«ألا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» حديث شريف (1).
الضغينة وعدم سلامة الصدر سبب مآسي الأمة، وسبب خراب العمران.. أنا أختلف معك فذلك أمر مقبول وداخل في باب التدافع والتمكين للأفكار، لكن أن أكرهك لجنسك أو لونك، أو عقيدتك من غير أن أمنح لنفسي فرصة التعرف عليك وعلى ما يحيط بحياتك كإنسان يقتسم معي هذا الكون الفسيح، الذي أوجده الله عز وجل ليسع اختلافاتنا، فذلك يحتاج منا قلبا مرهفا بالإحساس وبحب الحياة تجاه الآخر…
هناك أغنية أمريكية قديمة تقول : كل الأشياء الجميلة في هذا الكون مجانية، فالقمر جميل والنظر إليه يكون مجانيا، والحب إحساس جميل ولا يحتاج منا سوى قلب سليم ينبض بالمحبة..
إن القلب السليم من الأسقام الحضارية، ينظر إلى كل شيء خلقه الله عز وجل بعين الرضى، والبهجة، في حين أن من في قلبه دخن لا يرى إلا الجوانب السلبية في هذا الكون !
وترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى الندى فوقها إكليلا(2)
فالكراهية والحسد والتذمر تجعلنا لا نرى من جمال الوردة إلا شوكها، ومن سكينة الليل وروعتها سوى الظلام الدامس، فنلعن العتمة بدل أن نوقد شمعة.. يقول الحق سبحانه {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}. هكذا وصف الرحمان سبحانه نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، بالقلب الطافح بالمحبة واللين ورحابة الصدر، فأين نحن من ذلك؟!
——-
1 – رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
2 – من قصيدة «أيها الشاكي» لإيليا أبو ماضي.
ذ: أحمد الأشهب