وثيرة جهنمية هذه التي تركض بعربة المسلمين إلى الهاوية وجيش عملاق من الكومبارس يشكلون مرتزقة القوى الخفية المجندة لجعل الناس ينفرون من الإسلام، وإلا فكيف يمكن على سبيل المثال لأي مسلم يقرأ عن أبجديات المنظومة الإسلامية الرحيمة ويدعي عشقه لشخص النبي محمد ، أن يذبح شخصا ويعلق رأسه ببرود فوق جسده الفوار بالدماء ويضع إلى جانبه علمين إسلاميين كناية عن الانتماء إلى الإسلام؟ (كيف لمسلم والله أعلم) يدعى «ياسين صالحي» الموالي لتنظيم «إسلامي» متطرف أن يقوم باسم الإسلام بذبح مديره الفرنسي والتقاط صور له وهو يصيح الله أكبر؟، وكان قد اتهم بمحاولة تفجير مصنع كيماوي حيث تم إيداعه بعد الجريمتين بزنزانة انفرادية ليعلن المسئولون بعد ذلك عن انتحاره بمعزله كما لو بمجرد صدفة.
إن وقائع كهذه لا يستوعبها العقل السليم وتحيل على قصص استوديوهات هوليوود التي تخصصت في صناعة التفجيريين الشرسي الملامح بلباس إسلامي ولازمة «الله أكبر» وموتهم دوما في لجج تبادل إطلاق النار، وفي أحسن الأحوال انتحارهم بزنازينهم. والمهم في السيناريو أن لا يبقى لتلك الدمى أثر حتى لا تنكشف الخدع السينمائية وتتواصل مهزلة قتل الأبرياء في العالم باسم الإسلام بلا حسيب.
ونحن نكاد نتميز غيظا من هذا التلاعب بمواطني العالم إجبارهم على كراهية الإسلام والمسلمين نستحضر جملة من أحداث التصفيات الهمجية للمسلمين تحت مسمى الإسلاموفوبيا والتي تمس كل القيم والمبادئ الإنسانية التي ارتفعت إلى مرتبة القداسة خاصة حين يلصق انتهاكها بالمسلمين فيعتبر خطأهم خطيئة لا يمحوها إلا الدمار الشامل لبلدانهم. والحال أن هذه السيناريوهات البلهاء لا علاقة لها بالإسلام البتة، وفي السياق نستعين عفو اللحظة بواقعة عظيمة المعاني لسيد الثقلين محمد صلى الله عليه وسلم مع زاهر ابن حرام الأشجعي فقد كان هذا الأخير يسكن البادية وكان إذا أتى منها يحضر الهدية لرسول الله فيجهزه الرسول حين يريد الخروج إلى البادية فكان رسول الله يقول «زاهر باديتنا ونحن حاضرته» وكان زاهر ذميم الخلقة من بسطاء الناس وكان الرسول يحبه. وذات يوم رآه في السوق فاحتضنه من ظهره وأغمض له عينيه مزاحا وقال من يشتري مني العبد؟ فقال زاهر: إذن تجدني كاسدا يا رسول الله، فأجاب : بل أنت عند الله غال، أو كما قال رسول الله .
وإذا كانت هذه القصيصة في محيط قصص إنسانية المصطفى تشي بمعالم المنظومة الإسلامية الحليمة فكيف يكون الثأر له من لدن الخوالف بهذه الوحشية والبرود المخيف في تصفية خلق الله جل وعلا؟؟
ونحن أمام هذه الفقاعة الجليدية العملاقة المسماة بالإرهاب والتي لا تحتاج إلا إلى أنوار الإسلام الحقيقية الحارقة لإذابتها مدعوون للتصدي لهذه الفقاعات لأنها أوهى من بيت العنكبوت. واستنهاض الهمم الرسالية يقتضي المبادرة، وخير وسيلة للدفاع (وإن كان الله سبحانه يدافع عن الذين آمنوا، والسؤال هل نحن منهم ؟؟) هي الهجوم المبني على الحقائق. وفي السياق تحضرني بعض من وقائع تاريخ غربي مسيحي أسود يليق ببشاعتها المثل العربي (رمتني بدائها وانسلت)، ففي الأندلس اقتلع المسيحيون المسلمين بشكل دموي مروع من أرضهم هناك إذ كانوا يعلقونهم في خشبات ويمشطونهم بالحديد حتى ينسلخ اللحم عن العظم منهم، في مجازر تذكر بأصحاب الأخدود. ومن سوريالية تراجيديات محو المسلمين من الأندلس وضعهم في توابيت غرست فيها سكاكين من تحت ومن فوق حيث يمدد فيها المسلمون وتطبق عليهم بقوة لتفرم لحمهم عميقا. ومن سخريات قسوتهم أن سموا تلك التوابيت بصندوق «المرأة الجميلة» تماما كما فعل أحفادهم حين رموا قنبلتين ذريتين على مدينتي نكازاكي وهيروشيما اليابانيتين وأبادوا الملايين من اليابانيين وسموا العملية ب «الطفل الصغير».
ولنا في هذا الماضي المأساوي حكايات نعود إليها في حلقة قادمة بإذن الله لأننا نحتاج عاجلا إلى إحياء المولد النبوي في أنفسنا بتقليلهم في أعيننا من خلال تاريخهم الإرهابي قبل إحيائه في الآفاق لنتخلص من هيبتهم الورقية في وجداننا، أما الذين يسعرون هذه الكراهية للمسلمين (وهم ثلة من الإستعماريين الغربيين لا الغرب كله ففيهم الصالحون الإنسانيون الشرفاء) فكفانا فيهم قوله تعالى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
ذة. فوزية حجبـي