في الخوف والخشية من الله قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} قال صلى الله عليه وسلم : ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع)، وفي رواية قال: ((حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله). قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية) وقال صلى الله عليه وسلم: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله) قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا : ((وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين: إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة) رواه أبن حبان في صحيحه. قال الإمام أحمد: هذا يدل على أن كل من كان بالله أعرف كان منه أخوف قال أبو حفص: الخوف سراج في القلب به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه قال أبو سليمان الداراني: ما فارق الخوف قلبا إلا خرب. وقال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها. قال الفضيل: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد. وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يَزُلْ عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق. وقال أبو حفص: الخوف سوط الله، يقّوم به الشاردين عن بابه. قال شيخ الإسلام ابن تيميه: الخوف المحمود: هو ما حجزك عن محارم الله وهذا الخوف من أجلّ منازل السير إلى الله وأنفعها للقلب وهو فرض على كل أحد. قال ابن القيِّم رحمه الله: “القلب في سيره إلى الله بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيِّد الطيران، ومتى قُطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر”. أ. هـ
> تهذيب مدارج السالكين 272. من هدي النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، اِحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان)(رواه مسلم). خمس وصــايــا عن وبرة السلمي عن مجاهد قال: أوصاني ابن عباس بخمس لهن أحسن من الدرهم الموقوف ومن الذهب الموصوف قال: لا تتكلمن فيما لا يعنيك فإنه أقرب لك من السلامة ولا آمن عليك الخطأ. ولا تتكلمن فيما يعنيك حتى ترى له موضعاً، فربّ متكلم فيما يعنيه قد وضعه في غير موضعه فلقي عنتاً. ولا تمارين حليماً ولاسفيهاً أما الحليم فيقليك وأما السفيه فيؤذيك. واخلف أخاك إذا غاب عنك بمثل ماتحب أن يخلفك به إذا غبت عنه واعفه مما تحب أن يعفيك منه. واعمل بعمل رجل يعلم أنه مكافأ بالإحسان مأخوذ بالإساءة،
> قوت القلوب من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة عن عمار بن ياسر-رضي الله عنهما-قال كان مما يدعو به صلى الله عليه وسلم : ((اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْينِي مَا عَلِمْتَ الْحَياةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي، اللَّهُمَّ وَأَسْألُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ و العدل (وفي رواية: الحكم) فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لاَ يَنْفَدُ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ{لا تنفد و } لاَ تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ المَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةِ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَأَسْأَلَكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غيرِ ضَرَّاءٍ مُضِّرَةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإيِمَانِ وَاجْعَلنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ “.
> صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم “للإمام الألباني رحمه الله”. الصياد والقبرة قال الشعبي أخبرت أن رجلاً صاد قبرة فلما صارت في يده قالت ما تريد أن تصنع بي قال أذبحك وآكلك قالت ما أشفي من مرض ولا أشبع من جوع، ولكن أعلمك ثلاث خصال خير لك من أكلي إما واحدة أعلمك وأنا في يدك والثانية على الشجرة والثالثة على الجبل فقال هات الواحدة، قالت : لا تلهفن على ما فاتك قال فلما صارت على الشجرة قال لها : هات الثانية، قالت له لا تصدق بما لا يكون أن يكون، فلما صارت على الجبل. قالت له : يا شقي لو ذبحتني أخرجتَ من حوصلتي ذرتين في كل واحدة عشرون مثقالاً، قال :فعض على شفتيه وتلهف ثم قال لها: هات الثالثة قالت أنت قد نسيت اثنين فكيف أحدثك بالثالثة، ألم أقل لك لا تلهفن على ما فاتك ولا تصدق بما لا يكون أن يكون؛ أنا وريشي ولحمي لا أكون عشرين مثقالاً قال : وطارت فذهبت. > كتاب الأذكياء لابن الجوزي من روائع التوقيعات(1)
1- وقع أبو جعفر المنصور في شكوى قوم من عاملهم: كما تكونوا يؤمَّر عليكم(2).
2- وكتب إليه صاحبُ مِصْر بنُقْصان النيل فوقع: طهِّر عسكرك من الفساد يعطِكَ النيلُ القياد(3).
3- ووقع على كتاب لعامله على حِمص و قد كثُر فيه الخطأ: استبدِل بكاتبك، وإلا استُبْدِل بك(4).
4- وكتب إِليه صاحب الهند أن جُنْدًا شغبوا عليه(5) و كَسروا أقْفال بيت المال، فَوقَّع: لو عدلْت لَمْ يشْغبُوا ولو وفَيْت لَمْ ينتهِبُوا( 6).
5- ووقع هارون الرشيد إلى صاحب خراسان: داوِ جُرْحك لا يتسع.
6- ووقع في قصة البرامكة(7): أنبتتهم الطاعة، وحصدتْهُم المعصية.
—–
(1) التوقيع: رأى الحاكم يكتبه على ما يعرض عليه من شئون الدولة.
(2) مره عليهم: جعله أميرا.
(3) القياد : حبل يقاد به.
(4) أي اتخذ مكان كاتبك كاتبا آخر، و الا أقيم مكانك عامل آخر.
(5) الشغب: تهييج الشر.
(6) الانتهاب : النهب و الأخذ.
(7) البرامكة، هم أسرة، وصلت إلى أعلى قمة المجد والثراء، فكان منها الوزراء والحكام ورؤساء البلاط، في عهد الخليفة هارون الرشيد، وأصل هذه الأسرة من بلاد فارس، استطاعت بدهائها، وعدل هارون، أن تصل إلى بلاط الرشيد، وأن تكون الآمرة الناهية في تصريف الكثير من أمور الدولة. ولما استقر بهم الحال أخذتهم جذوة الحكم، وثارت في نفوسهم بذور الشر، فجاروا في الحكم، وطمعوا في السلطة، وظلموا الرعية عليها، فسارع الرشيد إلى القضاء على هذه الأسرة .
عَدَمُ المجد حيث عَدَمُ المال: كان طلحة ] يقول: اللهم ارزقني مجداً ومالاً، فلا يصلح المجد إلا بالمال، ولا يصلح المال إلا بالأفعال. وقد أخذ هذا المعنى: فلا مجد في الدنيا لمن قلّ ماله ولا مال في الدنيا لمن قلّ مجده هرم بن عمير التغلبي: إني امرؤ هدم الأقتار مأثـرتـي وأجتاح ما ثبت الأيام من خطري أرومة عطّلتني من مكارمـهـا كالقوس عطّلها الرامي من الوتر ومما يناقض هذا الباب قول جرثومة بن مالك: فتى إن تجده معوزاً من تـلاده فليس من الرأي الأصيل بمعوز الأحنف: وإن المروءة لا تستطاع لمن لم يكن ماله فاضلاً
> من كتاب محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني من مواعظ الجنيد البغدادي رضي الله عنه