انتقل إلى رحمة الله مساء يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2016 الداعية محمد الإدريسي بخات، بعد معاناة طويلة من أمراض متعددة لم ينفع معها العلاج. وصلي عليه بعد ظهر يوم الأربعاء 12 أكتوبر 2016 بمسجد حي الجامعي مولاي اسماعيل بحي القبيبات بالرباط.
الداعية محمد الإدريسي بخات من مواليد 1945 بالرباط، تتلمذ بعدة كتاتيب قرآنية لحفظ القرآن الكريم، ثم انتقل للدراسة بالتعليم الابتدائي بفرع مدارس محمد الخامس بالعكاري، حيث الشهادة الابتدائية المزدوجة والحرة، وانتقل بعد ذلك إلى ثانوية مولاي يوسف.
التحق بالمعهد المصري بالدار البيضاء لدراسة اللغة العربية، وحصل على الشهادة الإعدادية، ثم انتقل إلى معهد المغرب الكبير بالرباط. الذي حل محل المعهد المصري، لكنه انقطع بعد ذلك عن الدراسة النظامية، وتفرغ للدراسة العصامية من خلال لقاء المشايخ والمطالعة في الكتب.
مساره الدعوي:
تتلمذ الداعية بخات على يد الشيخ الدكتور فريد العراقي، الذي كان أستاذا في مادة الفزياء والكيمياء بثانوية محمد الخامس بسلا. كما شجعه العراقي على الوعظ والإرشاد وإلقاء الدروس الدعوية وعمره لم يكن يتجاوز ثمانية عشر سنة. ألقى أول درس في مسجد بحي العكاري في سنة 1963، ثم مسجد عمر السقاف بديور الجامع.
كان الراحل يملك رصيدا مهما في الثقافة الشرعية الإسلامية، ونشرت له العديد من المقالات الفكرية والدعوية في منابر مصرية وتونسية ومغربية منذ سنة 1962.
وفي سنة 1974 بدأ يكتب بمجلة دعوة الحق التي تصدرها لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.
جمعية الدراسات الإسلامية:
خلال عام 1973، بدأ الراحل بخات مع مجموعة من العلماء والدعاة (عبد الله اكديرة، عبد الرحمان شتور، محمد العربي الناصر، الدكتور المهدي بن عبود..) ينظمون أنشطة دعوية وثقافية بدار الشباب بحي مدغشقر بالرباط. كما عملت جمعية الدراسات الإسلامية التي كان يرأسها بخات على تأطير دروس بالمسجد الصغير الذي كان يعرف بمسجد بخات (يعرف اليوم بمسجد الهدى).
الابتلاء:
لم يستمر عمل جمعية الدراسات الإسلامية إلا ثلاث سنوات بسب ما تعرض له بخات رفقة مجموع من رفاقه إلى الاعتقال.
في يونيو من عام 1976 اعتقل بخات وتعرض إلى مختلف أنواع التعذيب إلى أن أطلق سراحه بعد 12 يوما من الاعتقال.
هذا الابتلاء سيدفع المكتب المسير لجمعية الدراسات الإسلامية إلى حلها.
عطاء دعوي لم ينبض:
لم يتوقف نشاط بخات الدعوي بتوقف عمل الجمعية. ففي سنة 1979, اتصل بناظر الأوقاف، الذي رخص له بالقيام بالوعظ والإرشاد متطوعا بمسجد الأزرق بالقبيبات بالرباط، إلى سنة 1981، حيث سيصبح خطيبا، بصفة رسمية، بمسجد الحي الجامعي في السويسي ثم خطيبا بمسجد حي الجامعي مولاي اسماعيل.
كان الراحل مهموما بالدعوة، حيث حرص على إلقاء الدروس بالمساجد وإرشاد المصلين حتى ابتلاه الله بأمراض أقعدته عن الخطابة.