عشت ست سنوات في لبنان وسوريا ومصر وللشباب العربي اهتمام كبير بالقضية الفلسطينية، وحتى يتشتت الصف العربي عزلوا الدين والعقائد عن ميدان المعركة مع أن اليهود كانت عقيدتهم راسخة وقوية ومتحكمة باستثناء بعض الفرق.
وما زلت أذكر كلمة قالها لي بعض الإخوة الفلسطينيين وكان يجتاز الحدود إلى الأردن حتى تعود الحراس اليهود عليه فلم يعودوا يفتشونه لصدقه وذات يوم أسر إليه بعض الحراس بأن أحد كبار الربيين قال لهم إن المتدينين من العرب وهؤلاء أصحاب اللحى الطويلة هم الذين سيخرجوننا من فلسطين.. وقد شاهدنا هذه السنوات الحضور القوي واللهجة الصادقة والعزم الصارم في ميدان الجهاد الفلسطيني.. إن حماس أحيت القضية الفلسطينية بعد سلسلة من المؤامرات الداخلية والمتاجرة بها حتى ظُنَّ أن اليأس قد تسرب إلى القلوب لكن الله يقول : {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.
إن كل قضية وراءها عقيدة راسخة وتديرها أيدي متوضئة وعقول نيرة مآلها الفوز والنجاح والنصر والفلاح. وما النصر إلا من عند الله.
أ.د. عبد السلام الهراس