في موضوع: “رحمة النبي لغير المسلمين تأصيلا وتنزيلا”.
ثم الجلسة الختامية.
وقد تضمنت كلمات الجلسة الافتتاحية والتقرير الختامي الإشادة بأهمية الندوة ورهاناتها التربوية ومدى الحاجة إليها في التنمية الثقافية والاجتماعية من خلال استجلاء خلق التراحم والتكافل في سيرة المصطفى قبل البعثة وبعدها وأثر ذلك في صحابته الكرام في مختلف جوانب الحياة الخاصة والعامة، وقيمة ذلك في تربية أبنائنا و إصلاح مجتمعاتنا المعاصرة، ودفع كثير من مخاطر الانحراف الفكري والعقدي والشذوذ، وأثره في الاعتزاز بمقومات الهوية المغربية وثوابتها الإسلامية التي تميزت حضاريا وثقافيا بمحبة رسول الله والاهتمام بسيرته تأليفا وتدريسا واقتداء والاعتزاز بذلك.
كما دعا البيان الختامي إلى ضرورة استحضار خلق التراحم والتكافل وكل الأخلاق الاجتماعية من تآزر وتعاون في المناهج الدراسية والبرامج الإعلامية لأنه مدخل سليم لتربية الناشئة تربية سليمة قويمة، وإشاعة قيم التراحم الاجتماعي، كما شدد التقرير على ضرورة الاقتداء برسول الله ووزن السلوكات والتصرفات بأخلاقه معتبرا «كل تصرف من تصرفات المسلمين اليوم إذا لم يكن مبنيا على التراحم والتكافل فهو مناقض للأصول ومخالف لما بعث من أجله الرسول ولا يصدر إلا عن حقود أو جهول لا تقره العقول السليمة ولا الفطر القويمة، فهو أولى بالإنكار، وأدعى للتعاون على محاصرته من الانتشار».
كما أكد البيان أهمية مدارسة السيرة النبوية واعتبارها تقليدا مغربيا تاريخيا والاعتزاز به مع الإشادة بالتجربة المغربية الرائدة في إبداع أشكال من التكافل والتراحم كان لها أثرها الفعال في توجيه البلاد نحو التفاعل الإيجابي داخليا وخارجيا.
وقد شهدت الندوة حضورا قويا للمهتمين من الطلبة والأساتذة وشهدت تفاعلا إيجابيا مع المحاضرات العلمية التي وجهت الشباب إلى أهمية كيفية تنزيل سيرة رسول الله وكيفية التخلق بأخلاقه الإنسانية العظيمة في التراحم والتكافل ونبذ كل أشكال الغلو والعنف والأنانية والفقر التي تعاني منها مجتمعاتنا ويقع ضحيتها كثير من أبنائنا.