يمضي الحول ويأتي الحول، وينقضي رمضان ويتكون رمضان، وإعلامنا المرئي لا يغير من ثوبه، تتمطى التفاهة في الشهر الفضيل لابسة أبهى حللها، ويطلع علينا كل نكرة محاولا أن يستل من شفاهنا المرتجفة ضحكة بليدة عديمة المعنى والإحساس، وإذا كان شعبان توطئة لرمضان كما تعلمنا من سيرة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث كان أجود بالخير وأكثر صياما في هذا الشهر، كان إعلامنا أشد حرصا على تفريغ شعبان من فضائله، من خلال تهيئتنا لاستقبال رمضان على طريقته المعهودة، تجوال في الأسواق لطمأنة الصائمين بوفرة ما لذ وطاب من الأطعمة، وعرضه لملخصات ما سيبثه من إسفاف وابتذال لا يعظم حرمة هذا الشهر الأبرك، مسلسلات تركية أردأ من الرداءة، وأفرغ من الفراغ قبيل الإفطار، وما يكاد المرء يقطع صيامه حتى تنهال عليه موجة من «السيتكومات» السخيفة والمسلسلات التي لا تمت لهذا الشعب النبيل بصلة… الغائب الكبير في إعلامنا خلال هذا الشهر الكريم، هو كتاب الله عز وجل، فباستثناء الدروس الحسنية التي دأب عليها أمير بواسطة نخبة من علماء الأمة، وبعض الشذرات المتطايرة من أدعية ومسيرة قرآنية، نجد أكثر من سبعين في المائة من برامج فتوانا تسبح في التيه والضياع وتسعى لتفريغ رمضان من نفحاته الطيبة… أين أصحاب القرار؟؟، أين الحكومة المسؤولة عن إعلامنا الرسمي؟؟ بل أين الإنسان المغربي الذي سرقوا منه حلية هذا الشهر الفضيل أين.. وأين.. وأين؟؟… ليكن شعارك أيها المؤمن خلال موسم الخيرات: لكم إعلامكم ولي قرآني.
ذ: أحمد الأشهب