أدانت الولايات المتحدة كلا من روسيا والصين إثر استخدامهما لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد القرار الذي يدين النظام السوري لقمعه للمحتجين وللمجازر الفظيعة التي يرتكبها على مسمع ومرأى من العالم. وبهذا الخصوص قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة Susan Rice : “إن من يعارض قرارا مثل هذا إنما يعطي دعما للنظام السوري” والتي وصفته ب”الوحشي” واتهمته بارتكاب “أعمال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.
كما أضافت : “بأن روسيا والصين تستخدمان حيلا رخيصة لبيع السلاح لسوريا”. أما المبرر الواهي التي تعطيه كل من روسيا والصين فهو أن التدخل في القضية إنما هو تدخل في القضايا السورية الداخلية وهو الأمر الذي سوف يعقد الأزمة الراهنة بدلا من إنهائها، كما أن هذا الأمر يتعارض مع مبدأ “حل النزاعات الدولية عبر الحوار”؟
عذر أفظع من زلة! فكيف تُغمض لهؤلاء الشيوعيين القدامى الذين علاهم تراب جدار برلين، كيف تغمض لهم أجفان وعيون وهم يشاهدون على شاشات العالم المذابح والمجازر الفظيعة التي يقيمها النظام السوري ضد متظاهرين عزل وعلى مدى أزيد من سبعة أشهر : رجال محترمون يُسحلون في الشوارع وهم شبه عراة، نساء وفتيات حرائر يغتصبن أمام ذويهم. شباب تقطع أعضاؤهم التناسلية كما حدث للطفل (الخطيب) منذ أسابيع أو تقطيع حناجرهم كما حدث للمغني الشعبي (فاشوش). أو الاعتداء بالضرب والإهانة كما حدث لوالدي الموسيقار العالمي الأمريكي الجنسية والسوري الأصل… ناهيك عن رفس الشباب وإرغامهم على السجود على صور الأسد والإشراك بالله بإرغامهم على قول “لإ إله إلا الأسد” أعوذ بالله.
كيف يجرؤ هؤلاء وأزلامهم في عالمنا العربي والإسلامي على إغماض عيونهم عن كل هذه الفظاعات والجرائم التي لم يقم بها حتى الصهاينة ولا حتى هولاكو؟؟
هذا وقد بدأت الانشقاقات تتوالى في صفوف الجيش والضباط السوريين. وفي هذا الإطار، ظهر المنشق السوري العقيد (رياض الأسعد) مؤخرا في تركيا حيث صرح للصحافة بأنه موجود في تركيا في أمن وأمان، وأنه بصدد إنشاء “الجيش السوري الحر” كما نفى شائعات اعتقاله كانت قد روجت لها الأبواق الإعلامية للنظام. وأضاف الضابط المنشق بأن النظام السوري “شن عملية وحشية في الرستن بمحافظة حمص للعثور علي واعتقالي وادعى بأنه اعتقلني في نهاية العملية وهذه الأخبار تهدف إلى إحباط الشعب السوري” كما اتهم الأسعد النظام السوري بالكذب والدجل وقال : “إنه يقتل الشخصيات الدينية ويلوم الأبرياء على ذلك. فالنظام هو الذي قتل نجل المفتي أحمد حسون ولكن يلام أشخاص أبرياء على ذلك!! وفي نهاية تصريحه لوكالة الأناضول دعا الأسعد الشعب السوري إلى الإبقاء على معنوياته المرتفعة، وبشرهم بقوله : “سندخل سوريا قريبا بإذن الله وسندمر النظام السوري”.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن عدد الضباط والجنود المنشقين عن النظام فاق 10.000 رجل، والعديد ممن لم ينشقوا بعد إنما يخشون من انتقام النظام في حق ذويهم وعائلاتهم.
وفي الميدان بدأت كتائب الجيش السوري الحر تحقق العديد من الانتصارات في العديد من المدن والقرى السورية دفاعا على الحرائر والشيوخ والأطفال الأبرياء. وتعتمد هذه الكتائب الشجاعة أسلوب الكمائن وحرب العصابات في مواجهة جيش النظام المدجج حتى الأسنان بالأسلحة الروسية والصينية وحتى الإسرائيلية.. فقد قامت كتيبة “الله أكبر” في البوكمال يوم الجمعة الماضي بعملية نوعية دفاعا عن حرائر حمص والرستن كما تواصل كتيبة “خالد بن الوليد دحرها” لفلول النظام وشبيحته الخبيثة في الرستن، كما تمكنت كتيبة “الفاشوش” من تصيد فلول النظام في كمين في حماة. ونفس الشيء تقوم به “كتيبة أبو الفداء” و”أبوعبيدة بن الجراح في ريف دمشق.
هذا ولا زالت وتيرة الانشقاقات في الجيش السوري في تصاعد مما ينذر ببداية مرحلة جديدة للثورة في سوريا مرحلة مفصلية في التاريخ الحديث لسوريا بإذن الله. {ويومئذ يفرح المومنون بنصر الله} وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ. عبد القادر لوكيلي